رغم الطقس الماطر، يواصل المحتجون حراكهم في الشارع، في مختلف المناطق حاملين معهم المطالب المعيشية، من اقتصادية واجتماعية، وكذلك استقالة الحكومة ومطالبين بتغيير الآداء السياسي. فمن ساحتي رياض الصلح والشهداء حيث نصبت الخيم، وأمّام مصرف لبنان في شارع الحمرا، وصولاً إلى مناطق شمالية وجنوبية وبقاعية، استمرت الأناشيد ووتواصل رفع الشعارات الوطنية والإعلام اللبنانية. ومازل اللبنانيون يتوافدون إلى الشوارع والساحات.
ولليوم الـ12 على التوالي، واصل المتظاهرون تحركاتهم في "إثنين السيّارت" وإقفال الطرقات الرئيسية، في عكار، الهرمل، ساحة النور في طرابلس، جل الديب، زوق مصبح، الشيفروليه، ساحة إيليا في مدينة صيدا، ساحة العلم بمدينة صور، وحتى البقاع، وأكّد المعتصمون أنّهم مستمرّون في خطواتهم حتى الوصول إلى مطالبهم وأهدافهم، في وقت اتخذت فيه عناصر قوى الأمن الداخلي الإجراءت المناسبة لحفظ الأمن والحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة وتحويل السير، فيما لم يُسمح إلّا بمرور سيّارات الجيش والصليب الأحمر والحالات الطارئة عند اوتوستراد جل الديب. فيما أطلق المتظاهرون في سماء مدينة زحلة مناطيد الأمنيات، وذلك في إطار "الثورة الحضارية" التي تنتهجها المدينة.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن استمرار الإعتصام على مسلكي زوق مصبح مقابل كنيسة مار شربل، ومساءّ بدأ المعتصمون يتوافدون بكثافة إلى الخيم التي نصبت لبيتوا ليلتهم فيها على الرغم من الأمطار، وأكّدوا "الإستمرار في تحركهم وعدم مغادرتهم الساحة، حتى تحقيق كافة مطالبهم المعيشية المحقة".

وفي مقابل هذه التظاهرات، تجمّع عدد من المؤيدين لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام مبنى "لاسيتيه" في منطقة جونيه، وسط إجراءات أمنية لوحدات الجيش، على وقع الأناشيد الوطنية والهتافات المؤيدة لعون. وقد انطلقوا من أمام مركز التيار باتجاه تمثال الرئيس فؤاد شهاب، حاملين الأعلام اللبنانية.

خرق بسيط حصل اليوم، إذ أطلق مجهولون النار من رشاش حربي باتجاه خيمة المعتصمين على طريق عام بلدة غزة في البقاع الغربي. وقد أصابت الرصاصات خزان المياه الذي يغذي البلدة، ما أحدث حالة من الذعر لدى المتواجدين في المنطقة، وفرّ مطلقو النار بسيارة مرسيدس سوداء اللون إلى جهة مجهولة.

على الصعيد الإقتصادي، وصف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لقاءه بالرئيس سعد الحريري اليوم بـ"الجيّد"، علماً أنّ المعلومات، وفق الـ"LBCI" تشير إلى أنّ اللقاء تناول الوضع النقدي وقدرات مصرف لبنان على التدخل بالسوق النقدية وتلبية حاجات الدولة.

وكشفت مصادر مصرفية للقناة نفسها أنّ "جمعية المصارف ستعقد غداً إجتماعاً موسّعاً للتباحث في الأوضاع المصرفية مع وجود اتجاه إلى استمرار الإقفال طالما أنّ قطع الطرقات والتظاهرات مستمرة". واعتبرت هذه المصادر المصرفية أنّ "فتح المصارف من دون حلّ سياسي سيظهرها وكأنّها ضدّ الحراك". ولفتت المصادر المصرفية إلى أنّ "ما يمكن أن تواجهه المصارف عندما تفتح أبوابها فهو نوع من الإرباك نتيجة طلبات من مودعين بتحويل ودائعهم من الليرة إلى الدولار أو نقل ودائع من لبنان إلى خارجه"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com