أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن قلقه إزاء ما وصفها " الجرائم الخطيرة التي يرتكبها الجيش  الإسرائيلي ضد المدنيين في لبنان، خاصة في مناطق الجنوب والبقاع مع تصعيده هجماته العسكرية بشن غارات مكثفة تستهدف المدنيين والمناطق السكنية وتتضمن أوامر إخلاء في ظروف غير آمنة، ما يستدعى التدخل الدولي العاجل لمنع تكرار ما يجرى من أهوال ومجازر بحق المدنيين في قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهرًا"

وأفاد المرصد الأورومتوسطي، بأن "الجيش الإسرائيلي شن اليوم، أكثر من 330 غارة في أكثر من 117 بلدة ومدينة استهدفت بشكل مباشر مناطق سكنية مأهولة بالسكان المدنيين جنوب لبنان وفي مناطق متفرقة من البقاع"رة".

وأكد أن "الجيش الاسرائيلي يتعمّد استهداف المدنيين دون أن يعطيهم الوقت الكافي للإخلاء المناطق التي يتم قصفها أو توفير أي حماية فعّالة لهم من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية، حيث أن القصف يطال مبان مدنية بشكل مباشر وعشوائي، كما يتم القصف بالقرب من مستشفيات ومدارس في هذه المناطق.
 

وشدد الأورومتوسطي على "أنه وبموجب قواعد القانون الدولي الإنساني، يتوجب على الجيش الإسرائيلي اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة قبل كل هجوم عسكري ينفذه، لتجنب إلحاق الأضرار بالسكان المدنيين والأعيان المدنية، وتقليلها إلى أدنى حد ممكن على أقل تقدير. ويشمل ذلك، من جملة أمور أخرى، إعطاء السكان المدنيين تحذيرًا فعليًا ومجديًا قبل بدء الهجوم، وإعطائهم الوقت الكافي للإخلاء وتمكينهم من اتخاذ تدابير لحماية أنفسهم والانتقال إلى مناطق آمنة، ما لم تسمح الظروف بغير ذلك".

وأكد الأورومتوسطي أنه وبجميع الأحوال، وبموجب القانون الدولي الإنساني، يبقى المدنيون الذين يختارون عدم الإخلاء أو الذين لا يستطيعون الإخلاء من المنطقة متمتعين بالحماية المقررة لهم بموجب القانون الدولي الإنساني بوصفهم مدنيين، وأن مجرد بقاؤهم في تلك المنطقة لا يسقط عنهم هذه الحماية ولا يعفي "إسرائيل" من المسؤولية عن ضمان حمايتهم المقررة لهم.
 

وأوضح المرصد الحقوقي، أن "المسيرات الإسرائيلية أشعلت الحرائق في الأحراج جنوبي لبنان تزامناً مع غارات الطائرات الحربيّة، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل" تستخدم منذ بدء الهجمات العسكرية على لبنان في الثامن من تشرين أول/أكتوبر 2023 لحرق الأراضي الزراعية الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرّم دوليًّا لما يسبّبه من إصابات وحروق خطيرة للأشخاص، غالبا ما تصل إلى العظام، وحرائق شديدة يمكنها تُدمّر المباني والممتلكات والمحاصيل والتربة".
 
 
وأكد المرصد الأورومتوسطي، أنّ "كل الهجمات الإسرائيلية تشكّل انتهاكات جسيمة لاتفاقيّة جنيف الرابعة، والبروتوكول الإضافي، وللقانون الدولي الإنساني بشكل عام، الذي يلزم الأطراف المتحاربة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين في كل الأوقات، ويعطي حماية خاصّة للفئات المستضعفة كالنساء والأطفال وكبار السن كما وللمسعفين والصحفيين. وهذا ما تؤكّد عليه القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني واتفاقيّة جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين، ولوائح اتفاقيّة لاهاي الرابعة والمادّة 48 من البروتوكول الإضافي الأوّل".

وجدد المرصد الحقوقي، التذكير بأنّ "القانون الدولي الإنساني يحظر الهجمات العشوائية التي لا تميّز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، بما في ذلك الهجمات التي لا تستهدف أهدافاً عسكرية محددة أو التي تستخدم وسائل أو أساليب قتال غير قادرة على توجيهها نحو هدف عسكري محدد".

ودعا الأورومتوسطي، المجتمع الدّولي إلى "التدخل فورًا وإلزام "إسرائيل" بوقف عدوانها وجرائمها وحماية المدنيّين في لبنان ومنع التصعيد في المنطقة، منعًا لتكرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة مرة أخرى، وفرض العقوبات الفعّالة على "إسرائيل"، بما في ذلك فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إليها، ووقف كافة أشكال الدعم السياسي والاستخباراتي والاقتصادي المقدمة إليها، ومساءلتها ومحاسبتها على جرائمها المستمرة بحق الشعوب على أراضيهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com