يرى المحلل المختص بالشأن الاسرائيلي اسماعيل مسلماني ان الصفقة المرتقبة بين حماس وإسرائيل تبدو في هذه اللحظة أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، لكن الطريق لا يزال محفوفًا بالعقبات.
وأشار في حديث لـ بكرا ان هناك مؤشرات قوية على اقتراب التوصل إلى اتفاق ، منها: موافقة إسرائيل على هدنة لمدة 60 يومًا تشمل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، على مراحل. ودور الوساطة النشط من قطر ومصر، بدعم أميركي مباشر من إدارة ترامب، التي تضغط بقوة على الطرفين.
وأكد مسلماني ان تصريحات مسؤولين إسرائيليين تشير إلى استعداد غير مسبوق لقبول صيغ تفاوضية لم تكن مقبولة سابقًا.
لكنه اكد انه رغم هذا التفاؤل، لا تزال هناك نقاط خلافية، مثل: إصرار حماس على ضمانات أميركية بإنهاء الحرب ، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وموضوع مساعدات الغذائية عن طريق الأمم المتحدة وكذلك خرائط انتشار حماس حيث تطالب بانسحاب لأن الانتشار يعني بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة وايضا رفض إسرائيل إقامة "مراسم استقبال" للأسرى الفلسطينيين، ما يعكس حساسية رمزية وسياسية.
هل يمكن أن تنهار الصفقة في اللحظة الأخيرة؟
وتساءل مسلماني هل يمكن أن تنهار الصفقة في اللحظة الأخيرة؟ وقال هذا احتمال وارد جدًا، لعدة أسباب منها : ان نتنياهو تراجع سابقًا عن اتفاق مشابه في مارس الماضي بعد بدء تنفيذه. وكذلك الضغوط من داخل الائتلاف الحاكم أحزاب اليمين المتطرف تهدد بالانسحاب إذا تم وقف الحرب، ما قد يدفع نتنياهو للتراجع في اللحظة الأخيرة لتفادي سقوط حكومته .
واشار مسلماني الى الخطاب المزدوج حيث يعلن نتنياهو استعداده للصفقة من جهة، ويصرّح من جهة أخرى بأنه سيقضي على حماس "حتى الأساس وهو تناقض قد يُستخدم لاحقًا لتبرير الانسحاب من الاتفاق.
وبخصوص تأثير الأوضاع الداخلية في إسرائيل على مسار الصفقة قال مسلماني ان الضغوط على نتنياهو هائلة ، وتؤثر بشكل مباشر على قراراته .
محاكمة نتنياهو تدفعه للبحث عن إنجاز سياسي كبير
واوضح ان الاحتجاجات الشعبية المتزايدة ، خاصة من عائلات الرهائن، تطالب بإنهاء الحرب بأي ثمن. مشيرا الى ان أحزاب مثل "شاس" و"بن غفير" تهدد بالانسحاب لأسباب مختلفة، ما يجعل نتنياهو في وضع سياسي هش.
ويرى مسلماني ان محاكمة نتنياهو الجارية بتهم فساد ، يدفعه للبحث عن إنجاز سياسي كبير (مثل إنهاء الحرب) لتحسين صورته. لافتا ان ضغوط أميركية مباشرة من إدارة ترامب، ترى أن استمرار الحرب يعرقل مشروعها الإقليمي.
وخلص مسلماني حديثه بالقول ان الصفقة أقرب من أي وقت مضى، لكن نجاحها يتوقف على قدرة نتنياهو على المناورة بين الضغوط الداخلية والضمانات الدولية. موضحا ان نتنياهو معني بالصفقه لأنها جزئية وهذا يعطي له مساحة بعامل الزمن وخصوصا ان عطلة الكنيست بعد اسبوعين وتنتهي منتصف أكتوبر بحيث يجهز للانتخابات اضافة الى ان نتنياهو نجح في تسويق انه منتصر على إيران لذا يريد عقل الوعي الجمعي حاضرا بالمشهد الإسرائيلي.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق