شيّع آلاف المشيعين في القدس الشاب فؤاد عليان، من بلدة بيت صفافا، والذي قُتل مساء الخميس دهسًا في شارع شاي عجنون، وسط اتهامات من عائلته بأن ما جرى "ليس حادث سير، بل جريمة قتل متعمدة بدافع عنصري".

في حين أعلنت الشرطة أن الحادث ناجم عن "سجال ذي خلفية جنائية"، تؤكد عائلة الضحية وأقاربه أن فؤاد كان جالسًا في حديقة عامة مع ابن عمه حين اقترب منهم شبان يهود وطلبوا منهم المغادرة "لأنهم عرب". وبعد مشادة كلامية، تبعهم المشتبه بهم بمركبتهم ودهسوهم عمدًا. فؤاد فارق الحياة على الفور، بينما أُصيب ابن عمه بجروح متوسطة.

وقال أحد أقاربه في حديث مع الزميل حسن شعلان: "هذا ليس شجارًا جنائيًا كما تدّعي الشرطة. فؤاد قُتل لأنه عربي. طُلب منه مغادرة المكان فقط لأنه جلس في حديقة عامة، وتحوّل الأمر إلى مطاردة وقتل بدم بارد".

اعتقالات

من جهتهم، عبّر أصدقاء الضحية عن صدمتهم، مؤكدين أنه لم تكن له أية عداوات أو مشاكل. وقال أحدهم: "لو كان عربيًا هو من قتل يهوديًا، لانتشرت صورته في كل مكان، ولخرجت الحكومة ببيانات شديدة. لكن لأن القاتل يهودي والضحية عربي، يحاولون التغطية على الجريمة".

وفي تفاصيل التحقيق، أفادت الشرطة لاحقًا أنها اعتقلت سائق السيارة ومشتبهًا آخر، ووجهت لهما شبهات القتل العمد والهروب من موقع الحادث. وقد مدّدت المحكمة اعتقال السائق 6 أيام، بينما أُطلق سراح المشتبه الثاني إلى الحبس المنزلي. كما فرضت المحكمة أمر حظر نشر على هوية المشتبهين.

تقول العائلة إن ما جرى هو تصعيد خطير في الاعتداءات العنصرية، داعية إلى تحقيق شفاف لا يغض الطرف عن "الدافع القومي الحقيقي" خلف الحادثة، ومشددة أن فؤاد كان شابًا خلوقًا ومحبوبًا، حديث الزواج، وكان يخطط لبناء مستقبله.

الحادثة، التي وُصفت بداية بأنها "دهس وفرار"، تحوّلت في اليوم التالي إلى "جريمة قتل محتملة"، مع تصاعد الغضب في أوساط العائلة والمجتمع المحلي، وسط مطالبات بمحاسبة الجناة ورفض التبريرات الرسمية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com