ظهرت خلال الساعات الماضية ملامح جديدة للكتلة التي تتشكل في مواجهة كتلة اليمين – الحريديم والتي يقودها حزب ”الليكود“ بزعامة بنيامين نتنياهو، استعدادا لخوض انتخابات الكنيست الـ 24 في آذار/ مارس المقبل.

وتؤشر التطورات الجديدة على أن وصف هذه الكتلة باليسار – الوسط سيكون غير دقيق، لو وضع بالاعتبار الحديث الذي طرحه يائير لابيد، زعيم جناح المعارضة ورئيس حزب ”هناك مستقبل“ الليبرالي الوسطي، الذي أكد أنه مستعد للتحالف مع جدعون ساعر، زعيم حزب ”أمل جديد“ المحسوب على جناح اليمين.

وأعلن لابيد يوم السبت، أنه على استعداد للانضمام لساعر، وذكر في حديث لقناة ”أخبار 12“ العبرية، أنه يعلم كيف يمكنه العمل بشكل مشترك مع زعيم ”أمل جديد“، مشيرا إلى أن الباب مفتوح للكثير من التحالفات السياسية داخل المعسكر الرامي لتغيير السلطة في إسرائيل.

وعلى الرغم من تأكيدات ساعر السابقة بأنه يرفض الجلوس في حكومة محتملة مع لابيد، شأنه شأن نتنياهو، معللا ذلك بأن زعيم ”هناك مستقبل“ يفتقر إلى القدرة على الزعامة والقيادة، فإن الإعلامي ووزير المالية الأسبق أكد للقناة العبرية أنه قام بالتعاون مع ساعار بخطوتين سياسيتين كبيرتين في السنوات الأخيرة.

وتابع أنه كان قد نسق مع ساعر، حين كان الأخير عضوا في حزب ”الليكود“ لانتخاب رؤوفين ريفلين رئيسا للبلاد، كما أنه تعاون معه في مسألة إسقاط الحكومة الـ 35، مؤكدا أنه عمل بالتعاون مع زعيم ”أمل جديد“، وقال ”نحن مهندسو إسقاط الحكومة، لذا نعرف كيف نعمل سويا“.

دعم ”القائمة المشتركة“

في غضون ذلك، أشار المعارض الإسرائيلي إلى أنه يمتلك علاقات قوية داخل” القائمة المشتركة“، وهي تحالف سياسي يضم 4 أحزاب عربية، مضيفا أنه لا توجد أي مشكلة بالنسبة له لتشكيل حكومة تدعمها ”القائمة المشتركة“، ومنتقدا الأصوات التي ترفض هذه الخطوة في وقت يسعى فيه نتنياهو للتقارب بقوة مع هذه القائمة.

ولفت لابيد إلى أنه لا يجد حرجا في تشكيل حكومة تحظى بتأييد ”القائمة المشتركة“ على أن تبقى الأخيرة خارج الحكومة، وقال ”للأسف لم نفلح في تشكيل حكومة من هذا النوع خلال الكنيست الأخير. لقد قلت كثيرا إن الأمر ممكن ولدي أمل أن أصل إلى علاقة قوية مع الأحزاب العربية، على الأقل بنفس قوة علاقة نتنياهو بها“.

مبادرة جديدة

وحول الأنباء التي ترددت خلال الأيام القليلة الأخيرة حول التحالف المحتمل بين لابيد وزعيم ”أزرق أبيض“ بيني غانتس، وإمكانية خوض الانتخابات المقبلة بقائمة واحدة، أشار زعيم المعارضة إلى أن المجال مفتوح لهذا التعاون، وقال ”إن أراد غانتس فعليه أن يأتي إلي، بالطبع يعلم رقم هاتفي ويمكنه الاتصال“، على حد قوله.

من جانبها أكدت قناة ”أخبار 13“ العبرية أنه عقب تسريب الأنباء عن التحالف المحتمل بين لابيد وغانتس، فإنها حصلت على معلومات بشأن مبادرة جديدة تم بحثها داخل أروقة الحزبين تتعلق بتخلي غانتس عن منصب رئيس القائمة مقابل ضمان حصوله على منصب وزاري إن نجحت هذه الكتلة في تشكيل الحكومة المقبلة.

وتشكلت قائمة ”أزرق أبيض“ الأساسية من 3 أحزاب هي ”حوسن ليسرائيل“ بزعامة غانتس، و“تيلم“ بزعامة وزير الجيش الأسبق موشي يعلون، و“هناك مستقبل“ بزعامة لابيد، وكانت قد بلغت ذروة قوتها السياسية إبان انتخابات الكنيست الـ 21 حين حصلت على 35 مقعدا، قبل أن ينفصل غانتس لينضم لحكومة وحدة مع نتنياهو عقب انتخابات الكنيست الـ 23، ووقتها بلغ قوام قائمة ”أزرق أبيض“ المنشقة 13 مقعدا فقط.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انهيارا حادا لقائمة ”أزرق أبيض“ بزعامة غانتس، إذ تؤكد هذه الاستطلاعات الانتخابية أنه في حال أجريت الانتخابات اليوم فإن هذا الحزب، الذي شكل عقب تأسيسه أملا حقيقيا لدعاة تغيير السلطة من اليسار والوسط، لن يحصل سوى على 5 مقاعد فقط في أفضل الظروف، مقابل 13 مقعدا في الكنيست المنحل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com