"للناس فيما يعشقون مذاهب"، بيت شعر يُستخدم للدلالة على اختلاف تفضيلات الناس وأذواقهم؛ في جانب الأثاث الجلد، يرى بعض الناس أن الأخير مكتبي وغير مناسب للمنازل، فيما يظهر البعض الآخر إعجابًا بهذه المادة الطبيعية ويعتبر أنها تصلح لتأثيث المنازل.

صحيح أن دعاة الحفاظ على البيئة، يقفون موقفًا رافضًا لاستخدام الجلد الحيواني في تنفيذ تصاميم الأثاث، لكن للمعجبين بالمادة الطبيعية المذكورة، هناك بدائل متمثلة في الجلد البيئي، المستخرج من مواد نباتية أو من الفينيل. ووفق البعض، يمكن أن يشمل الجلد البيئي أحيانًا جلدًا مصدره الحيوانات، لكن مع إجراء الدباغة والصبغ بمواد نباتية عوضًا عن المواد الكيميائية السامة.

فروق بين الجلد الطبيعي والصناعي
مادة الجلد شائعة، في مجال تنجيد الأثاث المنزلي، فهي خالدة وقادرة على تحقيق الفخامة في أي مساحة داخلية؛ من غرفة المعيشة إلى غرفة النوم، مرورًا بصالة استقبال الضيوف. يُمكن استخدام المادة أيضًا، في تفاصيل الديكور الداخلي. لأن مادة الجلد متينة للغاية، فهي مثالية في الاستخدام في المنازل التي تأوي تحت أسقفها عائلات ضمن عدادها أطفال.

الجدير بالذكر أن الجلد المزيف، يحمل أسماء عدة، مثل: الجلد النباتي، أو الصناعي، والأخير قد يكون عبارة عن قماش مغطى بالبلاستيك، أو مصنوع من لحاء شجر البلوط الفليني، أو من عشب البحر، أو من أوراق الأناناس، أو جلد البولي يوريثين المصنوع من بوليمر حراري أو الجلد ثنائي الصب الذي يحتوي على جلد حقيقي ولكنه مطلي بالبولي يوريثين في الأعلى. لكن، رائحة الجلد الصناعي تشبه رائحة المواد الكيميائية أو البلاستيك، كما تتخذ المصنوعات الجلد الصناعي أو الجلد المزيف هيئة مثاليّة للغاية.

بالمقابل، مصدر الجلد الطبيعي هو الحيوانات؛ تحمل المصنوعات من الجلد الطبيعي عيوبًا، مثل: الندبات وعلامات التمدد والأوردة وما إلى ذلك. مع الضغط على جلد المصنوعات الطبيعي، يمكن أن يتجعد، بخلاف مصنوعات الجلد الصناعي التي تحتفظ بشكلها وصلابتها وملمسها.

اعتمادًا على عملية التشطيب، يمكن أن يكون للجلد الحقيقي خصائص طاردة للماء، إذ تمتصّ غالبية الجلود كمية مُعيّنة من الماء. بالمقابل، تطرد المواد الاصطناعية الماء على الفور.

وعلى الرغم من جمالية اللون الوردي الساخن أو الأزرق الساطع، إلا أنها ليست ألوان الجلد الطبيعي.

ألوان مقترحة للأثاث الجلد
صحيح أن الاتجاهات تتغير، مع مرور الوقت، إلا أن الجلد مادة كلاسيكية لا تأفل موضتها، لا سيما في إطار تنجيد الأثاث، الذي يبدو رائعًا على الدوام، ويتمتع بمظهر خالد، ويضيف لمسة من الرقي إلى أي مساحة داخلية يحل فيها. قطع الأثاث المنجدة بالجلد منوعة، لناحية الألوان، التي يمتلك كل منها تأثيرًا مختلفًا على ديكور الغرف المنزلية. مثلًا: تمنح الكراسي أو الأرائك الصغيرة المصنوعة من الجلد المصبوغ بصباغ أبيض غرفة الجلوس أو الصالة مظهرًا نظيفًا وحديثًا. لذلك، عند اختيار ألوان الأثاث الجلد لمنزلك، يمكنك التركيز على:

البنّي: هذا اللون الغني الترابي متعدد الاستخدامات، علمًا أن الأثاث الجلد البني، يشمل القطع ذات التنجيد البني الفاتح، والكراميل، والجوز، والشوكولاتة العميقة. لديكور تقليدي، اختاري ظلًّا أغمق من البني. بالمقابل، تنمّ قطع الأثاث الجلد باللون البني الفاتح عن طابع أكثر حداثة.
الألوان الزاهية: يُمكن توظيف قطعة أثاث، مصنوعة من الجلد المصبوغ بصباغ جريء، مثل: الأصفر، لإضفاء لمسة من الإشراق على أي غرفة. إضافة إلى الأصفر، يمكن أن تساعد الألوان الجريئة للأثاث الجلد، ومنها: البرتقالي، والأحمر الداكن، في خلق بيئة منزلية جميلة. وتقوم أي قطعة أثاث مصنوعة من الجلد المصبوغ بالأزرق بدور النقطة المحورية في الديكور. سواء اخترتِ اللون الأزرق أو الأخضر أو الأحمر، فإن اللون الجريء سيخلق مظهرًا فريدًا ومذهلًا. وإذا كنتِ مُتردّدة في استخدام لون ساطع، اشتري قطعة أثاث صغيرة الحجم، مصبوغة بلون جريء، مثل: كرسي بذراعين...

الألوان المحايدة: لن تخرج الظلال المحايدة عن الموضة أبدًا؛ لذلك، يمنح الأثاث الجلد ذو اللون المحايد، الغرفة التي يحلّ فيها، مظهرًا فاخرًا. تشمل الألوان المحايدة: البنّي الفاتح والكريمي والعاجي والرمادي والأبيض.

الأسود: هو لون كلاسيكي؛ يمكن إقرانه بسهولة مع مفروشات أخرى. لكن، يربط ناس كثيرون بين الكراسي الجلد السود والمكاتب، ويعتقدون أن الجلد الأسود المُستخدم في صنع الأثاث ينقل شعورًا بالسلطة والقوة.

طرق تنسيق الديكور في حضور الأثاث الجلد
يُمكن للمفروشات الجلد أن تُضيف جماليّة إلى أي مساحة داخلية، مهما كان طراز الديكور؛ إذ تحمل الأرائك والكراسي الجلد لمسة من الرقي إلى صالة الاستقبال المنزلية الكلاسيكية. في هذا الإطار، يمكن اختيار درجات الألوان الغنية والداكنة للجلد، مثل: العنابي أو البني الغامق...
من جهةٍ ثانيةٍ، في غرفة المعيشة ذات الديكور البسيط والحديث، يصحّ اختيار الأرائك والكراسي الجلد ذات التصاميم المميزة بالانسيابية، وبالخطوط "النظيفة". في هذا الإطار، يمكن اختيار الألوان المحايدة، مثل:اللون الأبيض أو الأسود أو الأصفر الفاتح أو الرمادي للحفاظ على الأجواء بسيطة.

أما إذا كانت صاحبة المنزل تهوى الطراز الريفي في الديكور، تدعو النصيحة إلى اختيار الأريكة أو الكرسي المزود بذراعين الجلد بالبني الفاتح.
وفي حال تفضيل مالكة المنزل أسلوب الديكور الانتقائي، من الممكن اختيار أريكة جلد زرقاء، مع إكسسوارات جريئة. وفي حال اتباع أسلوب الأناقة المعاصرة، في تأثيث المنزل، وتزيينه، يمكن اختيار أريكة جلد أنيقة على هيئة حرف L أو أريكة معيارية لإضفاء مظهر عصري، مع لمسات من الكروم أو المعدن للمسة راقية وحديثة. لناحية الألوان، استخدمي المحايدة منها، مع لمسات من الألوان الجريئة.

مهما كان أسلوب الديكور، يقود مزج الأثاث الجلد، بمواد أخرى في الديكور (القماش السادة، مثلًا، أو المنقوش، أو المنسوج، أو الفراء الصناعي، أو التريكو، أو الخشب، أو اللمسات المعدنية، أو الزجاج أو المرايا) إلى تنسيق غرفة جلوس أو صالة استقبال جذابة، من الناحية البصريّة، ومريحة في الاستخدام. والمفتاح هو إيجاد التوازن بين القوام والألوان المختلفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com