في الأسابيع الأخيرة، شهد المجتمع العربي داخل إسرائيل تنظيم العديد من المبادرات لجمع التبرعات لدعم سكان غزة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. تم تحميل أكثر من مئة شاحنة بعشرات الأطنان من المواد الغذائية، ومنتجات النظافة، ومواد التنظيف، إلا أن هذه المساعدات لم تصل إلى وجهتها بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر نقل التبرعات من المواطنين الإسرائيليين إلى قطاع غزة.

وفي حديث مع الصحافي جاكي خوري من صحيفة "هآرتس"، أكد مسؤولون في وزارة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات) أن المستوى السياسي قرر منذ بداية الحرب منع دخول المساعدات إلى غزة إذا كان مصدرها تبرعات من داخل إسرائيل. هذا القرار جاء بحجة أن هذه التبرعات قد تصل إلى أيدي حركة حماس وتساهم في تعزيز سلطتها. وفقًا لقرار الحكومة، يُسمح فقط بإدخال المساعدات التي يتم التبرع بها من الخارج أو البضائع التي يشتريها التجار الغزيون من الضفة الغربية، بشرط التنسيق والتفتيش من قبل السلطات الإسرائيلية. وبناءً على ذلك، تسمح إسرائيل يوميًا بدخول حوالي 300 شاحنة تحمل مساعدات تفي بهذه الشروط عبر المعابر الإسرائيلية مثل معبر كرم أبو سالم.

نقد للمتابعة 

ورغم هذا الحظر، لا تزال المنظمات التي بادرت بجمع التبرعات تسعى لإيجاد طرق لإيصال المساعدات إلى غزة. وأوضح محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أن هناك محادثات جارية مع جهات في غزة والساحة الفلسطينية الإقليمية لبحث سبل إدخال المساعدات. وكشفت مصادر لصحيفة "هآرتس" أن هناك محاولات لتطوير آلية يتم بموجبها تسليم المساعدات عبر منظمات دولية وسفارات في المنطقة، مما يجعلها تُعتبر كمساعدات خارجية.

وقد لاقت هذه المبادرة لجمع التبرعات استجابة واسعة في المجتمع العربي. وقالت رولا داود، المديرة الوطنية المشاركة لحركة "نقف معًا": "بعد عشرة أشهر من الحرب على غزة، والقصف، والدمار، والجوع، ومع حملة ملاحقة وإسكات للفلسطينيين المواطنين في إسرائيل، فإن المجتمع العربي لم يعد مستعدًا للصمت". في أعقاب نجاح هذه المبادرة، بادرت جمعيات خيرية محلية في العديد من القرى بإطلاق مبادرات مشابهة.

ومع ذلك، وُجهت انتقادات إلى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، التي تضم جميع الحركات السياسية في المجتمع العربي، لعدم قيادتها لهذه الحملة. وأوضح أعضاء اللجنة أن القرار الحكومي يمنع إدخال التبرعات، مما يجعل تخزينها لفترة طويلة غير مجدٍ، إذ قد تتعرض للتلف. وأضاف محمد بركة أن حملة المساعدات تُشعر بالفخر، ولكن من الضروري ضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في غزة، وتجنب استغلالها من قبل أي طرف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com