تزامنًا اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء تحدث "بكرا" مع عدد من النسويات الناشطات في مجال مكافحة العنف خصوصا وانه منذ بداية العام الحالي قتلن 13 امرأة بسبب خلفيتهم الجندرية.

الناشطة النسوية سما عويضة قالت بدورها ل "بكرا": تبدأ الاحتفالات العالمية بالحملات العالمية للقضاء على العنف المسلط على النساء والفتيات يوم غد وما زلنا في فلسطين نناضل ضد هذا العنف على عدة جبهات: الجبهة الأولى تتعلق بعنف الاحتلال وما يتركه من آثار على النساء كنتيجة لسياسات القتل والاعتقال وهدم البيوت حيث تتعرض النساء لصدمة الفقدان الناتجة عن فقدان أحد أفراد العائلة كنتيجة للاستشهاد أو الاعتقال، بالإضافة لما تعانيه النساء من رعاية للجرحى وما ينتج عن الإصابة من مشكلات صحية بدنية ونفسية، عدا عن ما يتركه هدم المنازل من تشرد وفقدان الذكريات والأصعب مرافقة الأطفال المعتقلين منزلياً كما يحدث في القدس حيث تصبح الأم سجانة في عين طفلها وتغرق ما بين تنفيذ الأوامر العسكرية الاحتلالية وما بين كونها أم.

وتابعت: أما الجبهة الثانية فهي ذات علاقة باستمرار ثقافة تعنيف النساء والفتيات سواء أكان التعنيف الجسدي أو النفسي أو الحرمان من الوصول إلى والاستفادة من الموارد المجتمعية المتوفرة، والجبهة الثالثة تتعلق بمجابهة القوانين التمييزية والتي ما زالت تعتبر المرأة مواطن ناقص فتشرع العنف وتتساهل مع مرتكبيه، ومن هنا فعلينا أن ننطلق من ثلاث جبهات الأولى تتعلق بنقل ما نواجهه من عنف الاحتلال الى الهيئات الدولية والثاني بإقرار قانون مكافحة العنف داخل الأسرة والثالث بنشر وترويج المساواة ونبذ العنف المسلط على النساء والفتيات.


هذه السنة قتلن 13 امرأة على خلفية جندر، على خلفية كون الضحية امرأة

الناشطة النسوية والاجتماعية منال شلبي مديرة جمعية اذار النسائية قالت: في جمعية اذار وضعنا نصب أعينا محاولة القضاء على الظاهرة ومكافحتها من خلال العمل مع المهنيات والمهنيين تحت عنوان من "يعالج المعالج/ة" نعمل على تدعيم، مرافقة، ارشاد وتأهيل كوادر مهنيين ومهنيات لتشخيص حالات العنف التعرف على مؤشراتها بالشكل المهني وبالتالي اعطاء الحل المهني وتقديم الخدمة العلاجية على أكمل وجه للنساء والفتيات.
واردفت قائلة ل "بكرا": هذه السنة قتلن 13 امرأة على خلفية جندر، على خلفية كون الضحية امرأة، هبوط واضح وبارز في عدد النساء اللاتي قتلن مقارنة مع عدد النساء اللاتي قتلن في العام 2018 لنفس الفترة. السنة الماضية قتلن 16 من أصل 24 امرأة في البلاد بينما هذه السنة 7 نساء من أصل 13. بالرغم من بصيص الأمل الذي ينبعث من انخفاض عدد النساء اللاتي قتلن الا ان نسبتهن هي 50% من عدد المقتولات في الدولة اي تقريبا النسبة حافظت على نفسها من السنة الماضية، هذا مع العلم ان نسبتنا كأقلية عربية في البلاد هي لن تتعدى ال 20%, نسبة 50 % من النساء اللاتي قتلن هذا العام والعام الماضي هي نتيجة محزنة ومقلقة وتزيد عزيمتي وعزيمة جمعيتنا اذار من أجل شحذ الهمم والاستمرار في مكافحة الظاهرة وتقليصها بشكل كبير.

نتحدث اليوم عن نسبة 30% من النساء العاملات خارج البيت والمستقلات اقتصاديا

وتابعت شلبي: شاركت جمعية اذار في العام الماضي في اجتماع دعت له وزيرة المساواة الاجتماعية جيلا جمليئيل، ووعدت بأن تطور خطة طوارئ مبنية وتعتمد على تصور كنا قد قدمناه لها بضرورة بناء خطة حماية للفتيات والنساء المعرضة حياتهن للخطر ووعدت بتحويل ميزانية طوارئ بما يقارب 250 مليون شاقل لوزارة الرفاه من أجل توفير اطر حماية للنساء في خطر وبرامج علاجية اخرى للعلاج. لم يتم تنفيذ أي وعد من الوعود التي قدمت لعدة اسباب أولها تقنية: وهي سقوط الحكومة وعدم عمل الوزارات ما يقارب السنة وأيضا القصور والتأخر عن تنفيذ الوعود بتنفيذ خطط عمل تتعلق بمواضيع اجتماعية وتأجيلها الى أخر سلم أولويات الدولة لا سيما قضايا العنف ضد النساء.

كما تحدثت شلبي عن الجوانب الإيجابية للمرأة في مجتمعنا وقالت: هناك تطور وتقدم ملحوظ في نسبة النساء والفتيات المتعلمات والعاملات. نتحدث اليوم عن نسبة 30% من النساء العاملات خارج البيت والمستقلات اقتصاديا نوعا ما (طبعا هذا يتعلق بنوعية العمل ومستوى الأجور واستقلاليتها في اتخاذ قرار بالنسبة لأجرها وكيفية التصرف به). من جانب هناك تقدم وتغيير في نسبة المتعلمات والعاملات لكن من جانب اخر العلاقات العائلية والتوقعات من المرأة في العائلة لا تتغير ولا زالت تعتبر مهمتها الاساسية هي بناء عائلة وتربية أولاد فضلا عن تطوير مهنة والنجاح بها، بالإضافة الى ان المجتمع لم يتغير برؤيته ونظرته لمكانة المرأة ولا تزال المرأة تحتل مكانة متدنية في أذهان المجتمع ولا تزال تبقى في الهامش في الحياة العامة كالسياسة والاقتصاد والعمل وأمور المجتمع وهذا شيء مؤسف للغاية. حتى نستطيع أن نرى نتائج حقيقية لتطور المرأة وتقدمها علينا تهيئة المناخ العام في المجتمع وتغيير الأفكار لدى جميع شرائح المجتمع الرجال أولا والمتعلمين والمثقفين وغير المتعلمين حتى نضمن للمرأة احتراما ومكانة ذا تأثير فعلي.

مع النضال يأتي الأمل وعلينا أن نستمر بالنضال لأننا نستحق الحياة

ميسم جلجولي رئيسة نعمت لواء المثلث الجنوبي بدورها عقبت على اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء قائلة: قُتِلت في البلاد منذ مطلع هذا العام 13 امرأة. 13 عائلة دُمِّرت نتيجة هذه الجرائم. هذه الجرائم التي ترتكب ضد النساء فقط لكونهن نساء. والسلطات لا تحرك ساكنا. في العام الماضي قتلت 26 امرأة والتي أدت الى انطلاق احتجاجات ضخمة هي الأولى من نوعها ضد هذه الآفة القاسية، والتي شملت إضرابًا تاريخيا، مظاهرةً قطرية بمشاركة عشرات الالاف ووقفات احتجاجية محلية في مختلف أنحاء البلاد. وعلى أثر مطالب المحتجات تعهدت الحكومة بتحويل ميزانيات تعادل ٢٥٠ مليون شيكل من أجل تطبيق الخطة الوزارية الطارئة للتصدّي للعنف تجاه النساء. لغاية اليوم، لم تُمَرَّر أي ميزانيات لسلطة الرفاه الاجتماعي ولوزارة الأمن الداخلي للقيام بدورهما بموجب الخطة.

وتابعت: في هذا اليوم علينا أن نتذكر المسؤولية المجتمعية أيضا، مجتمعنا لا يزال ينظر الى قضايا العنف ضد النساء على انها قضايا عائلية شخصية، ولا يرون بها قضية مجتمع، للأسف الشديد يبقى النضال من أجل الحياة الكريمة للنساء حكرا على الناشطات النسويات ولا يلاقي تجاوبا كافيا من الكثير من القيادات والتي في غالبية الحالات تكتفي بالتنديد دون البادرة لأي فعل، على ضوء التحديات الكبيرة التي تواجه مجتمعنا وعلى أثر استفحال ظاهرة العنف والتي أصبحت تطال كل شرائح المجتمع والخطوات الأخيرة والمباركة التي اتخذت لمجابهة الظاهرة والضغط على السلطات علينا أن نتذكر أن العنف يبدأ في البيت، فمن تهون عليه أخته أو أمه أم زوجته أو ابنته يهون عليه باقي أفراد مجتمعه. مع النضال يأتي الأمل وعلينا أن نستمر بالنضال لأننا نستحق الحياة.

ما زالت المرأة تقتل لأنها امراة

الناشطة النسوية والسياسية نبيلة اسبنيولي قالت بدورها: اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد للمرأة يوم نضالي يطلق حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المراءة عالميا للتأكيد على ان حقوق المراءة حقوق انسان وان لا يمكن ان نحقق حقوقنا ونحن ما زلنا معنفات، فالعنف ضد المراءة يمنعها من ان تحقق ذاتها واحلامها، ونحن في مركز الطفولة كجزء من الحركات النسوية نتابع النضال ضد العنف في مجتمعنا وضد النساء لأننا نهتم بمجتمعنا وبتقدمه في هذا اليوم نقول كفى التعنيف، كفي للتهميش، كفي للعنف الاقتصادي الذي ينعكس بممارسات متنوعة منها استغلال النساء وتشغيلهم باجر متدني، كفى للعنف السياسي والذي ينعكس بممارسات متنوعة منها زجهن بالسجن دون محاكمة كما يحدث مع خالدة جرار، كفى للعنف الاجتماعي والمنعكس بالتميز الجندري والقوالب النمطية التي تكرس دونية المرأة، كفى للعنف الجنسي بجميع اشكاله التحرش والاستغلال الجنسي.

وعن مكانة المرأة العربية قالت: انجازات المرأة كثيرة وفي موضوع مناهضة العنف ضد النساء هنالك ايضا انجازات فقد أصبح مفهوم لغالبية المجتمع ان العنف ضد المرأة طاهرة مجتمعية، كما وقد اسسنا مراكز وملاجئ لحماية المرأة من العنف ولكن الطريق ما زالت طويلة فما زالت المرأة تقتل لأنها امرأة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com