أفاد تقرير مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، اليوم الخميس، بأن طلاب الصف السادس في المجتمع العربي شهدوا تراجعاً ملحوظاً في مستوى معرفتهم وإتقانهم للغة العبرية، مقارنةً بالسنوات السابقة. وأشار التقرير إلى أن الطلاب عادوا تسع سنوات إلى الوراء من حيث المستوى.

وفقاً للبيانات التي تم تقديمها، يعاني أكثر من ثلث الطلاب العرب من مستويات أداء منخفضة، وهو ما يشكل عائقاً كبيراً أمام اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي. يوضح التقرير الذي أعدته السلطة للتقييم والقياس (رامة) للعام الدراسي 2022-2023، أن نتائج الامتحانات أظهرت انخفاضاً مقلقاً في الأداء. ففي السنوات بين 2013 و2014، كان المعدل العام لطلاب اللغة العربية 500 نقطة، وارتفع إلى 514 نقطة بعد ثلاث سنوات. إلا أن هذا المعدل انخفض قليلاً إلى 511 نقطة في 2017، وهو ما أشار إلى بداية تغيير في الاتجاه. منذ ذلك الحين، لم تُجرَ امتحانات حتى الآن.

ووفقاً للتقرير، فإن نسبة الطلاب الذين حصلوا على مستويات أداء منخفضة بلغت 36%، مقارنةً بـ 31% في الامتحان الذي أجري قبل خمس سنوات. بالمقابل، انخفضت نسبة الطلاب الذين حصلوا على مستويات أداء عالية من 24% إلى 22%. كما أظهرت الفجوات بين الجنسين تحسناً طفيفاً، حيث انخفضت الفجوة بين الذكور والإناث من 29 نقطة في الامتحان السابق إلى 17 نقطة في الامتحان الأخير.

تُظهر البيانات أيضاً أن الفجوات بين مختلف القطاعات داخل المجتمع العربي ما زالت واضحة، حيث يحقق الدروز أعلى النتائج، يليه العرب، ثم البدو. ومع ذلك، قد تشير نتائج الامتحانات الأخيرة إلى بداية تغيير في هذا الاتجاه: فقد شهدت المجتمع الدرزي انخفاضاً ملحوظاً في درجاتهم بمقدار 24 نقطة، بينما تراجعت درجات الطلاب العرب بـ13 نقطة، وحافظ البدو على نتائجهم.

اللغة العربية 

وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى انخفاض بنسبة 12% في نسبة الطلاب الذين يستخدمون اللغة العربية خارج المدرسة بين عامي 2017 و2023، وتراجع بنسبة 13% في نسبة الطلاب الذين يشعرون بالكفاءة في اللغة العبرية، وتراجع بنسبة 11% في نسبة الطلاب الذين يستمتعون ويهتمون باللغة العبرية.

وفي سياق متصل، تناول التقرير امتحانات البجروت في اللغة العبرية كعربية ثانية. حيث يلتزم وزارة التربية والتعليم بدراسة اللغة العبرية بمعدل ثلاث وحدات دراسية كشرط للحصول على شهادة البجروت، وقد أكمل 85% من الطلاب غير اليهود هذا الشرط في عام 2022، بانخفاض قدره 2% مقارنة بالعام السابق، ولكن بزيادة قدرها 4% مقارنة بعام 2018. ومن بينهم، تقدم 28% منهم لامتحانات الخمس وحدات. ومع ذلك، قد لا يتمكن هؤلاء من اجتياز امتحانات اللغة العبرية في الجامعات، مما يشكل عائقاً إضافياً يوضح ضعف السيطرة على اللغة كعربية ثانية.

كما أكد تقرير مراقب الدولة، الذي نُشر العام الماضي، أن برنامج "اللغة العبرية على التوالي" الذي أطلق في فترة ولاية نفتالي بينيت كوزير التربية والتعليم في 2016، لم يحسن بشكل ثابت إتقان الطلاب للغة. وأوصى المراقب بأن يعزز وزارة التربية والتعليم التغييرات المطلوبة في البرنامج. ووفقاً للوزارة، من المتوقع أن يتم إصدار برنامج تعليمي جديد وفقاً لنموذج CEFR الذي يركز على فاعلية اللغة وتقسيم المستويات.

في هذا السياق، قالت مديرة قسم المجتمع العربي في وزارة التربية والتعليم، شيرين ناطور حافي، إن هناك تراجعاً في إتقان اللغة العبرية، وأشارت إلى أن برامج الخمسة سنوات التي حسنت البنية التحتية في البلدات العربية أدت إلى تراجع الاتصال بين المجتمعين العربي واليهودي. وأكدت أن الوزارة تعمل على تطوير برنامج جديد يركز على اللغة العبرية المحكية، ويهدف إلى تحسين تدريس اللغة بشكل يتناسب مع الحاجة العملية للطلاب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com