في الرابع من فبراير من كل عام، يحيي العالم اليوم العالمي للسرطان، وهو مناسبة للتوعية حول المرض الذي يعدّ أحد أبرز التحديات الصحية عالميًا. في إسرائيل، تشير أحدث الإحصائيات إلى أن السرطان يشكل عبئًا صحياً كبيرًا، حيث يتم تشخيص حوالي 33,570 حالة جديدة سنويًا، أي بمعدل 92 حالة يوميًا، فيما يفقد حوالي 12,000 شخص حياتهم بسبب المرض سنويًا.
ورغم هذه الأرقام، فإن هناك جانبًا إيجابيًا يتمثل في أن حوالي 64% من مرضى السرطان في إسرائيل يتعافون من المرض، ويعيش اليوم بيننا نحو 350,000 شخص ممن تم تشخيصهم وتعافوا، مما يبرز الدور الحاسم للوقاية والكشف المبكر في رفع نسب الشفاء وتقليل معدل الوفيات.
حول هذه القضايا، التقينا بفاتن غطاس، مدير فعاليات جمعية مكافحة السرطان في المجتمع العربي، للحديث عن أحدث المعطيات المتعلقة بالمرض والتحديات التي تواجه جهود الوقاية والتشخيص المبكر.
سؤال: مع حلول اليوم العالمي للسرطان 2025، ما هي أبرز المعطيات والإحصائيات حول المرض في إسرائيل؟
فاتن غطاس: بحسب أحدث التقديرات، يتم يوميًا تشخيص 92 حالة سرطان جديدة في إسرائيل، وتوفي خلال عام 2024 حوالي 12,000 شخص جراء المرض. سرطان البروستات هو الأكثر شيوعًا بين الرجال اليهود، بينما لدى الرجال العرب يحتل سرطان الرئة المرتبة الأولى، يليه سرطان البروستات في المرتبة الثانية. أما بين النساء، فيبقى سرطان الثدي الأكثر انتشارًا، يليه سرطان القولون.
سؤال: كيف يمكن الوقاية من المرض؟
فاتن غطاس: اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 50%. أكثر من 85% من حالات سرطان الرئة مرتبطة بالتدخين، كما أن السمنة تعتبر عاملاً رئيسيًا في العديد من أنواع السرطان، حيث ترتبط بـ 55% من حالات السرطان لدى النساء و24% لدى الرجال. الحفاظ على وزن طبيعي، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني كلها عوامل تقلل من خطر الإصابة. كما أن الفحوصات الدورية تلعب دورًا أساسيًا في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص العلاج والشفاء.
سؤال: هل هناك زيادة في وعي الجمهور بأهمية الفحوصات المبكرة؟
فاتن غطاس: أجرينا استطلاعًا كشف أن 24% من الإسرائيليين أصبحوا يولون أهمية أكبر لنمط حياة صحي بعد الحرب الأخيرة، فيما أكد 77% من المشاركين أن موقفهم تجاه الفحوصات المبكرة لم يتغير، رغم أن 13% أصبحوا أكثر اهتمامًا بهذه الفحوصات. ومع ذلك، هناك تحديات تتعلق بإمكانية الوصول إلى خدمات الفحص المبكر، خاصة في المناطق البعيدة عن مراكز الرعاية الصحية المتطورة.
سؤال: هناك أبحاث تتحدث عن العلاقة بين التغذية والسرطان، هل يمكن أن تشرح ذلك؟
فاتن غطاس: النظام الغذائي المتوسطي، الذي يعتمد على استهلاك الأطعمة النباتية، الأسماك، والدهون الصحية، له دور مثبت علميًا في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. دراسة حديثة أظهرت أن الالتزام بهذا النظام يقلل خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة بنسبة 44%.
سؤال: ماذا عن تأثير النشاط البدني على معدلات الشفاء؟
فاتن غطاس: دراسة حديثة أجريت على 28,000 مريض بالسرطان وجدت أن من يمارسون الرياضة بشكل منتظم قلّت لديهم مخاطر تفاقم المرض أو الوفاة بنسبة تصل إلى 28%. هذه النتائج تؤكد أهمية دمج النشاط البدني في الحياة اليومية كجزء أساسي من الوقاية والعلاج.
سؤال: ما هي رسالتك للجمهور في اليوم العالمي للسرطان؟
فاتن غطاس: السرطان ليس مجرد تحدٍ طبي، بل قضية تتعلق بنمط الحياة والوعي الصحي. اليوم، يعيش بيننا حوالي 350,000 شخص تعافوا من السرطان، مما يدل على أن الكشف المبكر والعلاج الفعال يمكن أن ينقذا حياة الكثيرين. الوقاية تبدأ من تبني أسلوب حياة صحي يشمل الامتناع عن التدخين، الحفاظ على وزن صحي، ممارسة الرياضة، والالتزام بالفحوصات الدورية المجانية التي يوفرها التأمين الصحي. الكشف المبكر ينقذ الأرواح، وعلينا جميعًا أن نكون مسؤولين عن صحتنا وصحة مجتمعاتنا.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق