كشفت صورٌ التقطتها أقمارٌ صناعية عن خنادق تحفرها القوات الروسية في محيط العاصمة الأوكرانية كييف لإخفاء آلياتهم، في وقت أفادت فيه تقارير إعلامية بمحاولات أمريكية للزج بتركيا في الصراع، فيما تلوح بالأفق أزمة غاز في ألمانيا خلال الشتاء المقبل.
وقالت قيادة الأركان الأوكرانية إن سيطرة القوات الروسية على ميناء ماريوبول (جنوب) تمنع أوكرانيا "مؤقتا" من الوصول إلى بحر آزوف، لكنها أكدت أن القوات الروسية فشلت حتى الآن في محاصرة العاصمة كييف، وأكدت مقتل جنرال روسي كبير في المعارك.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية تحييد أكثر من 100 جندي روسي ونحو 40 آلية عسكرية خلال الـ24 ساعة الماضية، قائلة إن قواتها تصدت بنجاح في الفترة ذاتها لـ10 هجمات روسية.
فيما أكدت الحكومة الأوكرانية مساء السبت، أنها أجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 6 آلاف و623 مواطنًا عبر 8 ممرات إنسانية من أصل 10 في مناطق الاشتباك.
في السياق ذاته، أعلنت أوكرانيا، إنهاء حركة القطارات مع جارتها بيلاروسيا، بسبب مشاركتها بالحرب إلى جانب روسيا ضدها.
وقال ألكسندر كاميشين، رئيس شركة السكك الحديدية الأوكرانية، إنه لم يعد هناك ارتباط لخط السكك الحديدية مع بيلاروسيا، داعيا إلى عدم توجيه القطارات العسكرية الروسية باتجاه أوكرانيا عبر استخدم خطوط سكك حديد في بيلاروسيا.
محاولة للزج بتركيا في الصراع
واقترحت الولايات المتحدة على تركيا، إرسال أنظمة دفاع صاروخي من طراز إس-400 إلى أوكرانيا، لمساعدتها في صد الهجوم الواسع للقوات الروسية، بحسب ما قالته ثلاثة مصادر لوكالة رويترز، الأحد 20 مارس/آذار 2022.
المصادر التي لم تسمها الوكالة، قالت إن أمريكا "أثارت بشكل غير رسمي مع تركيا الاحتمال غير المرجح، بإرسال أنظمة الدفاع الصاروخي روسية الصنع من طراز إس-400 إلى أوكرانيا"، فيما بدت أنها محاولة من واشنطن لزج تركيا بالصراع الأوكراني الروسي.
وأضافت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين تقدموا بالاقتراح إلى نظرائهم الأتراك الشهر الماضي، لكن لم يتم تقديم طلب محدد أو رسمي.
كذلك لفتت المصادر إلى أن هذا الاقتراح "نوقش بشكل مقتضب"، خلال زيارة ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي لتركيا في وقت سابق من هذا الشهر.
أزمة غاز في ألمانيا
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، مساء السبت، إن "بلاده التي تعتمد بشدة على روسيا لإمدادها بالغاز، قد تعاني نقصاً في الشتاء المقبل"، مضيفاً "التزود بالغاز ليس مضموناً تماماً بعد".
وحذّر هابيك في مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند فونك" من أنه "إذا لم نحصل على مزيد من الغاز للشتاء المقبل وإذا قطعت الإمدادات من روسيا، فلن يكون لدينا ما يكفي من الغاز لتدفئة جميع المنازل وتشغيل جميع الصناعات"، متابعاً "حكومة أكبر اقتصاد في أوروبا تستعد لهذا الاحتمال الذي نأمل تجنبه".
وفي وقت سابق، شدد الوزير الألماني في مقابلة مع تلفزيون "أ ار دي" الرسمي، على الضرورة الملحة لـ"ضمان الإمدادات قبل المضي قدما في وقف الواردات الروسية"، معترفاً بأنّ "البعد الأخلاقي في تجارة المحروقات غير موجود".
ويعتبر الوضع حساساً بشكل خاص بالنسبة لألمانيا، حيث نصف واردات الغاز من روسيا.
وواجهت برلين انتقادات جراء معارضتها حظرا فوريا للمحروقات الروسية في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
واعتبرت الحكومة أنّ من شأن المقاطعة أن "تزعزع استقرار الاقتصاد الألماني والمجتمع بسبب الارتفاع المتوقع في أسعار الطاقة وخطر النقص".
ضغط على الصين
سياسيا، حث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الصين على التخلي عن حيادها والانضمام إلى المجتمع الدولي في إدانة حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال جونسون إنه يعتقد أن البعض في إدارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لديهم "وجهة نظر ثانية" بشأن الموقف الحيادي الذي تنتهجه الصين في ما يتعلق بتحركات روسيا ضد جارتها الغربية.
وفي الجانب الإنساني، قالت الأمم المتحدة إن 6.5 ملايين نزحوا داخل أوكرانيا، إضافة إلى 3.2 ملايين فروا خارج البلاد جراء الحرب.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق