لم يكن المشهد مفاجئًا بالنسبة للكثيرين: سائق غاضب يطلق بوق سيارته بإصرار، وآخر يقطع الطريق بتهور، بينما يتبادل اثنان الشتائم والإشارات العدوانية وسط زحام خانق. هذه المشاهد، التي أصبحت مألوفة في شوارع إسرائيل، تتكرر بوتيرة متزايدة، كما يكشف استطلاع جديد أجرته جمعية "أور يروك".
وفقًا للاستطلاع، الذي أُجري بالتعاون مع معهد "مأغار موحوت"، فإن 63% من الإسرائيليين أفادوا بأنهم شاهدوا شجارًا على الطريق مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، بينما أشار 22% إلى أنهم صادفوا مشاجرات ما بين مرتين إلى ثلاث مرات خلال نفس الفترة.
في تل أبيب-يافا والمناطق المركزية، أبلغ 98% من المشاركين أنهم شهدوا سائقين يستخدمون الأبواق العدوانية، بينما أكد 92% أنهم رأوا سيارات تقطع الطريق أو تقترب بشكل خطير من مركبات أخرى. أما في الشمال وحيفا، فقد أفاد 95% بأنهم شهدوا حوادث عنف لفظي وتجاوزات مرورية خطرة.
ما الذي يدفع السائقين للعنف؟
عندما طُلب من المشاركين تحديد السبب الرئيسي وراء تصاعد العنف على الطرقات، جاءت الإجابات متباينة:
38% أشاروا إلى أن الازدحام المروري والاختناقات تزيد من التوتر والغضب بين السائقين.
36% رأوا أن غياب العقوبات الرادعة يشجع على استمرار هذه السلوكيات.
15% ألقوا باللوم على البنية التحتية الرديئة للطرق، التي تساهم في تفاقم الأزمات المرورية.
11% اعتبروا أن نقص دوريات الشرطة يجعل السائقين أكثر جرأة على ارتكاب المخالفات والعنف.
ظاهرة تتطلب حلولًا عاجلة
في ظل هذه الأرقام، يبدو أن الطرقات في إسرائيل لم تعد فقط وسيلة للوصول إلى الوجهات، بل أصبحت ساحة توتر وصراع يومي بين السائقين. وبينما يستمر الجدل حول الحلول المناسبة، يتفق الخبراء على أن تحسين البنية التحتية، وفرض عقوبات أكثر صرامة، وزيادة التواجد الشرطي قد تكون الخطوات الأولى نحو الحد من هذه الظاهرة، التي تهدد حياة الآلاف كل عام.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق