حث وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على اتخاذ قرارات تتيح إيجاد بدائل سلطوية لحركة حماس في قطاع غزة، محذرا من أن الامتناع عن ذلك سيعني استمرار سيطرة الحركة على قطاع غزة أو قد تدفع إسرائيل إلى فرض حكم عسكري في القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية من 222 يوما.

وكان نتنياهو قد استبق خطاب غالانت، بالإعلان عن إفشال حركة حماس لخطة إسرائيلية لتولي جهات محلية غزية المشاركة في إدارة توزيع المساعدات الإنسانية، واعتبر أن الحديث عن "اليوم التالي" أمر غير واقعي طالما أنه لم يتم تحقيق حسم عسكري ضد حركة حماس، واعتبر أن جميع الجهات سترفض التعاون مع الاحتلال طالما لم يتم القضاء على حماس.

وشن غالانت، في مؤتمر صحافي عقد أمس الأربعاء هجوما حادا على نتنياهو معتبرا أن الأخير يتهرب من اتخاذ قرارات بشأن "إيجاد بديل مدني محلي غير معاد لإسرائيل وغير مرتبط بحركة حماس" للسيطرة المدنية على قطاع غزة بالتوازي مع العمليات العسكرية التي تستهدف الحركة وسائر فصائل المقاومة في القطاع المحاصر، في محاولة لتقويض سيطرة الحركة على القطاع.

وشدد غالانت على أن الخطط العسكرية التي وضعها الجيش وصادق عليها نتنياهو تتضمن إيجاد بديل لحكم قطاع غزة مدنيا، في الوقت الذي يعمل جيش الاحتلال على ضرب حركة حماس عسكريا، كما شدد وزير الأمن الإسرائيلي على أنه طالب ببحث هذه المسألة لاتخاذ قرارات في إطار الكابينيت الموسع والمصغر وقوبل بالرفض.

الخطاب الأهم

وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "خطاب غالنت هو الاهم منذ 7 اكتوبر وفيه فتح جبهة الحرب "الثامنة"، وهي بين المؤسسة الامنية العسكرية وحكومة نتنياهو ورئيسها حصريا. فاما حكم عسكري إسرائيلي في غزة واما سيطرة حماس وحكمها، وأما بديل فلسطيني برعاية دولية دون استبعاد السلطة الفلسطينية".

وأضاف: "عدم قيام نتنياهو باتخاذ قرار حاسم بتبني وجهة نظر الجيش والمؤسسة الامنية هو بحد ذاته يضع أمن اسرائيل في خانة الخطر".

هل سيقوم نتنياهو بإقالة غالنت؟

وأكمل مخول قائلًا: "غالنت يطالب نتنياهو بإعلان موقفه فورا كي يمنع الثمن الإسرائيلي الغالي، والتعالي عن الاعتبارات الشخصية والحزبية الائتلافية. ويبقى السؤال هل سيقوم نتنياهو بإقالته؟ السؤال إذا كان قادرا على ذلك، ومستبعد بسبب الاضطرابات المتوقعة، لكن إذا اضطر سيقوم بذلك حماية لبقائه في الحكم. الخطاب يعزز من مكانة غالنت ويحاصر نتنياهو لكن تبقى كل الاحتمالات مفتوحة".

وأنهى حديثه قائلًا: "الاخفاق الاسرائيلي الاستراتيجي في غزة يلقي بثقله على الازمة السياسية المستعرة ويتحول إلى صراع مفتوح بين المؤسستين العسكرية والأمنية لنتنياهو وحكومته".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com