اثار خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هذه الليلة اثر اعلان المستشار القضائي للحكومة تقديم لوائح اتهام ضده بشكل رسمي في قضايا فسادة ورشوة استغراب الكثيرين حيث رأى البعض ان نتنياهو رجل سياسة محنك وخطير خصوصا بعد ان حاول الهجوم على المحققين والتشكيك بنزاهة التحقيقات فيما رأى اخرون ان نتنياهو اصدر هذه التصريحات لانه على وشك الخروج من الحلبة السياسية الإسرائيلية التي يحتكرها منذ سنوات والدخول الى السجن اما اخرين فقد اعربوا عن قلقهم او تخوفهم من أي تحرك عسكري يقوم به نتنياهو لتحويل الأنظار عن ملفات الفساد وتخدير الرأي العام.

حبل السجن يضيق حول رقبته

النائب السابق والقيادي مسعود غنايم قال بدوره معقبا على خطاب نتنياهو: في خطابه كعادته حاول تشويه قرار اتهامه الذي اعلنه المستشار القضائي للحكومة من خلال الهجوم على النيابة والشرطة والتشكيك بنزاهة التحقيقات معه، وقد رفع المواجهة درجة اعلى عندما وصف الاعلان عن لائحة الاتهام بمحاولة انقلاب على حكمه وحكم اليمين في اسرائيل، خطاب نتنياهو ولغة جسده تدل على انه في حالة ضغط كبير وشعور بأن حبل السجن يضيق حول رقبته، نتنياهو في خطابه وكعادته يحاول تجنيد الرأي العام وخاصة اليميني الى جانبه ويحرض على وسائل الاعلام والنيابة ويعتبرهم يسار يلاحق رئيس وزراء يميني.

المحامي محمد غالب يحيى امين عام حزب الوحدة الشعبية وصف خطاب نتنياهو بعد اعلان تقديمه للقضاء بالوقاحة متخطيا خطا اخر في كسر قواعد اللعبة الديموقراطية واحترام القانون. وتابع: نتنياهو يهاجم المحققين والنيابة العامة ويتصرف بغير عقلانية. ان اصراره على المضي قدما في مهامه رغم تقديم لائحة اتهام ضده وصمة عار في تاريخ دولة تدعي احترام سيادة القانون. فان كان استمراره كرئيس حكومة لا ينافي القانون فانه غير اخلاقي بتاتا وفقد مصداقيته.

تصعيد عسكري

د. رنا زهر قالت ل "بكرا" حول خطاب نتنياهو: الاتهامات بحق نتنياهو هي أكثر مما شملها مندلبليت بكثير. وخطاب نتنياهو أن دل على شيء فانه يدل على عمق الأزمة الموجود بها وعلى بداية نهاية عهده، وتوجهه العدائي جدا يدل على أننا على حافة مرحلة قد يستعمل فيها العنف حتى. وأخشى أننا سنشهد تصعيد عسكري لا مبرر وفي أكثر من جبهة لأشغال الرأي العام عن ملفاته ليتسنى له التفكير بالتخلص من ورطته. بكل الاحوال البلاد تتسارع نحو انتخابات جديدة.
غسان عبد الله قيادي في العربية للتغيير قال: هذه نهاية كل من يغرق بالفساد والرشاوي ونهاية كل سياسي ظالم. نتنياهو كان حاقدا على جماهيرنا العربية وقد اظهر ذلك جليا من خلال القوانين العنصرية والتمييزية ومن خلال سياسته ضد جماهيرنا. عليه ان يغادر الحلبة السياسية فمكانه الطبيعي وراء القضبان مهانا ذليلا والى مزبلة التاريخ اما القائمة المشتركة مستمرة في خدمة جماهيرها وستقف بالمرصاد بوجه كل من بتطاول على تاريخنا وهويتنا ووجودنا. نحن هنا اصحاب الارض اما هم في زوال ولو بعد حين.

اصطفافات حزبية!

ونوه: اعتقد ان لائحة الاتهام هذه ستفتح قنوات وابواب جديدة لاصطفافات حزبية قد تصل بنهاية المطاف الى تشكيل حكومة طبعا بدون نتنياهو. ولكن يبقى السيناريو الاكثر واقعيا على ضوء التطورات والمستجدات هو الذهاب الى انتخابات ثالثه. ويبقى الاهم لنا كجماهير عربيه هو زوال هذا المتغطرس والذي كان تاريخه حافلا بالماسي تجاه شعبنا الفلسطيني ووقوف القائمة العربية وتصديها لسياسته اليمينية لهو انجاز يسجله التاريخ لصالحها.
الناشط السياسي رضا جابر عقب قائلا: عندما يتهم رئيس حكومة في اسرائيل الجهاز القضائي في الدولة بمحاولة تلفيق التهم لإسقاط النظام السياسي في اسرائيل فأن هذه لحظة تاريخية خطرة جداً قد تؤتي بتقويض اسس للحياة السياسية كما عرفناها حتى اليوم. يعتمد نتنياهو منذ دخوله الحلبة السياسية عامل التخويف والتخوين لكي يبقى على سدة الحكم، هو فعل ذلك عندما اتهم رابين بأنه يخاطر بأمن ومستقبل اسرائيل، وهو يتهم الصحافة بصورة دائمة، يخون اليسار بانه يدفع الدولة نحو الهاوية، ويبني قاعدة سياسية من الكراهية ضد العرب والان يتهم "البقرة المقدسة" النظام القضائي بخيانة مسؤولياتها. تراكم وعمق التهم التي يكيلها والاذان المصغية من اتباعه في اليمين لا تبشر بالخير ولذلك ممكن اننا أمام فترة توتر قد تتدهور الى الاسوأ.

نتنياهو هو أخطر رئيس حكومة دخل السياسة الاسرائيلية

د. وائل كريم الناشط والقيادي قال: هذه الأنفاس الاخير يلفظها نتنياهو من خلال خطابه المذعور اذ بات يفهم ان الحبل القضائي يقترب من عنقه وانه قاب قوسين او أدني من السجن. ان التعامل المتسامح الذي حظي به نتنياهو طيلة فترة التحقيق من قبل الإعلام الاسرائيلي حتى هذه الأيام يثبت بشكل لا يقبل الشك ان سلطته اتسمت بشراء ذمم الإعلاميين وأصحاب وسائل الإعلام وهذا كان المصدر الأساسي لقوته السياسية وليس لسحره الذي وصفه إعلاميين كبار بانه الساحر. طيلة فترة حكمه كان مستعدًا للتنازل عن وزارات كثيره ولكنه لم يتنازل عن سيطرته المباشرة على وزارة الاتصالات والإعلام مما أعطاه عمق إعلامي كبير سيطر من خلاله على الساحة الاسرائيلية دون منازع.
وتابع: هذا العمق الذي يعول عليه نتنياهو حتى الان ويستمد منه هذه القوة التي يخرج بها بعد تقديم لائحة اتهام ضده ويدعي فيه ان القضاء هو الفاسد وان النيابة العامة والشرطة هم المذنبون وهذه سابقه خطيرة لم يجرء قبله اي رئيس حكومة ادعاءها. يمكن القول ان بيبي نتنياهو هو أخطر رئيس حكومة دخل السياسة الاسرائيلية استطاع ان يعمق الفساد في معظم مناحي الحياة وعلى راسها الإعلام الذي تحول الى اداه بيده لتعميق الكراهية والحقد والتفرقة بين اجزاء مجتمعه من ناحية واستعمال اُسلوب الترهيب لمجتمعه من جهات كثيره عن طريق اخضاع الإعلام لأجندته وهكذا يقنع الشارع الاسرائيلي انه هو الزعيم الأوحد للشعب اليهودي وانه المسيح المنقذ له من ويلات وتهديدات أم تكن أصلا واقعيه.
واختتم: هذا الأسلوب في السيطرة الاعلامية على الشعب كان الأسلوب الأنجح الذي سيطر به زعماء دكتاتوريين في التاريخ وحكموا بلادهم سنين طويله دون منازع وتحت ظل الديموقراطية الواهية التي تحكمت بها القوة الاعلامية للدولة العميقة.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com