أعلنت المعارضة السورية المسلحة في بيان على التلفزيون الرسمي الأحد، أنها أطاحت بالرئيس بشار الأسد منهية حكم أسرته، الذي دام نحو 50 عاما، في تقدم خاطف أثار مخاوف من موجة اضطرابات جديدة في الشرق الأوسط الذي تعصف به الحروب.

وورد في البيان “تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”. وأضافت أنه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين. وقال ضابط سوري اطلع على أحدث التطورات لرويترز إن قيادة الجيش أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى.
 

سقوط نظام الأسد يشكل تحولًا تاريخيًا للسوريين

وفي هذا السياق تحدث موقع بكرا مع الأستاذ الصحافي والمحلل السياسي شيار خليل، والذي قال خلال حديثه: 

"سقوط نظام الأسد يشكل تحولًا تاريخيًا للسوريين، وهو نهاية لحقبة من القمع والديكتاتورية التي عانى منها الشعب السوري لعقود. هذا السقوط لا يعني فقط إسقاط رأس النظام، بل أيضًا انهيار منظومة كاملة من الاستبداد والفساد. إنه لحظة فاصلة تحمل معها آمالًا كبيرة، لكنها تفتح أيضًا أبواب التحديات على مصراعيها".

وتابع: "سقوط النظام يضع سوريا أمام مسؤولية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس ديمقراطية، بعيدًا عن الطائفية والمحسوبيات التي ميزت النظام السابق، رغم الانقسامات التي أحدثها النظام، يبقى الأمل في أن يتوحد السوريون حول مشروع وطني جامع، يعزز الهوية الوطنية بعيدًا عن النزاعات الفئوية".

وأوضح كذلك: "كما أن هناك حاجة ملحّة لتحقيق العدالة للضحايا وضمان المحاسبة لكل من تورط في الجرائم بحق السوريين. ولا ننسى أنّ ذلك سيضعف نفوذ الدول التي استثمرت فيه، مثل إيران، ويؤدي إلى تغييرات في التوازنات الإقليمية. هناك مخاوف بأن ذلك قد يخلق فراغًا في السلطة على المدى القصير، مما قد يؤدي إلى تنافس القوى الإقليمية والدولية لملئه".

وأشار ايضًا: "لكن إذا تمت إدارة المرحلة الانتقالية بحكمة، يمكن أن تكون سوريا نموذجًا لاستعادة الاستقرار، في منطقة عانت طويلاً من الحروب والصراعات. المرحلة المقبلة ستحتاج إلى جهود ضخمة لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في سوريا، خاصة في ظل وجود جماعات مسلحة متعددة. سوريا بحاجة إلى دعم دولي كبير لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وضمان عودة ملايين اللاجئين إلى ديارهم بكرامة وأمان.

التدخلات الدولية والإقليمية ستبقى تحديًا كبيرًا

ونوه كذلك خلال حديثه: "التدخلات الدولية والإقليمية ستبقى تحديًا كبيرًا في طريق استعادة السيادة الكاملة لسوريا. رغم صعوبة المرحلة الانتقالية، فإن سقوط النظام السوري يفتح آفاقًا لمستقبل جديد، حيث يمكن للسوريين بناء دولتهم على أسس الحرية، العدالة، والديمقراطية.
إقليميًا، يمكن أن تكون سوريا، إذا استقرت، نموذجًا يُحتذى به في حل الصراعات الأخرى، خاصة إذا تم التوصل إلى صيغة توافقية تضمن حقوق جميع الأطراف".

وخلص في القول: "في النهاية فإن التغييرات الحاصلة في سوريا، هي فرصة نادرة لإعادة كتابة تاريخها ومستقبلها. ورغم التحديات، فإن إرادة الشعب السوري وتصميمه على تحقيق الحرية والكرامة، هما الركيزة الأساسية لضمان نجاح هذه المرحلة المفصلية. المنطقة بأكملها ستتأثر، لكن الاستقرار في سوريا سيكون مفتاحًا لاستقرار أوسع في الشرق الأوسط".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com