قدم رئيس اتحاد ارباب الصناعة ورئيس القطاع التجاري في إسرائيل، الدكتور رون تومر، خطابًا استثنائيًا خلال مشاركته في مؤتمر إيلي هورفيتس التابع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية. وأمل الدكتور تومر أن يكون هذا الخطاب، الذي يتخيل أنه سيُلقى من قبل رئيس اتحاد ارباب الصناعة في عام 2048، قد رسم صورة متفائلة لإسرائيل كدولة رائدة في الاقتصاد العالمي – اذا ما تم اتخاذ خطوات جريئة، الآن في عام 2025، لمواجهة الأزمات الاقتصادية والوطنية.
وأكد د. تومر في خطابه المستقبلي على أهمية التعاون الذي تم، كما لو كان، بين الحكومة والقطاع الخاص، والذي أدى إلى اتخاذ قرارات جريئة وتغيير أولويات الميزانية. وأشار إلى أنه بفضل هذه الخطوات، نجحت إسرائيل في أن تصبح واحدة من أكثر الاقتصادات تجددا وابتكارًا في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، تطرق رئيس اتحاد ارباب الصناعة إلى التغييرات الهيكلية في سوق العمل، والاستثمارات في الآلات المتقدمة والآلات الاوتوماتيكية، والثورة في التعليم التي أعدت الجيل الشاب لسوق العمل التكنولوجي في القرن الحادي والعشرين. كما شدد على تبني الذكاء الاصطناعي كمحرك نمو رئيسي، والخطوات المتخذة لخفض البيروقراطية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وفوق كل ذلك، الإنجاز الأكبر لعام 2025 – عودة جميع المختطفين.
وفي ختام خطابه، قال تومر إن الخطاب قد يبدو كحلم، لكنه ممكن. وأضاف: "إذا لم نتمكن في عام 2025 من اتخاذ الخطوات الصحيحة – للأسف لست متأكدًا أننا سنستمر في عقد مؤتمر إيلي هورفيتس، وحتى لو فعلنا ذلك – لست متأكدًا على الإطلاق أن القضايا الاقتصادية ستكون ذات صلة به، ودولتنا ستبقى دولتنا، ولكن ليست الدولة التي نبنيها ونحلم بها".
وقبيل مشاركته في المؤتمر التقى د. تومر وزير الداخلية، عضو الكنيست موشيه أربيل، في مكتبه حيث ناقش الطرفان خلال اللقاء قضايا تتعلق بـالعمال الأجانب، والحاجة إلى رفع عدد التصاريح في القطاعات الصناعية. كما تم بحث نموذج تقسيم إيرادات الأرنونا بين السلطات المحلية، بهدف تحفيز إقامة المصانع في مناطق الضواحي وتشجيع التنمية الصناعية.
هذا وقد أعرب الوزير أربيل عن تقديره لأنشطة اتحاد ارباب الصناعة ولمساهمة الصناعة في تعزيز الأمن القومي والمرونة الاجتماعية والاقتصادية لدولة إسرائيل. وشكر الدكتور تومر، الوزير أربيل على تجميد الزيادات الاستثنائية في الأرنونا، وتحدثا عن الحاجة إلى تحديث آلية الأرنونا بطريقة تحفز كلاً من البناء السكني والتنمية التجارية والصناعية بما يعود بالنفع على السلطات المحلية، السكان، والشركات الصناعية والتجارية. وتحدث تومر عن النقص الكبير في العمال في الصناعة، وطلب مواصلة الحوار بهدف توسيع اعداد الايدي العاملة وتوفير حلول مستمرة للاقتصاد.
وعقب رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة د. محمد زحالقة على الخطاب الذي القاه تومر في مؤتمر ايلي هوروفيتس مشيرا الى ان "ما طرحه الدكتور تومر من رؤية مستقبلية هو أمل لنا جميعًا في القطاع الصناعي، وخاصة في مجتمعنا العربي. إن الحديث عن تحويل الأزمة إلى فرصة لنهضة اقتصادية يتوافق تمامًا مع طموحاتنا كصناعات عربية في اتحاد ارباب الصناعة لتطوير صناعاتنا المحلية ودمجها بشكل أكبر في الاقتصاد الإسرائيلي الشامل".
وتطرق د. زحالقة الى ضرورة العمل على دمج المزيد من المواطنين العرب في دائرة العمل في القطاع الصناعي والمرافق الاقتصادية عامة مؤكدا ان المعطيات الأخيرة التي اشارت الى وصول نسبة النساء العربيات العاملات الى حوالي الـ 50% هي معطيات مشجعة جدا سيكون لها تأثير إيجابي على المدى القريب على المجتمع العربي بأكمله كقوة اقتصادية عاملة في البلاد.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق