أطلقت شرطة إسرائيل، مساء اليوم، سراح الطبيب د. ليران جلعادي، الذي اعتُقل اثر تنظيمه للمسيرة الاحتجاجية ضد العنف والجريمة، والتي انطلقت من منزل الطبيب المغدور د. عبد الله قاسم عوض في بلدة المزرعة، وصولًا إلى محطة الشرطة في نهريا.
وقالت المحامية منى أبو يونس، التي تابعت ملف الاعتقال، إن "قرار الاعتقال هو إعلان إفلاس من قبل شرطة إسرائيل، وتم إطلاق سراحه بعد ضغوط قانونية ومجتمعية".
مسيرة غاضبة: المطالبة بالعدالة للطبيب عوض ومحاسبة الجناة
وشارك المئات في المسيرة، التي جاءت في أعقاب تنامي الغضب الشعبي من تصاعد جرائم القتل في المجتمع العربي، والتي طالت هذه المرة طبيبًا خلال مزاولته لمهنته في عيادته بكفر ياسيف.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بتواطؤ السلطات وتقاعسها في مكافحة الجريمة المنظمة، مرددين هتافات تطالب بوضع حدٍ لانعدام الأمن الذي بات يهدد الجميع، بمن فيهم الطواقم الطبية.
وأكد د. جلعادي، عقب إطلاق سراحه، أن مشاركته في المسيرة جاءت للتعبير عن صوت الطبيب الراحل وزوجته د. سماح عوض، مضيفًا:
"الاعتداء على الطواقم الطبية خط أحمر، ونحن هنا اليوم لنُسمع صوتنا ولنطالب بالعدالة. المظاهرة كانت مؤثرة، وهي بداية لحراك أكبر ضد هذا الواقع الخطير."
جريمة هزّت المجتمع: قتل طبيب داخل عيادته
وكان الطبيب عبد الله عوض (29 عامًا) قد قُتل مساء أمس داخل عيادة "كلاليت" في كفر ياسيف، بعدما أطلق مجهولون النار عليه ولاذوا بالفرار. ووفق مصادر محلية، لم يكن الطبيب المستهدف في الجريمة، بل كان يحلّ محل طبيب آخر.
وأثارت الجريمة غضبًا واسعًا في الأوساط الطبية والمجتمعية، مما دفع نقابة الأطباء إلى إعلان إضراب تحذيري لمدة ساعتين في جميع المرافق الصحية، احتجاجًا على انعدام الأمن وتعرّض العاملين في المجال الصحي للخطر أثناء تأدية مهامهم.
موجة عنف غير مسبوقة وانتقادات للشرطة
تشهد البلدات العربية ارتفاعًا خطيرًا في جرائم القتل، حيث بلغ عدد الضحايا منذ مطلع العام 29 قتيلاً، وسط اتهامات للشرطة بعدم ملاحقة الجناة والاستهتار بأمن المواطنين.
ويؤكد المتظاهرون أن استمرار هذه الجرائم دون تحرك جاد من قبل السلطات يعزز شعور غياب الأمن وانعدام العدالة، مشددين على أن هذه المسيرة ليست سوى بداية لتحركات أوسع للضغط على الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه المأساة المستمرة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق