ذكرت مصادر إسرائيلية ودولية أن الأيام المقبلة ستكون "حاسمة" بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة حماس، بحسب ما أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مشيرة إلى إن "الاتفاق قد يُوقّع غدًا إذا أبدت إسرائيل مرونة في ما يتعلق بإنهاء الحرب"، معتبرة أن ما يجري يمثل "تطورًا"، لكنه "ليس اختراقًا بعد".
يأتي ذلك في أعقاب تأكيد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه يعمل على إعداد مقترح جديد سيسلمه إلى الأطراف في وقت لاحق اليوم، بعد الانتهاء من مراجعة وإطلاق الرئيس ترامب عليها، في أعقاب إعلان حماس عن التوصل إلى اتفاق على "إطار عام" مع ويتكوف يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار في قطاع غزة.
ويترافق هذا الحراك مع ضغوط مكثفة تمارسها الإدارة الأميركية، بحسب ما أورد الموقع الإلكتورني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، الذي نقل عن مصادر مطلعة قولها إن "الولايات المتحدة عازمة على إنجاز الاتفاق، حتى لو تطلّب الأمر استخدام تعبيرات فضفاضة (مُبهمة) لإرضاء الطرفين"، مشيرة إلى أن المبعوث ويتكوف سيقدّم الليلة إلى إسرائيل نسخة جديدة من وثيقة الشروط التي أعدتها واشنطن.
في المقابل، شنّ وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، هجومًا شديد اللهجة على أي توجه نحو صفقة "جزئية"، قائلاً إن "حماس تعيش حالة من الضغط الشديد بسبب تغيّر آلية توزيع المساعدات وفقدانها السيطرة على السكان في غزة، بالتوازي مع استمرار الضغط العسكري".
وأضاف: "يجب علينا الاستمرار في تشديد الحبل حول عنق حماس ودفعها نحو صفقة استسلام كاملة تشمل تحرير جميع الأسرى دفعة واحدة"، محذرًا من أن "القبول الآن بصفقة جزئية سيمنح حماس شريان حياة وفرصة للتعافي"، وختم بالقول: "لن أسمح بحدوث ذلك. نقطة".
وأثارت تصريحات سموتريتش غضب عائلات الأسرى، الذين ردوا عليه في بيان جاء فيه: "اخجل من نفسك؛ كفى تشديدًا للحبل على رقاب الأسرى. التاريخ لن يرحم. أوقفوا الأكاذيب والوعود الفارغة، وافعلوا ما يريده الشعب – إعادة 58 أسيرًا وأسيرة ووقف الحرب".
بدوره قال وزير الخارجية، غدعون ساعر، إن "إسرائيل وافقت قبل 11 يومًا على الاقتراح الأميركي بشأن الصفقة، وحماس هي من رفضته حتى الآن"، وأضاف "إذا وُجد احتمال حقيقي للإفراج عن الأسرى، يجب تحقيقه. هذا هو ما يريده غالبية الشعب، ويجب التصرف وفقًا للمصالح القومية، لا وفقًا للضغوط أو التهديدات السياسية".
وفي تصريحات مفاجئة من البيت الأبيض، فيما يقف إلى جواره الرئيس دونالد ترامب، مساء الأربعاء، قال ويتكوف إن "واشنطن على وشك إرسال مسوّدة جديدة للاتفاق"، مضيفًا: "لدينا شعورجيدة جدا في شأن التوصل الى حل طويل الأمد، وقف موقت لإطلاق النار وحل طويل الأمد، حل سلمي لهذا النزاع"، على حد تعبيره.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق