بقلم اسماعيل جمعه الريماوي
في ظل حرب الإبادة على غزة، وعمل الاحتلال على اقتلاع وتهجير سكان القطاع، عملت إسرائيل وما زالت على محاربة وجود الأونروا، الذي يؤرق دولة الاحتلال التي تعمل بلا كلل أو ملل على تصفية وإلغاء الوكالة منذ أن تأسست، فمحاربة الأونروا مسلسل قديم جديد، فالمستفيد الوحيد من إنهاء عملها ووجودها هي دولة الاحتلال.
إن المخاطر المستقبلية لذلك، أن القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين اليوم على المحك، وأن على العالم الحر أن ينتصر لها من أجل العدالة والمبادئ الدولية.
و من المفارقات التي تكمن في أن هذا العالم وتلك الدول التي تنادي بالقانون والمبادئ وحرية الإنسان والعدالة، تعمل على خرقها، ويضربون بها عرض الحائط من خلال التساوق مع مزاعم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني و عمل الأونروا.
بلا شك أن كل اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم يعتاشون ويدافعون عن وجود "الأونروا"؛ كونها الشاهد الحي والدولي الوحيد على النكبة الفلسطينية.
الخطوة العقابية
إن هذه الخطوة العقابية لمجتمع اللاجئين، الذي يضم أكثر من7 ملايين لاجئ في الوطن والشتات، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي ظل الحرب على غزة و مخيمات الضفة الغربية أصبح الكل بأمسّ الحاجة لزيادة خدمات الوكالة، لا تقليصها.
وبدلاً من لجم الاحتلال على عدوانه وإدانة ممارساته الإجرامية، فإن الدول المتحضرة كما تدعي تسارع للتغطية على الاحتلال ووقف المساعدات عن شعبنا.
مجتمع اللاجئين
إن مجتمع اللاجئين اليوم بحاجة لمد يد المساعدة في كل أماكن وجوده، ووكالة الغوث اليوم تقوم بذلك بدور كبير.
إن تداعيات تلك الخطوة أن هناك استراتيجية إسرائيلية لتهجير شعبنا الفلسطيني، وتجاوز قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وإنهاء عمل الوكالة التي أنشئت من أجل تقديم الخدمات، وبقرار الأمم المتحدة.
فما زلنا نحارب من أجل ألا يكون هناك تقليص لبرامج الأونروا، ومن أجل بقاء الوكالة التي تعد الشاهد الحي على الجريمة الأولى، والنكبة الأولى عام 1948، وعلى اللاجئين وكل القوى أن تعمل لمواجهة تلك المحاولات التي تستهدف القضية، عبر وضع برنامج تصدٍّ لتلك القرارات.
للأونروا دور مهم لا يمكن الاستعاضة عنه، ولا توجد حالياً أي منظمة إنسانية أخرى في غزة يمكنها أن تلعب دور الأونروا.
لا شك أن اللاجئين الفلسطينيين يعتبرون "الأونروا" جزءاً من ذاكرة المخيمات، ورمزاً لحق العودة، باعتبارها شاهداً على معاناتهم في مخيمات الشتات، حيث قدمت لهم على مدار عقود من اللجوء مساعدات طبية وغذائية وتعليمية ونقدية.
وبعد تدمير مخيمات قطاع غزة تعاني غالبية المخيمات الفلسطينية سوءا في الضفة الغربية من تدمير ممنهج و تهجير للسكان وأما في البلدان المجاورة، لاسيما لبنان، تعانى المخيمات من أوضاع معيشية صعبة، بسبب الفقر المدقع وقلة فرص العمل، ما جعل اعتمادهم على خدمات "الأونروا" يتزايد لمواجهة ظروفهم الصعبة.
فقد تأسست "الأونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لقضيتهم .
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق