بعد الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات اذار 2020 ، يتضح بان هنالك صعوبة لمعسكر اليمين ولمعسكر المركز- اليسار في إسرائيل، في تشكيل الحكومة، مما يزيد الاحتمالات لانتخابات رابعة ؟

ثلاثة احتمالات

عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع مدير عام المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوحانان بليسنر الذي تحدث عن السيناريوهات المتوقعة لتشكيل الحكومة القادمة حيث قال :" لا شك بان هنالك احتمال لإجراء انتخابات رابعة، ولكن الاحتمال هو اقل بكثير مما تتوقعه الناس، من جهة هنالك أكثرية في الكنيست (62) والذي يجمعهم بانهم لا يريدون نتنياهو، ومن جهة أخرى لا يوجد اتفاق بينهم على تشكيل حكومة كما يرغب كل حزب ،حيث لا يوجد تفاهم بينهم على الوعود التي كانت قبل الانتخابات ولذلك لهذا السب يمكن ان تكون هنالك انتخابات رابعة، من ناحية أخرى جمهور الناخبين والسياسيين ليسوا معنيون بالذهاب مرة أخرى لانتخابات، اضف لذلك مرض فيروس الكورونا الذي سيصعب المهمة اكثر، لذلك حسب راي الإمكانيات الواردة هي، اما ان يتم تشكيل حكومة ضيقة مع دعم القائمة المشتركة، او ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، والامكانية الثالثة ان ينجح نتنياهو بضم أعضاء من المعسكر الاخر وينجح بتشكيل حكومة ضيقة. لذلك انتخابات رابعة هي اقل الاحتمالات".

تغيير جذري في عقلية الجمهور العربي

وأضاف بليسنر:" على مر التاريخ لم يتم تشكيل حكومة بدعم الأحزاب التي تمثل المجتمع العربي، هذا حدث مرة واحدة في عهد حكومة رابين، لكن آنذاك الوضع كان يختلف، حيث في تلك الفترة كان هنالك حكومة من حزب العمل، وشاس وميرتس (61 عضو) ودعم من الخارج من الأحزاب العربية، ليست حكومة يكون ضمن ائتلافها أحزاب عربية، حيث تعتبر هذه الوضعية غير مسبوقة، ويصعب على الجهور الإسرائيلي استيعابها، ولكن من الجدير بالذكر ان هنالك تغيير جذري في عقلية الجمهور العربي حيث تشير الاحصائيات بان هنالك ما يقارب الـ 80% يؤيدون دخول المشتركة للائتلاف الحكومة، الامر الذي يعتبر سابقة وابارك بهذا التغيير، ولكن يبقى السؤال كيف سكون موقف القائمة المشتركة من الحكومة التي ستشكل من سياستها تجاه الصراع القائم مع حماس والجهاد الإسلامي، فهنا تقع المشكلة، لان جزء كبير منهم يعتبرون انفسهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وبهذا يقعون في صراع بين دعمهم للقضية الفلسطينية من ناحية، ومن ناحية أخرى هم داعمون للحكومة، ويأتي ذلك بعد ان كان شعارهم في هذه الانتخابات هو العمل من اجل مساعدة المجتمع العربي الإسرائيلي، وهذا يعتبر تغيير جذري في خطاب الأحزاب العربية، حيث بهذا يكون اتجاهم نحو الاندماج والتطبيع مع المجتمع الإسرائيلي، الذين حتما تدريجيا سوف يتقبل هذا الخطاب، ويبدا بتغيير نظرتهم تجاه الأحزاب العربية الممثلة اليوم بالقائمة المشتركة، التي تتوجب ان يكون خطابها ومتطلباتها من الحكومة التي سوف تشكل، هو مطالب الجماهير العربية، مثل موارد، وتطوير منشآت والمطالبة بالميزانيات من اجل تطوير وتحسن أوضاع الجماهير التي انتخبتهم ،والتي تريدهم ان يكونوا في الائتلاف الحكومة من اجل التأثير، ويأتي هذا في ظل التناقض الذي يعيش به المواطن العربي من ناحية تعريفه لهويته ، هل هو عربي إسرائيلي ام عربي فلسطيني، لذلك الامر هنا مركب ومعقد وهذا ما يخشى منه الجمهور الإسرائيلي".

المجتمع العربي هو جمهور مؤثر

واختتم يوحانان بحديثه ن القائمة المشتركة التي تم انتخابها من قبل 580 الف صوت الأغلبية العظمى منهم عرب حيث قال:" لولا خروج هذه الكمية الكبيرة من الجماهير العربية للتصويت، لكان اليوم نتنياهو هو رئيس الحكومة المقبلة، حيث اصبح المجتمع العربي جمهور مؤثر، ولذلك التطبيع الذي تتجه نحوه القائمة المشترك هو سيرورة من العمل ، حيث نرى ان اليوم جانتس اجرى اتصالا مع القائمة المشتركة، والتقط الصور قبل الانتخابات مع احمد طيبي، وعرف ان هذا سوف يقوم الليكود باستعماله في دعايته الانتخابية، فان دل هذا فسيدل على نقطة تحول كبيرة وهامة في السياسة الإسرائيلية، من حيث اندماج الأحزاب العربية في سياسة الدولة، لذلك يتوجب عليهم ان يكونوا اذكياء ومسؤولين وان يتفهموا كل منهم الجانب الاخر ، وهذه براي مهمة وطنية من اجل الديمقراطية ومن اجل الدولة، لانه في النهاية نحن كلنا سوية هنا ، ويتوجب ان نقرر وندبر امورنا سوية في هذه الدولة."

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com