في منشور لاذع نُشر بعد استقالتها، وجّهت ضابطة التحقيقات رفيعة المستوى، رفيف كدينسة (رائدة شرطة) لي بيرل-بهيري، انتقادات قاسية لأداء الشرطة الإسرائيلية، وخصّت بالذكر فشل المؤسسة في مواجهة الجريمة في المجتمع العربي، متهمة القيادة السياسية الحالية بتسييس عمل الشرطة وتجاهل الجرائم الخطيرة لصالح أجندات ضيقة.

بيرل-بهيري، التي خدمت في الشرطة 30 عاماً، أوضحت أن تدهور الشروط المهنية والنقص الحاد في الموارد، إلى جانب انحراف التركيز المهني نحو فئات معينة وملفات غير جوهرية، كان من أبرز أسباب قرارها بإنهاء الخدمة، خاصة بعد مجزرة 7 أكتوبر التي وصفتها بـ"القشة التي قصمت ظهر البعير".

صوت الآذان أهم 

وأضافت: "الشرطة باتت عاجزة عن التعامل مع الجرائم اليومية: من حوادث الطرق والعمل، إلى العنف ضد النساء، وخصوصاً الجريمة المنظمة في المجتمع العربي، التي أُبعدت عن الأولويات. قيل لي مراراً: 'هذا غير مهم الآن، الأهم هو صوت الأذان الذي يزعج راحة المواطنين اليهود، أو التحريض على الشبكات – من نوع محدد فقط'".

وأشارت الضابطة إلى أن مراكز الشرطة أصبحت فارغة، والوظائف غير مملوءة، والجهاز خسر العاملين ذوي الكفاءة. وأردفت: "المجتمع والحكومة استهدفوا حتى الامتياز التقاعدي الوحيد الذي أبقى أشخاصاً مثلي في الشرطة. قريباً ستغادر جيلي، وسيبقى القليل من الجيدين، والكثير من الرديئين – إن قرروا البقاء أصلاً".

عنف اليهود المتشددين 

بيرل-بهيري لم تكتفِ بالنقد العام، بل قدّمت مثالاً حيّاً من حياتها اليومية، حيث روت أن مشروع بناء بجوار منزلها خضع منذ شهرين لسيطرة "عصابة من المتشددين اليهود" التي تهدد المقاول، تحرق الآليات وتثير الرعب في الحي، بينما تكتفي الشرطة بالحضور دون تنفيذ اعتقالات تُذكر. "لو ارتدى هؤلاء قمصاناً مختلفة وصعدوا إلى كابلان، لتمّت مواجهتهم بخيول وقنابل دخان"، كتبت.

واختتمت بيرل-بهيري منشورها بالقول: "الشرطة التي عرفتها لم تعد كما كانت. لا موارد، لا دعم، ولا مهنية. أنا الآن مواطنة، لكنني ما زلت أحلم كشرطية، وسأواصل الحديث كمواطنة تناضل من أجل العدالة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com