يستعد المجتمع الإسرائيلي لخوض انتخابات الكنيست للمرة الثالثة خلال عام واحد، الامر الذي من المرجح ان يؤدي الى لا مبالاة لدى جمهور الناخبين، عن هذا الموضوع وعن كيفية تشجيع الناخبين على الانتخاب، تحدث مراسلنا مع د. عوفر برينشتاين وهو مستشار تشجيع الناخبين المختص في تشجيع العملية الانتخابية حيث قال :" بالنسبة للحالة الإسرائيلية ليس من المؤكد ان "الثالثة ثابتة" فيما يخص انتخابات الكنيست، ولذلك يصعب إيجاد المعادلة الصحيحة لتشجيع المشاركة بالانتخابات، حيث ان تكرارها يؤدي الى ملل ولا مبالاة لدى المواطنين، وقد ثبت هذا الأمر في عدة دول في العالم. كما ان التكرار يؤدي الى عدم ثقة المواطنين بالمنظومة السياسية ورجال السياسة فتنشأ تربة خصْبة لتشكل أحزاب شعبوية وبروز شخصيات من خارج المنظومة، ممن لم يتلوثوا بالفساد السياسي أو الحزبي.

واكثر الفئات المتضررة من الانهاك بسبب تكرار الانتخابات هي الفئات الضعيفة والمهمشة، التي قلّما تشارك أصلاً في هذه العملية، مما يلحق ضرراً بالغاً بالنظام الديمقراطي، وبالأحزاب التقليدية والمصوتين لها، وخاصة الأحزاب ذات المنحى الاشتراكي واللبرالي، بينما يكون الضرر أقل للأحزاب الدينية وللأحزاب الرأسمالية، حيث ان المصوتين لها ثابتون ومخلصون عموماً".

أكبر المتضررين من لا مبالاة الناخبين هي الأحزاب العربية واليسارية

وأضاف برنشتاين:" في الحالة الإسرائيلية، فان أكبر المتضررين من لا مبالاة الناخبين هي الأحزاب العربية واليسارية، وقد ثبت ذلك في الانتخابات الأولى (في نيسان 2019)، لكن في الانتخابات الثانية (وفي أيلول 2019) استغلت منظمات المجتمع المدني الركود والتراجع فاجتهدت في رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، لصالح القائمة المشتركة، كما استفاد من هذه الحالة حزب "إسرائيل بيتنا"، فارتفع التحصيل والتمثيل، خوفاً من الضياع، لكن هذه المحفزات ليست مضمونة في الانتخابات القادمة، التي قد تشهد تراجعات لأحزاب اليسار الصهيوني والأحزاب اليمينية الصغيرة، التي تقع مكانتها في ظل الحزبين الكبيرين: الليكود وكاحول لافان، وهما الرابحين من هذا المأزق".

فما الذي يجب عمله لتشجيع المشاركة بالانتخابات هذه المرة (الثالثة)؟

واختتم :" من الصعب اقناع الممتنعين التقليدين بالمشاركة، لكن ليس من المستبعد إمكانية الاستفادة مجدداً من الدعاية الانتخابية التقليدية، دون اغفال أهمية التركيز على نوع جديد من الدعاية، تجنباً للملل والارهاق، وخاصة التشديد على المخاطر التي تواجه النظام الديمقراطي كقيمة اجتماعية وسياسية. والأمر الأهم هو التركيز على الشخصيات السياسية التي اكتسبت المصداقية في الماضي وطوال الوقت، من ناحية تمثيل وخدمة أوسع القطاعات الشعبية. والأمر الآخر الهام هو التركيز على شعار "كل صوت يؤثر"، لأن هذا الشعار عملي ومثبت". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com