أجرى قسم الأبحاث في بنك إسرائيل دراسةً للتغييرات في شراء المشروبات على إثر فرض الضريبة. وتضمنت الدراسة فحص التغييرات في شراء المشروبات المحلاة، في كلتا درجتيّ الضريبة اللتين فرضتا، وكذلك المشروبات التي لم تفرض عليها ضريبة.

- أدت الضريبة على المشروبات المحلاة، التي فرضت في بداية العام، إلى انخفاض بنحو 12٪ في حجم المشتريات للفرد مقارنةً بالفترات المماثلة في السنوات السابقة.

- انخفضت مشتريات الفرد للمشروبات عالية السكر، والتي تم فرض ضريبة عليها بقيمة 1 شيكل للتر الواحد، بأكثر من 30٪.

في بداية عام 2022، تم فرض ضريبة على المشروبات المحلاة من أجل تقليل استهلاك السكر وبدائله وبالتالي تقليل آثاره السلبية، بما في ذلك مرض السكري، الذي يكلف الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 10 مليارات شيكل سنويًا. وفرضت الضريبة بدرجتين: 1 شيكل لكل لتر على المشروبات التي تحتوي على أكثر من 5 جرامات من السكر لكل لتر (المشروبات عالية السكر) و- 0.7 شيكل لكل لتر للمشروبات التي تحتوي على نسبة أقل من السكر والمحليات الصناعية ("الدايت") والعصائر الطبيعية (مشروبات مخفّضة السكر).

وقد أجرى قسم الأبحاث في بنك إسرائيل دراسةً حول التغييرات في شراء المشروبات بعد فرض الضريبة، بناءً على بيانات شركة ستورنكست. وتضمّن التحليل حساب التغييرات في شراء المشروبات المحلاة (باللترات)، في كلتا درجتيّ الضريبة، والمشروبات التي لم تفرض عليها ضريبة (المياه المعدنية والصودا). وتم فحص التغييرات في الشراء ما بين نوفمبر 2021 حتى أكتوبر 2022 – وهي الفترة التي تم فيها البدء بجباية الضريبة والشهرين السابقين لها، حيث كان معروفًا أنه سيتم فرض الضريبة وقد يكون قد تمّ تخزين منتجات لاستهلاكها في عام 2022 – وما بين الفترتين السابقتين: عام 2019 بأكمله ونوفمبر 2020 حتى أكتوبر 2021. وتمّ إجراء المقارنة بعام 2019 لكون أنه في عام 2021 كانت لا تزال هناك قيود تتعلق بوباء الكورونا ويرجّح أنّ أنماط استهلاك الجمهور حينها لم تكن كالمعتاد.

من عام 2020 تمّ البدء بفرض وضع ملصقات حمراء على المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر

من ناحية أخرى، فانّ عام 2021 أقرب للفترة التي تم فيها البدء بفرض الضريبة على المشروبات المحلاة، ومن بداية عام 2020 تمّ البدء بفرض وضع ملصقات حمراء على المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون والصوديوم، وهي خطوة من شأنها بحد ذاتها أن تقلل من شراء المشروبات المحلاة. وتجدر الإشارة إلى أنه في ديسمبر 2021، تم أيضًا فرض وديعة (بقيمة 30 أغورة) على القناني الكبيرة بحجم 1.5-5 لتر، مما قد يقلص أيضًا المشتريات.

يستعرض الرسم البياني رقم 1 تطوّر المشتريات الشهرية (باللتر) للمشروبات منذ بداية عام 2019 وما بعد. تظهر البيانات متقلبة بسبب الموسمية في الاستهلاك، ولكن في الفترة التي تلت فرض الضريبة هناك انخفاض حاد في شراء المشروبات عالية السكر (الخط الأحمر المتقطع)، مقابل زيادة في شراء المشروبات مخفضة السكر (الخط الأحمر المنقط)، واستقرار نسبي في شراء المشروبات التي لم تفرض ضريبة عليها (الخط الأزرق). وقد تأثر شراء المشروبات منخفضة السكر بقوتين متعارضتين: من ناحية، أدى فرض الضريبة إلى خفض المشتريات؛ من ناحية أخرى، تم فرض ضريبة أعلى على المشروبات عالية السكر وبالتالي انخفض السعر النسبي للمستهلك للمشروبات منخفضة السكر وزاد الطلب عليها.

ويشار إلى أنّ هناك مجموعتين من السكان تمتازان بمعدلات عالية نسبيًا من الإصابة بمرض السكري: العرب (خاصة البدو) والحريديم. وهكذا، على سبيل المثال، في الفئة العمرية 55-64، يعاني ما يقارب 32٪ من العرب من مرض السكري وحوالي 16٪ من الحريديم، مقارنةً بنحو 12٪ من اليهود من غير الحريديم، وينطبق الأمر أيضًا على الفئات العمرية الأخرى من البالغين. لذلك، من المهم دراسة تأثير الضريبة أيضًا على المشتريات في المجموعات السكانيّة المختلفة. لكن، في بيانات ستورنكست، هناك عدد قليل جدًا من المتاجر التي تخدم المجتمع العربي بشكل أساسي، لذلك سنعرض بإيجاز النتائج الرئيسية المتعلقة بالمشتريات في المتاجر التي تخدم بشكل أساسي الحريديم (الصورة في المجتمع اليهودي من غير الحريديم شبيهة جدًّا بتلك الخاصّة بمجمل السكان). إنّ تطور المشتريات لدى الحريديم شبيه بالصورة المعروضة في الرسم البياني 1 الخاصة بمجمل السكان، باستثناء أنه طرأ أيضًا ارتفاع حقيقي في شراء المشروبات التي لم تفرض عليها ضريبة.

تجسّد النتائج المذكورة أعلاه أيضًا الاتجاهات على مرّ الوقت في أنماط شراء المشروبات

تجسّد النتائج المذكورة أعلاه أيضًا الاتجاهات على مرّ الوقت في أنماط شراء المشروبات. يلخص الجدول 1 معدلات التغيير في مشتريات الفرد للمشروبات في مختلف الدرجات الضريبية، بعد خصم الاتجاه متعدد السنوات في مشتريات الفرد للمشروبات في السنوات 2015-2019. في تلك السنوات، كان هناك انخفاض سنوي بنحو 5٪ بالمعدّل في شراء المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر وانخفاض معتدل بنسبة 1٪ تقريبًا في السنة، في شراء المشروبات منخفضة السكر.

بالمقارنة بين الفترة من تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 حتى تشرين الأول (أكتوبر) 2022 وعام 2019 بأكمله (الجزء العلوي من الجدول)، كان هناك انخفاض فعلي بنسبة 20٪ تقريبًا في مشتريات الفرد للمشروبات الخاضعة للضريبة، وهو ما يعادل انخفاضًا بنحو 12٪ مع تعديل الاتجاه: انخفاض بنسبة 31٪ تقريبًا في شراء المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر مقارنة بزيادة تبلغ حوالي 13٪ في شراء المشروبات منخفضة السكر. وفي المشروبات غير الخاضعة للضريبة كان هناك انخفاض بنحو 7٪ حسب نفس الحساب. في المتاجر التي تخدم بشكل رئيسي الحريديم، كان هناك أيضًا انخفاض في مشتريات الفرد للمشروبات عالية السكر وغير الخاضعة للضريبة، بنفس النسب المذكورة أعلاه ، ولكن في نفس الوقت طرأ هناك أيضًا انخفاض بنسبة 6٪ تقريبًا في مشتريات الفرد للمشروبات مخفضة السكر، وبالتالي لدى الحريديم، فاق تأثير السعر على تأثير البديل.

وتشير المقارنة بين مشتريات الفرد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 - تشرين الأول (أكتوبر) 2022 والمشتريات في العام السابق (الجزء السفلي من الجدول) إلى تأثير مماثل للتأثير الذي يظهر أعلاه. أخيرًا، على الرغم من الارتفاع في مشتريات المشروبات منذ الانخفاض الحاد في الربع الأول من عام 2022، إلا أن هذا الارتفاع هو موسمي بشكل أساسي، مع الخروج من فصل الشتاء؛ وقد أظهر فحص المشتريات في تمّوز-آب 2022 أو أيلول-تشرين الأوّل 2022 مقابل المشتريات في الفترات المقابلة في عام 2019 أن معدلات التغيير مماثلة لتلك المذكورة أعلاه.

يجب التأكيد على أن التحليل لا يغطي، بسبب عدم توفر البيانات، مشتريات المشروبات من قبل السوق المؤسسية (المطاعم والمقاهي وأماكن العمل وما شابه) والمتاجر التي لا تتضمنها بيانات ستورنكست (بما في ذلك الغالبية العظمى من المتاجر في المجتمع العربي)، والتي فرضت عليها جميعًا الضريبة.

رسم بياني 1. المشتريات الشهريّة للمشروبات1 بحسب درجات الضريبة، 2019–2022
(معدّل 3 شهور، ملايين اللترات)




(1) لا تشمل المشروبات التي تحتوي على الحليب أو بدائل الحليب والمركزات ومشروبات الطاقة والمشروبات بنكهة الليمون الحامض والمشروبات الكحولية وبيرة الشعير.

جدول 1. معدّلات التغيير في شراء المشروبات، باللترات للفرد، بحسب درجات الضريبة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com