قال المحلل السياسي ماهر ابو طير، في قراءته للمشهد الحالي للمنطقة، والسيناريوهات المطروحة: "في قصة لبنان مع إسرائيل، فإن كل المؤشرات تقول إن إسرائيل لن تقبل قصة التعايش مع الوضع القائم في لبنان، حتى لو عادت المقاومة اللبنانية إلى ما وراء نهر الليطاني، وحتى لو توقفت العمليات العسكرية، لأن إسرائيل اليوم الغارقة في غزة والتي اعترفت علنا بعطب أكثر معداتها ودباباتها العسكرية، في غزة، تحسب حسابا لمن هم أقوى بكثير في لبنان".

يضيف: "قطاع غزة يعرقل فعليا الذهاب إلى لبنان، ونتنياهو الذي لا يريد صفقة تبادل للأسرى حتى الآن، لا يريدها لأن لديه أهدافا إستراتيجية، ولأنه يقر علنا أنه لم ينتصر حتى الآن. من الطبيعي حتى الآن أن لا يذهب حزب الله إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل، إلا إذا اضطر لذلك فهو لا يريد جر لبنان لحرب عالمية، ولا وضع لبنان الداخلي يحتمل هذه الكلف، فوق ما فيه من أزمات، مثلما أن قرار الحرب هنا لا يبدو لبنانيا فقط، بل يرتبط بجبهات مختلفة من إيران إلى العراق، وسورية، واليمن وفلسطين، أيضا، كما أن ذهاب إسرائيل للحرب ليس قرارا إسرائيليا، بل يعد قرارا أميركيا إقليميا، كون الحرب ليست نزهة صيف".

حزب الله يغير في تكتيكات المعركة

يتابع: "هذا يفسر أن حزب الله يغير في تكتيكات المعركة، حيث يوجه مدفعيته اليوم إلى القواعد الإسرائيلية في الجولان السوري المحتلة، بدلا من شمال فلسطين، وكأنه يريد خفض شهوة إسرائيل لحرب مفتوحة، وفي الوقت ذاته يريد أن يقول إنه قادر على الوصول لكل مكان.

كل ما سبق قراءة عاجلة يراد منها أخذنا إلى السيناريو البديل لدى إسرائيل لتجنب حرب في لبنان، لا تحتمل إسرائيل كلفتها، وتؤدي إلى إنهاء أي إخطار من لبنان، وهذا السيناريو البديل، محتمل، خصوصا، مع وجود عوامل إشعال داخل لبنان، يعرفها الكل بشكل تفصيلي".

يوضح كذلك: "سيناريو الحرب من الداخل اللبناني، قد يكون بديل إسرائيل عن سيناريو شن الحرب على لبنان من الخارج، وعلينا أن نفتح عيوننا على كل ما يجري في لبنان من مؤشرات هذه الأيام".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com