يوماً بعد يوم تشهد الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً مقلقاً، ورغم أن الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة اجتذبت قدراً كبيراً من اهتمام العالم على مدى الأشهر الثمانية الماضية، فإن القتال على جبهة الحدود الشمالية مع لبنان يدق ناقوس الخطر مع تصاعده في الآونة الأخيرة.

فشل إسرائيلي كامل، وفشل شخصي كامل

وفي حديث خاص لموقع بكرا مع المحلل السياسي د. محمود يزبك قال:" بالنسبة لما يتعلق باستمرار الحرب، الامور بدأت تتضح منذ اشهر، اعتقد ان نتنياهو ينتمي الى اليمين، وحتى لليمين المتطرف، لذلك كان من الواضح ومنذ البداية، ان ما حصل في 7 أكتوبر يعتبر بالنسبة لنتنياهو هو فشل إسرائيلي كامل، وفشل شخصي كامل، لذلك هو يبحث عن طريقة ما للتعويض عن هذا الفشل، حتى اذا انهى فترة حكمه في البلاد، ونزل عن مسرح التاريخ، كان يأمل بان ينزل عن هذا المسرح منتصرا، لكي يُكتب في كتب التاريخ بانه قائد، واكثر رئيس حكومة خدم الدولة لفترة زمنية طويلة، وكان يعتقد بأنه انجح رؤساء الحكومة وهكذا أراد ان يكون، ويريد ان يثبت للمجتمع الإسرائيلي المتطرف، بانه متطرف اكثر منهم، وهذا يكمن بإعلانه عن عدم إقامة دولة فلسطينية، رغم انه بالسابق وافق على ذلك، وهو كان من ايّد إقامة السلطة الفلسطينية في السابق، لذلك بسبب كل هذا ، وبسبب عدم تحقيق الأهداف التي وضعها امامه، وفشل بها حتى الان، لان السببين الرئيسييين لاستمرار الحرب، لم يتحققا، ولكن هو مصمم على تحقيق هذه الأهداف، لذلك هو مستمر بالحرب، لانه اذا توقفت الحرب فسيكون هنالك لجنة تحقيق، وهذه اللجنة ستعتبر نتنياهو المذنب الأول بالفشل الإسرائيلي ، واذا انتهت الحرب قريبا فسوف يقدم للمحاكمة على ما يبدو، وعندها سوف ينزل عن مسرح التاريخ، قائدا مهزوما فاشلا، وهذا ما لا يريده نتنياهو، لذلك بسبب هذا سوف تطول هذه الحرب، اكثر من ما هو متوقع ، وخاصة ان الشعب الإسرائيلي ليس فعّال بمظاهراته لان اكثر مشاركة بالمظاهرات لم تتعدى الـ 150 الف متظاهر وهذا عدد ليس كافيا ليهز عرش نتنياهو ، طالما اننا لا نرى مظاهرات مليونيه في تل ابيب، فمعنى ذلك ان اليمين الإسرائيلي الخائب سوف تزداد خيبته وهذا معروف بالتاريخ، كلما فشل اكثر كلما صعّب بمواقفه اكثر ".

الانتقال من معادلة الردع الى معادلة المنع

وبما يتعلق بالجبهة الشمالية قال المحلل السياسي د. يزبك في حديث خاص ل"بكرا":" اعتقد اذا قرأنا المشهد كاملا، وليس الدخول في التفاصيل، لانها متناقضة تماما، استطاع حزب الله خلال الأشهر الأخير ان يجعل معادلة الردع الى معادلة جديدة الى معادلة المنع، بمعنى ان حزب الله وبشكل تدريجي اظهر ان أنواع الأسلحة التي لديه والتي لا يعرفها كبار ضباط الجيش الإسرائيلي الذي اعربوا عن تفاجئهم عندما عرض حزب الله هذه الأسلحة على ارض الواقع، واكبر مثال على ذلك شريط الفيديو لحزب الله الذي تم بثه مؤخرا، والذي من خلاله نرى بان مسيرة الهدهد تصور مواقع استراتيجية في إسرائيل، هذا ارعب الجيش والسياسيين الإسرائيليين، ولذلك هذا اظهر بان تصريحات القادة الإسرائيليين الأخيرة بان يعيدوا لبنان الى العصر الجري تلاشت، لان اثبت حزب الله معرفته بالمواقع الاستراتيجية وبامتلاكه أنواع من الأسلحة الثقيلة التي اظهرها بالفترة الأخيرة، وهذا ارعب القيادة الإسرائيلية".

المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع ان يتحمل ضربتين

وأختتم:" المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع ان يتحمل ضربتين من مع بعض، من الجنوب والشمال، اضف لذلك اذا قررت إسرائيل الدخول البري الى لبنان، فستجد أيضا امامها جبهات عراقية وسورية وحتى إيرانية، وستصبح لدينا حربا إقليمية ولا احد يعرف الى اين مداها، وهذا ما لا تريده أمريكا، لذلك القوة التي اعلنها حزب الله هي المانع الأساسي لمنع تدهور الوضع في إسرائيل، لان إسرائيل لا تستطيع الدخول في حرب على الجبهة الشمالية لان المجتمع غير جاهز ، والجيش غير جاهز ، لذلك هزيمتين ، من الشمال والجنوب ، لن تجازف إسرائيل بذلك، ويبقى الامر في حدود التصريحات لا اكثر 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com