كشفت دراسة جديدة أجرتها الجامعة العبرية، مستشفى هداسا، وجامعة بن غوريون، أن احتمال حصول النساء على وصفة لمسكنات الألم أقل بنسبة 10% مقارنة بالرجال، حتى عندما يتعلق الأمر بنفس شكوى الألم.

وتوصل الباحثون إلى وجود فجوات لصالح الرجال في تلقي علاج الألم، حيث تتلقى النساء علاجاً أقل جودة ويستغرقن وقتاً أطول للحصول على العلاج. استندت الدراسة إلى تحليل 21,851 تقرير خروج من المرضى الذين وصلوا إلى غرف الطوارئ في إسرائيل والولايات المتحدة بين الأعوام 2014-2019.

قام الباحثون بتحليل السجلات الطبية الإلكترونية باستخدام أساليب إحصائية لفحص احتمالية حصول النساء على مسكنات الألم مقارنة بالرجال، حتى عند أخذ مستويات الألم المبلغ عنها بعين الاعتبار. ووجدوا أن احتمالية حصول المرأة على وصفة لمسكنات الألم أقل بنسبة 10% مقارنة بالرجل، حتى عندما تكون الشكوى من نفس الألم تماماً. كما أظهرت الدراسة أن الممرضات كنّ أقل ميلاً لتوثيق شكاوى الألم لدى النساء في النظام الحاسوبي، وأن النساء انتظرن للحصول على علاج الألم في غرفة الطوارئ بمتوسط 30 دقيقة أطول من الرجال.

نشرت النتائج في المجلة العلمية PNAS التابعة للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم. قادت الدراسة الطالبة للدكتوراه ميكا جوزيكوفيتش، والبروفيسورة شاحام حشان-هيلل من كلية إدارة الأعمال ومركز فيدرمان لأبحاث العقلانية في الجامعة العبرية، والدكتور توم جوردون-هاكر من كلية الإدارة في جامعة بن غوريون، والدكتور أليكس جيللس-هيلل من مستشفى هداسا ومن كلية الطب بالجامعة العبرية.

تعارض مع التوصيات الطبية 

قالت جوزيكوفيتش: "التحيز الذي وجدناه في تقديم مسكنات الألم يتعارض مع التوصيات الطبية التي تنص على عدم التمييز بناءً على جنس المريض". وأضاف الدكتور جوردون-هاكر: "وجدنا أيضاً أن الأطباء والطبيبات يعانون من تحيز مماثل. الجميع يعالجون الألم لدى النساء بشكل أقل. قد يكون السبب هو التوقعات النمطية المتشابهة".

كما أجرى الباحثون تجربة إضافية لفحص هذه التصورات النمطية. قرأت 109 ممرضات من مستشفى أمريكي قصة طبية عن مريض أو مريضة يعانيان من شكوى ألم محددة وكان عليهن تقييم مستوى الألم وتقديم العلاج. أظهرت النتائج أن الممرضات قيّمن الألم لدى المريضة على أنه أقل شدة من الألم لدى المريض، مما يدعم فرضية الباحثين بأن التحيز في علاج الألم يعود إلى تصور نمطي يعتبر أن النساء يبالغن في التعبير عن الألم.

وأشارت البروفيسورة حشان-هيلل: "حتى الأطباء الذين يسعون لتقديم أفضل رعاية ممكنة ليسوا محصنين ضد التحيزات النمطية". وأوصى الدكتور جيللس-هيلل بإدخال تذكيرات بسيطة في جميع المستشفيات أثناء علاج الألم لمساعدة الفرق الطبية في اتخاذ قرارات تقلل من التحيزات النفسية، لضمان تقديم رعاية ممتازة وعادلة للجميع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com