دراسة جديدة نُشرت هذا الأسبوع في المجلة العلمية المرموقة "PNAS"، تكشف أن العلاج أيضًا، كما في مجالات أخرى في الحياة، منحاز لصالح الرجال ومُميز ضد النساء.

أُجريت الدراسة من قبل فريق متعدد التخصصات بقيادة طالبة الدكتوراه ميكا جوزيكيفيتش والبروفيسور شوهام حاسان-هيلل من كلية إدارة الأعمال ومركز فدرمان لدراسة العقلانية في الجامعة العبرية، والدكتور توم جوردون-هكر من كلية الإدارة في جامعة بن غوريون، والدكتور أليكس جيللس-هيلل من المركز الطبي هداسا ومن كلية الطب في الجامعة العبرية.

غطت الدراسة فترة ست سنوات، من 2014 إلى 2019، حيث قام الباحثون بفحص 21,851 رسالة إفراج لمرضى زاروا غرف الطوارئ في إسرائيل والولايات المتحدة يشكون من الألم: 17,576 رسالة من إسرائيل، و4,275 من الولايات المتحدة. قام الباحثون بتحليل السجلات الطبية الإلكترونية باستخدام أساليب إحصائية لفحص ما إذا كانت النساء أقل حظًا في الحصول على مسكنات الألم مقارنة بالرجال، حتى مع نفس الشكاوى تمامًا، ومع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الألم المُبلغ عنه.

وجد الباحثون أن احتمال حصول المرأة على وصفة لمسكنات الألم كان أقل بحوالي 10٪ من الرجل، حتى مع نفس الشكوى. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الممرضات كنَّ أقل ميلًا لتوثيق شكاوى الألم للنساء في النظام الإلكتروني، وكانت النساء ينتظرن العلاج في غرف الطوارئ لمدة أطول بمعدل 30 دقيقة مقارنة بالرجال. ظلت هذه النتائج ذات دلالة إحصائية حتى عند أخذ خصائص المريض، الطبيب، وغرفة الطوارئ بعين الاعتبار، وكانت النتائج مماثلة في إسرائيل والولايات المتحدة.

تقول البروفيسور شوهام حاسان-هيلل عن الخلفية التي دفعت لإجراء الدراسة: "قبل عامين نشرنا دراسة كبيرة تلقت الكثير من الاهتمام، حيث درسنا تأثير مناوبات الليل على تقديم مسكنات الألم في الطوارئ. رأينا أن الأطباء المتعبين يقدمون مسكنات أقل ويكونون أقل حساسية لألم المرضى لأنهم أنفسهم متعبون، وبالتالي لا يتلقى المرضى العلاج المناسب لألمهم. كان من المهم لنا التحقق من أن ما وجدناه كان بالفعل تأثيرًا ناتجًا عن التعب وليس عن عوامل أخرى. سيطرت الدراسة إحصائيًا على العديد من المتغيرات، مثل أصل المريض، عدد المرضى في الطوارئ، وكذلك جنس المريض. ثم اقترحت طالبة الدكتوراه ميكا جوزيكيفيتش أن نفحص تأثير جنس المريض أو المريضة."

افترض فريق الباحثين أن هناك أدلة بحثية على التمييز الجندري في علاج الألم، ولكنهم فوجئوا باكتشاف أن هذا ليس الحال. "اعتقدنا أن هذا معروف بالفعل"، تشرح البروفيسور شوهام حاسان-هيلل، "لكن ميكا جوزيكيفيتش قامت بفحص شامل واكتشفنا أنه ليس كذلك. النساء يدعين ذلك، وهناك حتى كتاب عن النساء اللواتي يروين كيف لم يتم علاج آلامهن، ولكن لم تكن هناك بيانات علمية تثبت بشكل منهجي وجود التمييز ضد النساء في علاج الألم. فهمنا أن هذا موضوع في غاية الأهمية. أن تدعي النساء ذلك لا يجعل بالضرورة هذا صحيحًا، ومن المهم فحصه علميًا لنكون مدركين ونتمكن من معالجة هذا التمييز."

*حتى الأطباء ليسوا محصنين من الصور النمطية*

تقول البروفيسور شوهام حاسان-هيلل: "كانت الصورة التي ظهرت للأسف شديدة وواضحة جدًا. في جميع المعايير التي لدينا، وجدنا أن النساء يتعرضن للتمييز مقارنة بالرجال ويتلقين علاجًا أقل مما توصي به أو تقترحه الإرشادات الطبية. هذا يعني مسكنات أقل من جميع الأنواع، سواء كانت خفيفة أو شديدة." ويضيف الدكتور جوردون-هكر: "وجدنا أيضًا أن الأطباء والطبيبات متحيزون بنفس الدرجة. الجميع يعالجون الألم لدى النساء بشكل أقل. ربما يكون التفسير هو التصورات النمطية المتشابهة."

قام فريق الباحثين بتجربة إضافية لفحص هذه التصورات النمطية. شملت التجربة 109 ممرضة من مستشفى أمريكي قرأن قصة سريرية عن مريض أو مريضة جاء للطوارئ بشكوى ألم محددة، ثم طلب منهن تقييم شدة الألم.

توضح البروفيسور شوهام حاسان-هيلل: "دهشنا لاكتشاف أن رغم أن التفاصيل كانت متطابقة بالنسبة للمريض والمريضة، إلا أن الممرضات قيمن ألم المريضة بأنه أقل حدة من ألم المريض. هذا الاكتشاف يدعم فرضيتنا أن التحيز في علاج الألم ينبع من تصورات نمطية، حيث يُعتقد أن النساء يبالغن في التعبير عن ألمهن بشكل 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com