أظهر بحث جديد أجرته جامعة بار إيلان بتمويل من مؤسسة التأمين الوطني في إسرائيل، مؤشرات مقلقة حول تفشي ظواهر الإدمان بين المراهقين العرب خلال فترات الحرب، خاصة في أعقاب الحرب الأخيرة التي أدت إلى بقاء السكان في المنازل وتعليق الدراسة لأسابيع متواصلة.

شارك في البحث آلاف المراهقين، وبينهم نسبة كبيرة من أبناء المجتمع العربي. النتائج أظهرت أن الإدمان على سلوكيات يومية مثل ألعاب الفيديو، الأكل العاطفي، والتسوق، أصبح واسع الانتشار. وقد تصدّر المراهقون العرب نسب الإدمان على الألعاب الإلكترونية والأكل العاطفي، ما يشير إلى ضغوط نفسية متراكمة وانعدام الأطر الداعمة في الأوقات الحرجة.

الغالبية من المجتمع العربي 

كما أشار البحث إلى أن المراهقين من خلفيات اقتصادية ضعيفة – وغالبيتهم من المجتمع العربي – أكثر عرضة للإدمان على السلوكيات الخطرة، مثل التدخين وتعاطي الحشيش، رغم أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كان أقل نسبيًا بينهم. وبيّن أن هذه السلوكيات تبدأ بالظهور في سن مبكرة، ابتداءً من 12 عامًا، وتتسارع مع تقدم السن، دون وجود تدخل تربوي أو علاجي ممنهج.

البحث يعكس غياب البنية التحتية الداعمة للمراهقين العرب في حالات الطوارئ، ويفضح هشاشة التعامل الرسمي مع احتياجاتهم النفسية والاجتماعية. وفي ظل واقع من التهميش، تُترك العائلات العربية لمواجهة هذه الظواهر وحدها، دون برامج وقائية أو مرافقة مهنية طويلة الأمد.

وفي تعقيبه على نتائج البحث، قال تسفيكا كوهين، القائم بأعمال مدير مؤسسة التأمين الوطني: "الحرب الأخيرة أظهرت تعقيدات كبيرة في حياة المواطنين، لكن من المهم أن نولي اهتمامًا خاصًا لأبنائنا وبناتنا الذين يعانون في صمت، وأن نرصد أنماط السلوك التي قد تتحوّل إلى حالات إدمان حقيقية تهدد مستقبلهم."

تسلّط هذه النتائج الضوء على الحاجة الماسة إلى خطة شاملة لعلاج ومنع الإدمان في المجتمع العربي، لا سيما في فترات الأزمات، مع التركيز على الوقاية النفسية والتربوية داخل المدارس والأحياء الطرفية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com