يحل اليوم ذكرى وفاة الفنان نور الشريف الذى برع فى تقديم عديد من الأعمال المحفورة في وجدان وذاكرة الفن المصرى.

وكون نور الشريف مع الفنانة بوسى ثنائياً ناجحًا أمام الشاشة كما كان زواجًا ناجحًا أيضًا وقصة حب كبيرة جمعت بينهما وهو ما نرصده فى التقرير التالى.

بدأت قصة حب نور الشريف وبوسى من طرف نور الشريف الذى كان يداوم على الحضور إلى ماسبيرو، وفى إحدى المرات شاهد الفتاة الصغيرة تنتظر دورها فى برنامج “جنة الأطفال”، حيث بدأت بوسى مع شقيقتها نورا صغارا فى برامج الأطفال.

وشاءت الأقدار أن يجتمعا مرة أخرى فى الستينات مع تصوير مسلسل “القاهرة والناس” وكانت بوسى فى الخامسة عشر من عمرها، وهنا بدأت شرارة الحب المتبادل رغم صغر سن بوسى.

وأصر والدها على الرفض حتى أقنعه أصدقاء العائلة ومنهم المخرج عادل صادق وبعد وساطات متعددة وافق والد بوسى على ارتباطها بنور الشريف وكانت خطبتهما فى يوم عيد ميلادها، وفى عام 1972 في منزل شقيقة بوسى الكبرى التقطت صورة نور بالبذلة والى جواره حب حياته بوسى بالفستان الأبيض لتعلن هذه الصور نجاح العاشقين فى تتويج قصتهما بالزواج.

وروت بوسى أنها اضطرت لبيع شبكتها فى يوم الزفاف لأن والدها أصر على كتابة مبلغ كبير لمؤخر الصداق، وبالتالي احتاج نور للمال لإتمام إجراءات عقد القران، ولكن لحسن الحظ لم يلاحظ والدها ذلك، وبدأت حياتهما فى شقة صغيرة تلائم ظروفهما المادية ولكن حبهما لم يخفت يوما.

وعن هذه اللحظات وذكرياته فى الزفاف تحدث الراحل نور الشريف مع الإعلامى طارق حبيب فى أحد لقاءاته التلفزيونية وذكر أن مشاعره كانت متناقضة وغريبة وقبل أن يقطعا كعكة الزواج مر نور بمشاعر قلق وتوتر غريبة وهو ينقل دبلة الزواج من يد بوسى اليمنى إلى اليسرى وقال إن بوسى أيضا كانت متوترة فهو يرى أن الزواج حالة خاصة واختيار دقيق ولكنه محظوظ جدا في زواجه واختياره لبوسى.

أما عن لحظة توقيع عقد القران شعر نور أنه يمضى أهم ورقة فى حياته، ولكن أكثر ما أزعجه هو كلام المأذون عن مؤخر الصداق، وأضاف ضاحكا أن المأذون يذكرك بلحظة الفشل والطلاق قبل أن تبدأ زواجك.

بينما بوسى فعلقت فى نفس البرنامج قائلة إن أكثر ما جذبها فى نور الشريف فى أول لقاء هو “دمه الخفيف” وأضافت أنها كانت صغيرة فى السن، وكان ذلك ما يلفت انتباهها، لكن بعد الزواج رأت فيه رجلا يحمل قلبا طيبا جدا وشهما للغاية وعاشقا للفن ومتحملا للمسئولية.

أما عن حياتهما الزوجية فقالت إن نور زوج متعاون وأب حنون ولأنه يقضي أوقاتا طويلة بالعمل قد تشتاق إليه كثيرا، فتذهب لرؤيته فيقابلها خارج الاستديو لأنه يرفض دخولها البلاتوه أثناء تصوير أفلامه حتى لا يفقد تركيزه عندما يراها.

وظلا يمثلان ثنائيا ناجحا فى الحياة والسينما لأكثر من 33 عاما قدما خلالها عدة أعمال شهيرة منها الضحايا، وآخر الرجال المحترمين، دائرة الانتقام، والعاشقان، وأسسا معا شركة إنتاج مشتركة، أما على المستوى الشخصي فقد أنجبا سارة والتى تعمل فى مجال الإخراج، ومى التى قدمت عدد من المسلسلات مع والدها الراحل نور الشريف.

ويعد أشهر أفلامهما هو “حبيبى دائما ” إنتاج عام 1980 من إخراج حسين كمال، ويعد من أهم الأفلام الرومانسية فى تاريخ السينما، وتحدثت النجمة بوسى فى ندوة تكريمها بمهرجان الأقصر السينمائي هذا العام عن فيلم “حبيبى دائماً”، وأكدت أن أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية عن حياة العندليب الأسمر، وكان من المفترض أن يلعب بطولة الفيلم عبد الحليم حافظ.

انفصال وعودة
وفى عام 2006 كانت المفاجأة بانفصال العاشقان بعد زواج دام حوالى 34 عاما واستمر الانفصال 9 سنوات حتى عادا لبعضهما فى بداية عام 2015، وفى أغسطس من نفس العام رحل نور الشريف عن الحياة بعد صراعه مع المرض وظلت بوسى بجانبه حتى اللحظة الأخيرة.

تحدثت عن سنوات الانفصال وقالت إنهما ظلا صديقين رغم الطلاق، فهو يعتبر واحدا “من أهلها”، ولكن كان عليها فى ذلك الوقت أن تتأقلم مع الحياة الجديدة بدون نور وأيضا بعد رحيله وقالت إن أكثر ما افتقدته بعد نور هو “السند” فقد كان بالنسبة لها المرجعية الصادقة فى هذه الحياة.

وفى فترة مرضه الأخيرة قررا ان يعودا لبعضهما وهو ما وافقته عليه بوسى وبالفعل عادا سويا ولكن القدر لم يمهلهما استمرار قصة الحب أكثر من ذلك حتى رحل نور الشريف بعد إصابته بمرض السرطان فى 11 أغسطس 2015.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com