مع اقتراب الثاني من اذار موعد الانتخابات الثالثة يحتد ويحتدم النقاش والمنافسة اذ يبرز ذلك من خلال تصريحات تدلي بها كافة الأحزاب والقوائم المرشحة وخصوصا ما يوصف بقوائم الحيتان، أي الكبيرة والمؤثرة والتي تملك اكبر عدد من المصوتين والداعمين منها كحول لافان وأيضا القائمة المشتركة، فقد برز مؤخرا تراشق غير مباشر بين قيادة المشتركة وكحول لافان حيث صرح الطرفان بعدم نيتهم الجلوس بحكومة واحدة مع بعضهم البعض، الا انه بالرغم من ان هذه التصريحات جاءت متتالية واضحة ومباشر تطرح أسئلة كثيرة حول اذا ما جرى عبارة عن مجرد تكتيك انتخابي لكسب اليمين من ناحية وزيارة نسبة المصوتين العرب من ناحية أخرى، وستتبدل الأحوال بعد الانتخابات وفقا للنتائج خصوصا وان السياسة لعبة "المصالح والمتقلبين" ام سيبقى كل طرف على موقفه؟

المشتركة تهتم بزيادة وزنها بين الجماهير العربية واليهودية لتزيد قوتها كمعارضة


الناشطة الاجتماعية والسياسية نبيلة اسبنيولي رأت بدورها ان في الانتخابات تصريحات كثيرة تهدف لكسب الأصوات، تابعنا ونتابع هجمة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو على الجماهير العربية من خلال التصريحات والدعاية الانتخابية والتخويف واستخدامنا كفزاعة لحث المصوتين من اليمين على المشاركة والتصويت في هذه الانتخابات المعادة للمرة الثالثة، وواضح ان هذا التحريض وهذا التخويف ينجح في حث اليمن على التصويت فالمتابع لنسبة التصويت في المستوطنات والمعاقل اليمينية الاخرى يراها تصل الى نسب اعلى بكثير من المعدل العام في الدولة اي ان هذه الهجمة ناجحة كما وانها تصب في الهدف الاهم وهو نزع الشرعية عن وجودنا في وطننا وعن حقوقنا كمواطنين واشتراط المواطنة بالتماثل مع المواقف السياسية الصهيونية اي التنازل عن سردينيا وحقنا كأقلية وطن.

وفسرت: يهاجم نتنياهو كحول لفان بأنهم سيشكلون حكومة مع الفزاعة (القائمة المشتركة) فيتخذ كحول لفان الموقف المدافع عن ذاته فبنفي هذه التهمة ويحاول ان يظهر انه "كاثوليكي أكثر من البابا" ويصرح بتصريحات نارية لكسب اصوات نعم ولكنها ايضا تعبر عن مواقفهم الحقيقية والا لما كانوا دافعوا عن ذاتهم اصلا بمحاولاتهم المتكررة للابتعاد عن اي موقف يعكس تقارب مع المشتركة.

وتطرقت الى تصريحات المشتركة وقالت: اما المشتركة وبعد هذه التهجمات من اليمين المتطرف ومن كحول لافان وبعد ان صوت ممثلو كحول لفان مع الشطب وبعد رفض كحول لفان الموافقة على اقامة لجنة برلمانية خاصة لمكافحة العنف بمجتمعنا وبعد ان تسابقوا لإعلان الموافقة على "صفقة القرن" (سقطت القرن) فلم تبق للمشتركة اي منفذ سوى التعبير عن كوننا جسم قوي ولنا وزننا كثالث أكبر كتلة برلمانية، اما من حيث السيناريوهات فهي مقتصرة على حكومة وحدة وطنية وعندها ستكون المشتركة برئاسة المعارضة مما يعطيها قوة وتأثير كبيرين، نعم المشتركة تهتم بزيادة وزنها بين الجماهير العربية واليهودية وهي بهذا تزيد من قوتها على التأثير كقيادة للمعارضة في البرلمان القادم.

ازمة قيادة تعيشها إسرائيل، لعبة تكتيك!

اما الناشط السياسي د. عزمي حكيم فقال بحرقة: للأسف نحن نعيش عصر او زمن التكتيك بدون المحافظة على الأسس السياسية او الأيديولوجية وهذا ما يوصلنا الى حافة الهاوية من حيث ضياع الهوية السياسية والوطنية والقومية للأقلية الفلسطينية في الداخل، الا يكفي تذويب الاختلاف بين الاحزاب العربية ويأتي اعضاء الكنيست من المشتركة واخص بالذكر عضو الكنيست ايمن عوده الذي يريد تذويب الاختلافات بين اليمين واليسار وبين العرب واليهود في هذه الدولة، وتحويل قضيتنا من قضية قوميه الى قضية مطالب وتذويب واضاعة موقفنا الاساسي من حكومات اسرائيل المتعاقبة. دولة اسرائيل تعيش ازمه سياسية عميقه وازمة قياده اشد عمق واعتقد ان لا مصلحه لنا بحل هذه الازمه انما تعميقها.

مال سياسي عفن!

وتابع د. حكيم: للأسف من حيث لا يدرون هم يتصرفون بكرامة شعب وليس كرامتهم الشخصية، واعتقد وللأسف ان اموال جمعيات امريكية يهودية لها باع طويل بوضع هذا الموقف واعتقد ان المال السياسي العفن له احقيته في هذه اللعبة فهم يريدون التخلص من نتنياهو وهل مصلحة يهود امريكا اصبحت مصلحة شعبنا في هذه البلاد؟ للأسف كل يوم يثبت الجنرال غانتس انه ليس بأفضل من نتنياهو لا سياسيا ولا باي من المواضيع السياسية التي تخص المنطقة وخصوصا قضية شعبنا الفلسطيني وترجمت من خلال موقفه من صفقة القرن التي أعلن عنها مؤخرا وهو يريد ان يصل الى الحكم عن طريق استجداء اليمين وحتى اليمين المتطرف! فاين نحن من كل هذا؟! الانتخابات اصبحت لعبة تكتيك والتكتيك هو امن يريد ان يصل الى دفة الحكم فهل أصبحنا حزب سلطه من حيث لا ندري؟

لن تكون حكومة برئاستي مع المشتركة

الإعلامي محمد السيد مؤسس حزب "كرامة ومساواة" كان له وجهة نظر مختلفة وقال: لا اعتقد ان هناك موقف للمشتركة بعدم التوصية على غانتس، فهي أوصت عليه بعد الانتخابات الماضية رغم أنه حاول عدم التقرب منها، والتوصية كانت أشبه ما يكون بالسباق نحو غانتس وهناك من عجل وبدا فرحاً بالمثول في حضرة الرئيس الإسرائيلي والنطق بالتوصية. حتى الأيام الأخيرة ظل الموقف على حاله حتى جاءت تصريحات غانتس بوضوح "لن تكون حكومة برئاستي مع المشتركة" كما أنه يرفض التصريح بأنه يريدها كجسم مانع، باختصار يحاول عدم اقتران اسمه باسمها في دلالة واضحة على يمينية هذا الحزب واستمالة اليمين لصالحه على حساب إلغاء شرعية العرب.

وتابع: مع ذلك لم نشهد موقفاً صلباً وواضحاً خاصة من اولئك الذين يعتبرون أصدقاء الإعلام العبري الذين يحاولون إظهار غانتس كشريك وتكثيف الهجوم على نتنياهو الأمر الذي يخدم بشكل مباشر اليمين برئاسة نتنياهو وكأن الأمر تبادل أدوار. ربما تحاول المشتركة تغيير خطابها والظهور أمام الناخب العربي كمن تسعى لشراكة من أجل التأثير، لكن اقولها مستغرباً لماذا يحاول البعض وتحديداً في الإعلام العبري إظهار غانتس كشريك وشن الهجوم على نتنياهو واليمين وكأني به يخدم نتنياهو.

وختاما قال: المطلوب موقف جماعي للمشتركة وصولاً الى فرض نفسها كجزء من مركبات العمل السياسي في اسرائيل مع الحفاظ على المبادئ والمنطلقات وإلا فلا داعي للمشاركة في الانتخابات أصلا.

نوابنا العرب هم اللذين سيضعون قوانين اللعبة


القيادي في العربية للتغيير غسان عبد الله قال: نحن في هذه المرحلة وفي هذه الايام ما يهمنا وما نتطلع اليه هو رفع نسبة التصويت في الوسط العربي لتحظى القائمة العربية بأوسع تأييد جماهيري والتفاف شعبي ولنحول الثاني من اذار الى هبه شعبيه لنصل الى أكبر عدد من نوابنا العرب لنعزز وجودنا لنصبح نحن الرقم الصعب في المعادلة السياسية ولنقف سدا منيعا بوجه محاولات زعران اليمين وبوجه الفاشية والقوانين العنصرية وضد صفقة القرن وايضا من أحد اهدافنا هو اقصاء نتنياهو عن الحلبة السياسية.

ونوه: اما بالنسبة لسؤالك عن امكانية التحالف مع غانتس، نحن اولا لا نأبه لتصريحاته ولا نعيرها اي اهتمام ثانيا نحن عندما نعزز قوة وعدد نوابنا العرب في الكنيست ولنصل الى ستة عشر نائبا سنكون بيضة القبان ونوابنا العرب هم اللذين سيضعون قوانين اللعبة وسيكونون اللاعب الاساسي والاكثر تأثيرا في المشهد السياسي، نحن لسنا في جيب أحد لا مع غانتس ولا مع غيره نحن مع شعبنا نحو النصر المؤزر في معركة الانتخابات الوشيكة بكل عزيمة واصرار وبكل ايمان وارادة.

القائمة المشتركة الرقم الصعب في المعادلة

الناشطة الاجتماعية والسياسية د. رنا زهر قالت بدورها ل "بكرا" معقبة حول الموضوع: بات واضحا أن الفكر الذي يحمله غانتس وشركائه ليس أفضل من ذلك الذي يحمله نتانياهو بل هما وجهان لنفس العملة. وفي ظل تصريحات غانتس الأخيرة ضد المشتركة وضد مصلحة الجماهير العربية في البلاد، سيكون من الصعب جدا التوصية عليه. بل أعتقد أنه من المفروض ان تستفزنا مواقف كل من نتانياهو وغانتس، لنرد عليها بتكثيف تصويتنا للمشتركة، بزيادة عدد مقاعدها وبزيادة قدرتها على فرض نفسها بقوة واحترام. بعدد مقاعد كبير ستكون القائمة المشتركة الرقم الصعب في المعادلة وسيكون من الصعب على غانتس تجاهلها وسيأتي اليها زاحفا مفاوضا، رغم تصريحاته الانتخابية المناورة، الأمر الذي سيضع قضايانا الحارقة كصفقة القرن وكقانون القومية وكيمنتس وغيرهم على طاولة المفاوضات وفي مركز الحدث. وفي كل الأحوال يجب أن نصب جل اهتمامنا الان في حث الناس على الخروج للتصويت، فمقابل الوقاحة السياسة التي نجابه بها، علينا أن نكون أقوياء، لا ضعفاء. وبعد الانتخابات ستكون القائمة المشتركة احكم على أمل أن تستثمر هذه القوة لصالح الجماهير العربية وقضاياها العادلة.

استراتيجية انتخابات يمينية!

اما الناشطة النسوية ميسم جلجولي رأت بدورها انه خلال هذه الانتخابات وبعكس الانتخابات السابقة عاد حزب كحول لاڤان الى استراتيجية الانتخابات اليمينية والتي تبناها في انتخابات ايلول، وهي تتمثل بالتحريض ضد اعضاء الكنيست العرب. وابراز مواقف يمينية متطرفة تجلت بموافقة غانتس على خطة ترامب نتنياهو، والتي تهدف الى نسف القضية الفلسطينية وايضا الى تهجير المثلث.

وتابعت: المشتركة وفي ظل هذا الواقع لا تستطيع ولا بأي شكل من الاشكال دعم ترشيح غانتس لرئاسة الحكومة، لان كل من تسول له نفسه بالمس بنا وبممثلينا لا يستحق اي دعم. ولكن ما علينا عمله هو الخروج للتصويت ودام المشتركة بكل قوتنا، إذا استطاعت المشتركة الحصول على 16 مقعداً هذا يعني بأنها وبلا شك ستكون من يقرر من هي الحكومة القادمة وانا اتوقع أن يأتي غانتس زاحفا الى المشتركة مستجديا وهذا سيخلق واقع سياسي جديد. لقد أثبتنا في الانتخابات السباقة ان بقدرتنا ان نكون مؤثرين وبأننا نستطيع ان نكون قوة لا يستهان بها في السياسية الاسرائيلية. هذا ما فهمه نتنياهو وذلك فهو يتبع سياسية نزع الشرعية عنا. والرد الوحيد هو رفع نسبة التصويت الى 70%.

هامش المناورة للمشتركة في هذه الانتخابات ينكمش كلما احتدت المعركة الانتخابية

وقال الناشط السياسي رضا جابر: واضح بأن المواقف اليوم تؤخذ ايضا بميزان جذبها للمصوتين ولكن وقعها وارتداداتها جدية مع الاخذ بعين الاعتبار الظرف السياسي الصعب اليوم للجماهير العربية. لذلك هامش المناورة للمشتركة في هذه الانتخابات ينكمش كلما احتدت المعركة الانتخابية. والمشتركة أمام خيار من اثنين: الابقاء على خطاب المناورة السياسية والتغاضي عن المحيط السياسي المتغير بسرعة رهيبة او انها، وهذا رأيي، وضع المسألة المبدئية بيننا وبين الدولة، مكانتنا وتنظيم مجتمعنا في هذا السياق كأولوية وليس كثانوي كما حدث في الانتخابات السابقة. هذا لا يعني بأننا نخرج أنفسنا من سياق السياسة في اسرائيل واستحقاقاتها ولكن الاولوية تكون للقضايا الجوهرية. لأنها تفعل فعلها داخل مجتمعنا وهو الان المستهدف في عمق هويته وانتمائه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com