أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي أعلن فيها عن نية الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، ردود فعل حادة في مختلف أنحاء العالم. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستتولى إدارة قطاع غزة وتجعله "مكانًا جميلًا"، مع التأكيد على ضرورة إخلاء سكانه ونقلهم إلى دول أخرى.
ردود الفعل الفلسطينية
كانت الردود الفلسطينية هي الأقوى، حيث وصف سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، تصريحات ترامب بأنها "سخيفة" و"عبثية"، محذرًا من أن "مثل هذه الأفكار قد تؤدي إلى إشعال المنطقة". وأضاف عزت الرشق، قيادي آخر في حماس، أن تصريحات ترامب تعكس "جهلًا عميقًا بالواقع في المنطقة". من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي على أن "الشعب الفلسطيني سيظل لديه دائمًا خيار المقاومة"، مشيرة إلى "15 شهرًا من القصف باستخدام 80,000 طن من الأسلحة الأمريكية".
مستشار "المبادرة الوطنية الفلسطينية"، مصطفى البرغوثي، قال إن الشعب الفلسطيني يرفض هذه الخطة التي وصفها بأنها دعوة للتطهير العرقي وجرائم حرب. كما دعا الدول العربية والإسلامية للوقوف ضد هذه التصريحات التي تظهر جهلًا تامًا بشعب فلسطين والواقع الجيوسياسي في المنطقة.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
في السياق الإقليمي، جددت السعودية تأكيد موقفها الثابت في دعم قيام دولة فلسطينية، حيث أوضح وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة "ثابت وغير قابل للتغيير"، مستشهدة بتصريحات ولي العهد محمد بن سلمان في سبتمبر 2024. من جانبها، رفضت مصر والأردن بشدة فكرة ترحيل سكان غزة إلى أراضيهما، مشددين على معارضتهما لأي ضغط على سكان غزة للمغادرة.
وفي الكويت، انتقد النائب السابق ناصر الدويلة تصريحات ترامب قائلاً: "كل مشاريع ترامب ستفشل، بما في ذلك غزة، لأن العالم بأسره يعارض ترامب المتغطرس". وأضاف: "الوحيد القادر على وقف هذا الشر هو الله، هذا السياسي الأحمق الذي نشر شروره في كل الاتجاهات".
انتقادات في الولايات المتحدة
على الصعيد الداخلي الأمريكي، تعرضت خطة ترامب لانتقادات شديدة من قبل الديمقراطيين. فقد قال السيناتور كريس ميرفي إن ترامب "فقد عقله"، محذرًا من أن الاحتلال الأمريكي لغزة قد يؤدي إلى "مجزرة لآلاف الجنود الأمريكيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود". بدوره، وصف السيناتور كريس فان هولن الاقتراح بأنه "تطهير عرقي تحت مسمى آخر"، محذرًا من أن هذه السياسة ستقوي إيران وتضعف حلفاء أمريكا العرب.
من جانبها، عبرت النائبة الأمريكية الفلسطينية الأصل، رشيدة طليب، عن استنكارها الشديد، قائلة: "الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان، هذا الرئيس لا يروج سوى للكراهية والعنصرية بدعم من الكونغرس". واعتبر عضو الكونغرس، جيك أوشينكوس، أن الخطة "متهورة وغير معقولة"، مشيرًا إلى أن ترامب وصهره، جاريد كوشنر، قد يسعيان لتحويل المنطقة إلى منتجعات سياحية.
وفي منصات التواصل الاجتماعي، وصف المستخدمون تصريحات ترامب بأنها "أحلام شخص مجنون لن تتحقق"، مؤكدين أن سكان غزة هم أصحاب الأرض الشرعيون وأنه لا يمكن نقلهم وفقًا لرغبات ترامب.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق