أكد المحلل المقدسي المختص بالشؤون الإسرائيلية، إسماعيل مسلماني ل بكرا ، أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول "بسط السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية تأتي في ظل إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يعرف بتقديم دعمه القوي لإسرائيل.
وأشار مسلماني إلى أن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة ترامب كانت قد نقلت السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واعتبرت القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، إلى جانب شرعنة المستوطنات؛ مما ساهم في تعزيز سيطرة إسرائيل على حوالي 30% من أراضي الضفة الغربية.
وأوضح مسلماني أن المرحلة القادمة قد تشهد توسعاً سريعاً في بناء الوحدات السكنية، خاصة في منطقة الأغوار، مع فرض سيطرة كاملة على "المنطقة ج" في الضفة الغربية، وذلك بتوجيه من سموتريتش وبدعم من حكومة إسرائيل الحالية.
وذكر مسلماني أن الأوضاع تزداد تعقيداً مع دخول أطراف حكومية أخرى في دعم هذه الخطة، وعلى رأسهم وزيرة الاستيطان أوريت ستروك ورئيس الوزراء، حيث يعكفون على تنفيذ بنود "قانون القومية" الذي أقره الكنيست في عام 2018، والذي ينص على أن "أرض فلسطين هي حصرية للشعب اليهودي"، وهو ما يعزز توجهات التهجير وتفريغ الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف أن العمل يجري حالياً بتوجيه من وزارة الدفاع لتجهيز البنية التحتية اللازمة لتوسيع المستوطنات، حيث يتم التركيز على مناطق استراتيجية مثل شمال قطاع غزة وإقامة مستوطنات جديدة في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وذكر أن هناك نحو 144 مستوطنة رسمية و120 بؤرة استيطانية تسيطر فعلياً على 42% من مساحة الضفة الغربية، ويقطن فيها نحو 800 ألف مستوطن، بما في ذلك القدس الشرقية، التي تشهد توسعاً استيطانياً مكثفاً في محيط البلدة القديمة ومنطقة سلوان والجنوب نحو صور باهر وبيت صفافا.
وأكد مسلماني أن هذه السياسة تهدد بتقويض حل الدولتين بشكل كامل وتستبعد أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
واعتبر أن ما يحدث يشير إلى أن الفلسطينيين قد يواجهون خياراً من ثلاثة: "إما العيش كعبيد تحت السيادة الإسرائيلية، أو القتل، أو التهجير"، حسب تصريحات سابقة لسموتريتش في عام 2017.
وأشار مسلماني إلى أن مناطق الاستيطان الكبرى، مثل "كريات أربع" في الخليل، و"غوش عتصيون" قرب بيت لحم، و"معاليه أدوميم" قرب القدس، و"أرئيل" قرب نابلس، قد تؤدي إلى تصعيد كبير وتهدد باندلاع انتفاضة جديدة مع بداية ما وصفها بـ"الحكومة الفاشية" التي تهدف لمنع أي حل يفضي إلى قيام دولة فلسطينية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق