برزت مؤخرا معطيات تشير الى ان 93% من حوادث اطلاق النار هي في المجتمع العربي و56% من تجار السلاح هم من العرب الى جانب نسبة 40% هي عمليات ابتزاز وخاوة و30% تجارة في المخدرات، هذه الاحصائيات تأتي تزامنا مع تصريحات مهينة بحق العرب من قبل وزير الامن الداخلي جلعاد اردان الذي قال بان المجتمع العربي هو مجتمع عنيف لدرجة ان الام ممكن ان تسمح لابنها بقتل اخته الى جانب تصريحات أخرى وصفت بالعنصرية.
من يسمي نفسه وزير الأمن الداخلي ينتهك كرامة وحضارة مئات ملايين
محمد دراوشة القيادي ومدير مشارك في جفعات حفيفة قال معقبا في كلامه على الاحصائيات المذكورة: هذه صورة قاتمة ومأساوية، تعكس واقع نحسه يومياً في قرانا ومدننا، حيث نشهد هذه الأحداث سامعين لأصوات الرصاص، باكين ضحايا القتل، ومتألمين من وجع المصابين.
وتابع: هذه المعطيات الكارثية تظهر حجم المشكلة التي وُلدت في العقد الأخير بسبب ثقافة الإهمال الممنهج من قبل الشرطة، والبلديات، والقيادات واجهزة التعليم، وتغاضي قياداتنا الاجتماعية عنها، وكأَنَّ الامر لا يعنيها. ونوه: يجب استغلال الصحوة الجماهيرية العظيمة التي استفاقت في الأيام الأخيرة لتكثيف الضغط على المسؤولين للجم الجريمة والعنف، وإعطائنا كمواطنين الحق في العيش الآمن والكريم.
وعن تصريحات وزير الامن الداخلي جلعاد اردان قال: لا يمكن استمرار احتواء الموقف، بل يجب وضع حد قاطع. من يسمي نفسه وزير الأمن الداخلي ينتهك كرامة وحضارة مئات ملايين العرب، بكلمات نابية وعنصرية، تدل على جهله، وانطواءه القومي والعنصري. هذا الشخص لا يليق بأن يتقلد أي منصب عام في أي دولة ولا يليق به أن يمثل أي ثقافة أو اي حضارة. لو كان لدينا رئيس حكومة طبيعي بعض الشيء لتوقعت منه إقالته من منصبه فورا، لكيلا تعلق به هو أيضا صفات المتقوقع عنصريا أردان. ولكن للأسف فإن نتنياهو ذاته هو نبع للعنصرية يشرب منها أتباعه الذين لا يخجلون من ترديدها.
اردان غبي وعنصري ويريد ان يغطي على تقصيره في عمله
بدوره د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم قال: على ما يبدو ان انظار الوزير اردان، المسؤول عن الامن والامان لجميع مواطني الدولة، تتجه في الفترة الاخيرة الى زعامة الليكود بعد انقلاع نتانياهو الايل للسقوط. ويرى ان أفضل طريقه للوصول الى هدفه هو تبني خطاب نتانياهو في التحريض والكذب على المواطنين العرب، وعندما ينكشف كذبه يستمر بذلك. هذا ما تبين بعد احداث ام الحيران واستشهاد يعقوب ابو القيعان وادعاءه ان الشهيد مخرب.
ونوه: المواطنون العرب، هم أنفسهم، ولم يكن عندهم هذا الكم الهائل من العنف والاجرام قبل احداث اكتوبر 2000. هل تغير العرب؟ القد تغيرت السياسة وليس العرب. فقد تم تبني سياسة اهمال واقصاء واضحة اتجاه مواطنين الدولة العرب. كثر من ذلك نحن جزء من شعب يعيش بجوارنا في المناطق المحتلة الضفة، القدس وغزة وبالرغم من ظروفه الاقتصادية لا يوجد عنده هذه النسب العالية من الاجرام والعنف فكيف يفسر هذا الامر اردان؟ اردان غبي وعنصري ويريد ان يغطي على تقصيره في عمله. لينقلع هو وحكومته. وبعيدا عن اردان وحكومة اليمين المتطرفة لا شك اننا مثل اي اقل قومية علينا مسؤولية معينه في الاهتمام والمساهمة في حل قضايانا وعلى راسها قضية العنف في مجتمعنا.
لا نستطيع ان نعول على الدولة اليهودية وحكومتها
الناشط الاجتماعي والسياسي رضا جابر مدير مركز امان لمكافحة العنف قال: الهبة والصحوة الشعبية هي أهم ما حدث في السنوات الاخيرة في موضوع مناهضة العنف والجريمة. ولكن هي يجب ان تؤسس لمرحلة جديدة يتقاطع فيها العمل الشعبي مع العمل الاجتماعي لتنفيذ مشاريع تتعلق بتنظيم مجتمعنا فهو الاساس. مجتمع منظم لصورة جدية كفيل بإعادة صياغة منظومات اجتماعية اسست التكافل الاجتماعي وهي دُمرت وتلاشت ودخل في فراغها العنف والجريمة. وأيضا تقاطع العمل الشعبي مع السياسي في الضغط على الحكومة لتقوم بواجباتها وخصوصا الشرطة من أقامه وحدات خاصة تقوم بلجم عصابات الاجرام. هذه التقاطعات بين الشعبي، الاجتماعي والسياسي يجب ان تستمر بأشكال مختلفة وعدم تفريغها على المدى القصير وهذا يحتاج الى تفكير وتخطيط لإمكانيات احتجاج أخرى اضافية وايضا تبني خطة تفعل الاجتماعي والسياسي والا يكون ارتجاليا.
وأشار: دائما كان رأيي باننا لا نستطيع ان نعول على الدولة اليهودية وحكومتها اليمينية ان تتعامل بجدية ومساواة معنا. الجواب لا ردان وتصريحه العنصري هو اثبات زور ادعائه بتنظيم مجتمعنا وحل مشاكلنا، التي نستطيع ان نقوم بها، بأيدينا. خطاب الاستجداء وخطاب ضرب مجتمعنا داخليا الذي يروج له الكثيرين هو وقود ادعاءات اردان. نخرس اردان بأن نقوي مجتمعنا، ننظمه ونبدأ بعمل جدي داخلي.
الوزير اردان ليس شريكا في محاربة الجريمة في المجتمع العربي
رسول سعادة من صندوق إبراهيم ويعنى بملف العنف والجريمة في المجتمع العربي قال: الوزير اردان ليس شريكا في محاربة الجريمة في المجتمع العربي، تصريحات اردان تدل على جهله في الموضوع بل أيضا عن نواياه العنصرية تجاه المجتمع العربي، في حين تعترف شرطة إسرائيل بتقصيرها لمكافحة الجريمة. المجتمع العربي يمر في فترة انتقالية من ناحية اجتماعية ويعاني بشكل عميق من الظاهرة، كان الأجدر بوزير الأمن الداخلي ان يكون شريكا لمحاربة الجريمة في المجتمع العربي من أن يحارب المجتمع العربي
الشرطة في سباتها العميق دون ان تأخذ الامور مأخذ الجد
المحامي شاكر بلعوم رئيس اللجنة الشعبية في الطيبة قال: هذه المعطيات إذا كانت دقيقة فهي دلالة واضحة على ما نعيشه اليوم فممكن ان تسليط الضوء كان اكثر على جرائم القتل ولكن اذا تعمقنا بموضوع العنف فسوف نرى ان له وجوه كثيرة كما مفصل بالجدول فلا غرابة ان نرى المعطيات هذه فاذا اخذنا معطيات القتل1386 جريمة قتل بما يعني معدل72 جريمة بالسنة اي 6 جرائم قتل بالشهر كل هذا فقط جرائم قتل وهنا كان كل الانظار ولكن لو تمعنا جيدا لراينا ان العنف كان متفرع لعدة اتجاهات العنف هو الافة التي ضربت المجتمع العربي في اسرائيل دون ان يؤخذ الامر مأخذ الجد من قبل المؤسسات الاسرائيلية.
وتابع: فالعنف اخذ بالتزايد اذا لم يوضع برنامج عمل يضم كل الجهات المسؤولة في وسطنا وايضا عدم تخاذل الشرطة بالقيام بعملها الصحيح اتجاه هذه الظاهرة السلبية، ممكن القول ان هذه المعطيات ليست بعيدة عن الواقع الذي نعيشه ولو نظرنا للأمور "الصغيرة "بجرائم العنف ك"الكبيرة" لكان الوضع اقل مما عليه طبعا ليس من باب التقليل من جرائم القتل الا لو كانت وقفة مماثلة لل"طخ" او لجرائم الحرق لكان الوضع اقل حدة وهذا كما مُعرف "المنحدر المنزلق" فكانت الامور الصغيرة من اعمال قد اهملت ولم تعالج حتى اخذ الامر بالتوسع والكبر وكل ذلك والشرطة في سباتها العميق دون ان تأخذ الامور مأخذ الجد مما ادى الى تفاقم الامور
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق