اكد محللون ان سياسة الاغتيالات في لبنان وايران تكشف حالة الاختراق الامني لاسرائيل في هاتين الدولتين محذرين من انها قد تدفع المنطقة الى حرب شاملة.

ورأى الاكاديمي والمحلل السياسي عزيز العصا ان ما قامت به اسرائيل مؤخرا من اغتيالات، يشكل ذروة العربدة الاسرائيلية في منطقة الشرق الاوسط؛ لانها تعدت الجيران ووصلت لطهران وهذا يدلل على ان هناك حالة اختراق أمني واسع جدا لاسرائيل في لبنان وايران.

واشار العصا إلى أن الوصول الى اسماعيل هنية في ايران لا يمكن تفسيره إلا أنه شبه سيطرة امنية اسرائيلية في طهران، فهي استطاعت الوصول الى شخصية يفترض ان يكون الامن الايراني قد بذل قصارى جهده من أجل المحافظة على حياته لأنه من المعروف جيدا أنه مستهدف.

وفيما يتعلق بلبنان قال العصا ل بكرا ان ما حصل مع الشهيد فؤاد شكر وقبله الشهيد العاروري فهي حالة اختراق امني اسرائيلي، يمكن وصفها بشبه سيطرة امنية اسرائيلية في لبنان أيضا.. لذا، فإنه على حزب الله ان يراجع حساباته الامنية وسلوك قادته لتلاشي التعرض لهذه الاغتيالات وما تعنيه من خسائر مجانية موجعة.

وراى العصا انه على جميع قادة محور المقاومة من حماس وحزب الله والحوثيين الذين اصبحوا مستهدفين الالتفات الى انفسهم، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم الأمنية بما لا يجعلهم لقمة صائغة للاجهزة الامنية الاسرائيلية، والتي تعدّ اذرعها ممتدة على مستوى العالم، إضافة لما تمتلكه من تكنولوجيا متقدمة جدا على مستوى العالم، ذات سمعة علمية مهمة جعلت الكثير من الدول تشتري من اسرائيل منظومات أمنية كاملة للمراقبة والملاحقة وتنفيذ الاغتيالات.

التخطيط والاعداد وجمع المعلومات

من جانبه قال المحلل السياسي راسم عبيدات ل بكرا ان عمليتي الإغتيال اللتان جرتا في الضاحية الجنوبية من بيروت وفي طهران، فؤاد شكر واسماعيل هنيه هاذين الإغتياليين، يبدو بأنه جرى الترتيب لتلك العمليتين والتخطيط والإعداد وجمع المعلومات الإستخبارية عنهما لفترة طويلة،وعمليات اغتيال بهذا الحجم ،تحتاج الى قرار في دوائر مغلقة وموافقة ومصادقة أمريكية نظراً للتداعيات التي قد تنتج عن تلك العمليتين،وربما تدفعان المنطقة والإقليم نحو حرب اقليمية.

ورجح عبيدات أنه بلقاء نتنياهو مع بايدن في واشنطن بعد زياره الأخيرة والقاء خطابه امام الكونغرس الأمريكي...جرى التوافق على عمليتي الإغتيال، واختيار ذريعة تستخدم وتوظف لتنفيذ تلك العمليتين، وجرى تصنيع عملية اطفال مجدل شمس، وما تبع ذلك من توظيف " اسرائيلي لها،وقول بايدن والإدارة الأمريكية بأن لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها،ومن بعد اغتيال شكر،قالت أمريكا بأن عملية الإغتيال تلك يجب ان لا تؤدي الى الذهاب الى حرب شاملة،بل هي جزء من قواعد اشتباك يجب على الحزب والمقاومة التعايش معها،او الذهاب للحرب الشاملة.

وراى عبيدات ان احد اهداف اغتيال هنية في طهران تسعير الفتنة المذهبية ،سنية – شيعية،وخلق شرخ وحالة من عدم الثقة بين طهران وحركة حماس ...

واكد ان عمليتا الإغتيال ، لن تمكنا اسرائيل من فك الإرتباط بين جبهات الإسناد وجبهة قطاع غزة،وهي لم تمكن اسرائيل من استعادة اسراها في غزة،ودفع حماس والمقاومة للإستسلام، وكذلك لم تمكنها من اعادة مستوطنيها المهجرين في الشمال الى مستوطناتهم،كما أن استهداف خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة،لم تفتح البحر الأحمر أمام السفن التجارية التي تحمل البضائع لاسرائيل"،أي انها فشلت في فك الحصار الإقتصادي البحري على موانئها من قبل جماعة " انصار الله" – اليمنية.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني د. منذر حوارات أن فكرة اغتيال هنية في ايران بوجود قوة امنية له رسالة ان إسرائيل ذراعها طويلة قادرة على الوصول والضرب بدقة متناهية واختراق الدفاعات الجوية والتحصينات الامنية الداخلية وان لديها الأدوات لاستخدامها داخل ايران وهو امر خطير.

واضاف في عملية اغتيال فؤاد شكر بلبنان استخدمت 3 صواريخ لاصابة المبنى الذي كان توجدا فيه وهذا يدلل على وجود اختراقات امنية مهمة وهو ما حصل ايضا مع العاروري.

واكد حوارات ان اسرائيل تريد ترميم سمعتها الاستخباراتية بعد ان هدمتها طوفان الاقصى والمهم هو ماذا بعد هذه الاغتيالات؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com