بيانات من "الخدمات الصحية الوطنية" تشير إلى ارتفاع في عدد الزيارات والفحوصات المتعلقة بالتهابات الحلق. معظم الحالات، كما في السنوات السابقة، ناتجة عن فيروسات وليست عن بكتيريا "ستربتوكوكس".
وفقًا لبيانات "الخدمات الصحية الوطنية" التي تم تحليلها من قبل الدكتور أرييل إسرائيل، مدير معهد البحث في المؤسسة، في ديسمبر 2024 تم تسجيل زيادة كبيرة في فحوصات التهابات الحلق، حيث تم إجراء 13,348 اختبارًا لالتهابات الحلق في هذا الشهر، مما يمثل زيادة بنسبة 65% مقارنةً بشهر نوفمبر. ومع ذلك، كانت خمس الحالات فقط من الفحوصات (20.9%) إيجابية لبكتيريا "ستربتوكوكس A"، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 4.3% مقارنة بالشهر السابق.
بيانات المقارنة مع السنوات السابقة تدعم الاتجاه التصاعدي: في ديسمبر 2023 لم يتم تسجيل زيادة مماثلة في عدد الفحوصات، بل كانت هناك زيادة معتدلة بنسبة 8.1%، لكن نسبة الفحوصات الإيجابية كانت أعلى، حيث بلغت 24.6%. في عام 2022، كانت نسبة الفحوصات الإيجابية في ديسمبر أعلى من هذا العام، حيث وصلت إلى 2,862 مقابل 2,786.
عند فحص عدد الفحوصات الإيجابية حسب الأسبوع، نلاحظ أن عدد الفحوصات الإيجابية هذا العام أعلى من عام 2023، ولكنه أقل مقارنةً مع عامي 2022 و2021.
الفروقات بين التهاب الحلق البكتيري والفيروسي
يمكن أن يحدث التهاب الحلق بسبب بكتيريا أو فيروسات. التهاب الحلق البكتيري، الذي تسببه غالبًا بكتيريا "ستربتوكوكس A"، يتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية لتجنب المضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية، التي قد تؤثر على القلب والمفاصل والدماغ. تشمل أعراضه الحمى المرتفعة، آلام الحلق، صعوبة في البلع، وتجمعات بيضاء على اللوزتين.
من ناحية أخرى، التهاب الحلق الفيروسي هو الأكثر شيوعًا، خاصة في أشهر الشتاء، ويمكن أن تسببه العديد من الفيروسات، بما في ذلك تلك الخاصة بالأنفلونزا، والكورونا، أو فيروس مرض التقبيل. أعراضه مشابهة لالتهاب الحلق البكتيري، ولكن في معظم الحالات يزول من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج بالمضادات الحيوية، حيث يركز العلاج فقط على تخفيف الأعراض.
فيروس كورونا يمكن أن يسبب أيضًا التهاب حلق، خاصةً في السلالات الجديدة التي تتميز بأعراض خفيفة نسبيًا مثل ألم الحلق، حرارة خفيفة، وسيلان الأنف. على الرغم من ذلك، لا يعد هذا التهاب حلق كلاسيكيًا، بل جزءًا من أعراض المرض التي تشمل عادةً أيضًا التعب والسعال.
يتم تشخيص التهاب الحلق من خلال مسحة حلق بسيطة في العيادة. في حال كانت النتيجة إيجابية لبكتيريا "ستربتوكوكس A"، سيصف الطبيب علاجًا بالمضادات الحيوية لمدة عشرة أيام، عادةً باستخدام أدوية من فئة البنسلين مثل "موكسيفين" أو "رافافين". من المهم أن نوضح أنه ليس من الضروري البدء بالعلاج فورًا، بل يجب البدء به في غضون 9 أيام من ظهور الأعراض. بالنسبة لالتهابات الحلق الفيروسية، يكون العلاج داعمًا فقط ويشمل مسكنات للألم، شرب كميات كبيرة من السوائل، وتناول الطعام البارد واللين مثل الآيس كريم لتخفيف الألم.
الخطر الرئيسي في معظم الحالات نتيجة التهاب الحلق هو الجفاف، حيث يواجه المريض صعوبة في الشرب والأكل. الأعراض مثل جفاف الفم، قلة التبول، أو النعاس تتطلب التوجه الفوري للعلاج الطبي.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق