انجاز مميز جداً، ومبادرة تستحق الثناء حيث لأول مره تتصدر مجموعة رسومات وقصص تطرح موضوع الاعاقة بشكل مميز للأطفال، اهتمام الكثيرين.
جمعية "أنا بقدر" والتي عملت على مدار أعوام من أجل تغيير النظرة المجتمعية لأصحاب الاعاقات، رأت أنه من المهم تذويت مفهوم الاختلاف من جيل مبكر اذ تحتوي مجموعه أنا بقدر على 8 شخصيات تجسد عالم الإعاقة وكتيب مرفق لتوجيه من سيستعملون هذه المجموعة.
لميس حبيب الله مؤسسة ومديرة الجمعية تقدمت بالشكر الكبير والجزيل لجميع الداعمين الذين يجعلون من الأحلام حقيقة وشكر خاص لرئيس المجلس المحلي السيد أحمد حبيب الله على دعمه اللامتناهي لأفكارها وفعالياتها. والى كل من ساهم بإخراج هذا العمل الى النور وقالت: مجموعة أنا بقدر، اداة فعالة جداً ستساعدنا في احداث التغيير، حيث سيذهب ريع بيع هذه المجموعة لنشاطات وبرامج الجمعية.
وتابعت: واحد من الأمور التي يتوجب علينا تشجيعها، هي التعرف على الأخر، المختلف وتقبل اختلافه واحترامه، الاختلاف ممكن أن يكون بالعرق، بالجنس، بالدين، بالتراث والآراء، وبالمقابل هنالك اختلاف بالقدرات الجسدية. بعضنا لديه تحديات بالحركة، بالرؤية، بالنطق مهم جدا أن نتعرف على كل هذه الاختلافات، وكسر كل الأفكار النمطية، بداية من جيل الطفولة. وهذا ما بادرت له جمعية "أنا بقدر".
وأضافت: هذه المجموعة هي مجموعة قصصية لجيل الطفولة للتعرف على ذوي الإعاقات الجسدية. مهم تكون هذه المجموعة في كل بيت وفي كل روضة.
قصة انسان، من هي لميس؟!
وروت لميس حبيب الله قصتها وتأسيس جمعيتها وقالت: في غرفة الولادة، صرخات تعلو من كل مكان. الا في تلك الغرفة ترقد إمراه تدعى لميس. تنتظر خروج طفلتها للحياة على احرٍ من الجمر. تشعر بألآم في كل جسدها تحاول جاهدةً ان تطلق سراح طفلتها الماكثة في رحمها. تستعصي الولادة وتتعسر يبدأ نبضها بالهبوط ويعجز الاطباء عن معرفة ما يجري لها يتوقف نبضها. تنزل دمعة ألم من عينيها وتغلقهما عن الحياة، في تلك اللحظة تخرج ابنتها، تفتح عينيها للحياة وتتنفس النفس الاول. ينبض قلبها بالحياة لتكمل صراخ امها التي فارقت الحياة، تلك الطفلة هي انا.
قالت لميس: أُدعى لميس، أنا ابنةٌ لأم لم اراها يومًا في حياتي. أحمل اسمها معي اينما ذهبت. عندما ولدتُ انا توفيت أمي. لم تتقابل عينانا اطلاقًا، لم تتلامس ايدينا ابدًا، الا انني قطعة منها وتغمرني روحها. اختار الله لي الحياة فخرجت اليها رغم أنف جسدي. تحديت اعضائي الصغيرة وخرجت لألتقط روح أمي قبل أن تعلو للسماء وأحمل اسمها. كان قرار خروجي مبكرا فتضررت بعض اعضائي، ميزني الله عن سائر خلقه بيد صغيرة. يعود سبب ذلك لولادتي المُبكرة، التي لم تتح لجسدي ان ينمو كما يجب في رحم امي. كبرت مع هذه اليد وترعرعت في حضن والدي وخالتي التي فيما بعد أصبحت أمي. دون ان أشعر بتمييز او تفضيل او تقليل من قيمتي. لم تشكل هذه اليد الصغيرة يومًا لي عائقًا في حياتي. كُنت أرسم طريقي بدقةٍ وعنايةٍ وأسعى لأن أصل الى ما أردته لي أن أكونه! عندما كبرت فعلًا استطعت ان أُثبت للجميع انني أستطيع، أنا الان معلمة لطلاب ذوي احتياجات خاصة من فئة التوحّد، انهيت لقبي الاول وعلى مشارف انهاء لقبي الثاني أيضًا.
وتابعت: ظن البعض أنني لن أصل الى أي مقعد دراسي، ظن اخرون انني ولو وصلت لن أجد عملًا يليق بوضعي حاول الكثير احباطي والتقليل من شأني الا أن ارادتي تجاوزت لا شيء يقف أمام الإرادة، لا يد صغيرة ولا يد عادية، لا جسد متكامل ولا جسد يفتقد احدى أعضاءه. ثم أن الله خلقني مميزة عن سائر خلقه، فكيف لأحد عباده أن يهمشني او يحبط من عزيمتي!
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق