في اعقاب استفحال العنف والجريمة في المجتمع العربي، والتي وصلت ذروتها نهاية هذا الاسبوع بمقتل 5 اشخاص في يافة الناصرة وشابة في يركا، تحدث مراسلنا مع المبادر والمبتكر المجتمعي، حسن ابو شعلة  الذي حمّل المؤسسات الحكومية المسؤولية نتيجة لتفاقم الجريمة، ولكن قال  ايضا بان هنالك مسؤولية تقع علينا نحن ، حيث قال في مستهل حديثه أولا وآخرا أعزّي مجتمعنا بما وصلنا اليه، ولا حول ولا قوّة الا بالله وإنا اليه راجعون.

واضاف :" مجزرة اليوم هي مرحلة جديدة من مراحل الإجرام المستشري في مجتمعنا. وهي بنظري مرحلة أخرى ضمن مسعى ممنهج ضدنا كأقليّة، فإجبارنا على الانتقال من نضال الأرض والمسكن والحق القومي إلى نضال الأمن الشخصي لا ولم يكن محض صدفة، بل هو محطّة في سيرورة تمضي بنا نحو الخضوع واستسلام.

بين مطرقة الإجرام وسندان من يتواطؤ معه.

وقال:" في نهاية المطاف فإنّ مسؤوليّة حفظ القانون والأمن العام ومنع التسيّب وفوضى الجريمة ومعاقبة المجرمين تقع أولا وآخرا على المؤسّسات الحكوميّة وعلى رأسها الشرطة. وهذا ليس فضلا منها، بل واجب نقوم نحن بدفع ثمنه وتمويل جهوده بضرائبنا. وطبعا، لا يخفى على أحد تواطؤ هذه المؤسّسات وفشلها الذريع في مواجهة الإجرام، وهذا ما تثبته التجرية المستمرّة و"نتائج" التحقيقات ونسب لوائح الاتّهام الشحيحة وقدرة الرّدع المعدومة. هذا الفشل المستمر يفرض علينا كمجتمع حالة من انعدام الثقة مع هذه المؤسّسات وتشكيكا كبيرا بنواياها، ويجعلنا بين مطرقة الإجرام وسندان من يتواطؤ معه".

أرض خصبة للإجرام

واسهب:" من جهة أخرى، فإنّ كثيرا من الإجرام وتسلّطه داخل مجتمعنا هو نتاج أيدينا نحن ولا يمكننا التملّص تماما من المسؤوليّة. فكثير منّا يغذّي هذا الإجرام بقصد أو غير قصد، سواء بحالة فوضى القروض السوداء التي بات كثيرون يلجؤون إليها لأجل أتفه الكماليّات، أو بالاحتفاء بالمجرمين في المحافل العامّة أو الاستقواء بهم في صراعات الانتخابات المحليّة، وحتّى بالتعدّي على الحق العام داخل بلداننا، والذي يفرض جوّا عاما من الفوضى وأرضا خصبة للإجرام.

واختتم:" على كلّ، لقد فات زمان دقّ نواقيص الخطر، وبموازاة نضالنا الجمعيّ الحتمي والمستمر، أريد توجيه رسالة ودعوة لكلّ فرد فينا أن يراجع نفسه ويتراجع عن كلّ طريقة يساهم هو فيها بتفشّي الاجرام والعنف، بقصد أو بغير قصد. ونسأل الله أن يصلح حالنا إلى أحسن حال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com