قدّم منتخب إيطاليا واحدة من أسوأ البطولات عبر تاريخه بعدما ودع مسابقة كأس أمم أوروبا (يورو 2024) على يد سويسرا (2-0)، من الدور ثمن النهائي.


لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع أن يظهر المنتخب الإيطالي حامل اللقب بهذا الشكل المخزي، خاصة مع تولي لوتشيانو سباليتي المهمة الفنية للمنتخب خلفا لروبرتو مانشيني.

سباليتي قبل عدة أشهر من توليه مهمة الأزوري، نجح في قيادة نابولي لكسر عقدة ظلت 30 عاما لم يذق فيها الفريق طعم الفوز بلقب الاسكوديتو.

فترة ذهبية

تمتلك إيطاليا تاريخا كبيرا في عالم كرة القدم، ورغم ذلك عاش المنتخب فترات من الصعود والهبوط كثيرا، فبداية المشوار والانطلاقة جاءت عام 1934 بكأس العالم.

رفض الأزوري المشاركة في النسخة الأولى لكأس العالم والمقامة في أوروجواي 1930، نظرا لبُعد المسافة ومشقة السفر وتكاليفه ما جعل العديد من منتخبات أوروبا ترفض اللعب ومن بينها إيطاليا.

لكن في النسخة الثانية بدأ نجم إيطاليا يلمع بقوة، حيث استضافت البطولة على أرضها وحظيت ببداية قوية بفوز عريض على الولايات المتحدة (7-1)، ثم عبور للأدوار التالية من خلال الفوز على إسبانيا ثم النمسا.

في النهائي واجهت إيطاليا تشيكوسلوفاكيا، ورغم تقدم الأخيرة بهدف حتى الدقيقة 80، قلب الطليان الطاولة بهدف التعادل ليلجأ الطرفان للوقت الإضافي الذي نجح فيه الأزوري في تسجيل هدف الفوز.

وامتلك الأزوري جيلا لافتا على رأسه جيوزيبي مياتزا وأنجيلو سكيافيو وجيوفاني فيراري وغيرهم من النجوم البارزة.

واصلت إيطاليا ظهورها المميز في مونديال 1938 ونجحت في تحقيق انتصارات كبيرة على حساب منافسين مرشحين للقب، فأقصت النرويج بدور الـ16، ثم فرنسا صاحبة الأرض والجمهور، قبل أن تُسقط البرازيل في نصف النهائي والمجر في النهائي لتتوج باللقب الثاني على التوالي.



سقوط مدوٍ


رغم كونه بطل العالم مرتين متتاليين، إلا أن إيطاليا انهارت بشكل سريع بعد ذلك، وجاء ذلك تزامنا مع كارثة سوبرجا عام 1949، التي شهدت تحطم الطائرة التي كانت تحمل معظم أعضاء نادي تورينو أثناء عودته من من لشبونة بعد مباراة تكريمية لفرانشيسكو فيريرا لاعب بنفيكا.

ضعف الطليان بشدة بسبب الكارثة الجوية، ليقرر المنتخب السفر بالقارب بدلا من الطائرة خوفا من وقوع حادث آخر.

وفشلت إيطاليا في مونديالي 1950 و1954 في تجاوز الدور الأول لتخرج من المجموعات، ولم تتأهل لكأس العالم 1958 بسبب الخسارة 2-1 أمام أيرلندا الشمالية في التصفيات، واستمر الفشل المدوي بوداع جديد من مرحلة المجموعات في نسختي 1962 و1966.

الصعيد الأوروبي لم يكن أفضل حالا لإيطاليا، حيث فشل المنتخب في بلوغ كأس الأمم الأوروبية نسخة 1964 بعد خسارة مدوية على يد الاتحاد السوفيتي في التصفيات.

وفي مونديال 1966، كان الأزوري المرشح الأوفر حظا بالبطولة لوجود عدد من اللاعبين المميزين، لكنه تعرض للإهانة بخسارة غير متوقعة أمام كوريا الشمالية التي عانت في هذه الفترة من أثار الحرب في واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم.

الوداع المخزٍ على يد كوريا الشمالية فجر الغضب داخل مشجعي إيطاليا، ليستقبلوا لاعبي الأزوري بطريقة سيئة وألقوا عليهم البيض والطماطم الفاسدة.

مع الغضب الهائل، بدأت ثورة التصحيح الإيطالية بإقالة المدرب إدموندو فابري، وتعيين فيروتشو فالكاريدجي الذي أعاد إيطاليا سريعا للواجهة.

ففي أول ظهور ببطولة أمم أوروبا 1968، استعاد الأزوري مكانته وفاز باللقب على أرضه، كما وصل بعد عامين لنهائي كأس العالم 1970، لكنه خسر أمام البرازيل (4-1)



ثورة منتظرة


يبدو أننا أمام ثورة غضب جديدة ومتوقعة ضد اللاعبين الطليان بعد الظهور المخزي في يورو 2024.

وعبرت العديد من الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبها تجاه المنتخب الذي قدم واحدة من أسوأ النسخ في تاريخ مشاركاته باليورو، كما انهالت الصحف الإيطالية بالهجوم اللاذع على المنتخب ومديره الفني.

وحملت الصحف الإيطالية سباليتي المسؤولية لعدم وجود أي شكل تكتيكي داخل الملعب ووصفت الخسارة أمام سويسرا وتوديع البطولة بالفضيحة والوصول إلى الحضيض، كما ألقت باللوم أيضًا على اللاعبين لعدم تحملهم المسؤولية والظهور الضعيف أمام منتخبات أقل في المستوى.

ورغم الفوز بنسخة يورو 2020، إلا أن المنتخب لم يرق حتى الآن للمستويات المنتظرة منه، خاصة أنه فشل في الوصول لكأس العالم في آخر نسختين على التوالي، في سابقة تاريخية حيث لم يسبق لإيطاليا أن فشلت في بلوغ المونديال مرتين متتاليين.

ويبقى مونديال 2026 طوق نجاة بالنسبة للجماهير الإيطالية، التي تتمنى ظهورًا مشرفًا في المحفل العالمي، في حين أكد جيانلويجي بوفون الحارس الأسطوري للأزوري ومدير المنتخب الحالي أن لقب المونديال المقبل هدف منتخب بلاده

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com