تحت عنوان الانتخابات القادمة هي مصيرية ولا مجال للحيادية او اتخاذ مواقف متفرجة من بعيد كما انه بلا شك لا مجال للتصويت لاحزاب صهيونية او يمينية نظرا للأوضاع الفاشية والتطرف الطاغي على مؤسسات الدولة بسبب توجهها يمينا اكثر في كل مرحلة ويكون المتضرر الأكبر هو المواطن العربي، وتزامنا مع أصوات المقاطعة الأيديولوجية او حتى المستاءة من عمل النواب العرب بدأت تبرز ارتفاع في نسبة المصوتين العرب ودعوات للخروج الى صناديق الاقتراع في السابع عشر من سبتمبر- أيلول الحالي لمحاولة انقاذ الموقف ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

لا حياد في جهنم اسرائيل السياسي العنصري

د. ثابت أبو راس ناشط سياسي واجتماعي ومدير "صندوق إبراهيم" قال حول هذا الموضوع لـ "بكرا": الانتخابات القادمة للكنيست تعد من اهم الانتخابات المفصلية بالنسبة للمواطنين العرب في البلاد. الظروف العالمية والمنطقية والمحلية لا تبشر بالخير بالنسبة لنا نحن الاقلية الفلسطينية في البلاد. امام قطار ترامب العنصري الذي يتحرك من اجل تصفية قضية شعبنا وامام التدهور والتآمر العربي لا بد لنا ان نساهم في اسقاط نتنياهو واليمين المتطرف الذي لا يريد الخير لنا.

وتابع: نحن المواطنين العرب جزء من تحالف (شئنا ام ابينا) يرفض قانون القومية الذي سنته حكومة اليمين قبل أكثر من سنه وتريد تطبيقه في الحكومة القادمة. من غير الطبيعي ان لا نخرج للدفاع عن أنفسنا ونساهم في اسقاط نتنياهو ومخططاته ضد شعبنا وضدنا نحن المواطنين العرب. يجب ان نتذكر ان لا حياد في جهنم اسرائيل السياسي العنصري. نتنياهو يستعمل كل ادواته في هذه المعركة وعلى راسها التحريض ضدنا. المال، الاعلام مكرس حتى يقنع شعبه الان اننا نخطط "لسرقة الانتخابات" مثل ما اتهمنا في السابق بالإرهاب، بحرق الغابات وباننا نأتي للصناديق الانتخابية بكثرة.

فرصتنا ليس فقط لزيادة التمثيل العربي وانما للتأثير على عملية اتخاذ القرار في اسرائيل

وأشار في سياق حديثه: المشاركة في الانتخابات اصبحت قضية اخلاقية ملحة. كيف لمواطن عربي الوقوف على الحياد؟؟ القضية أكثر من ذلك حكومة، حكومة اليمين تعمل على ضرب النسيج الاجتماعي وشرذمتنا كأقلية من خلال عدم محاربتها الجريمة بما فيه الكفاية ومن خلال تشديد تطبيق قانون كامينيتس وهدم البيوت أكثر وأكثر في الوقت هناك عشرات الاف مخالفات البناء في الموشافيم والكيبوتسات.

وختاما قال د. أبو راس: الانتخابات بعد عشرة ايام هي فرصتنا ليس فقط لزيادة التمثيل العربي وانما للتأثير على عملية اتخاذ القرار في اسرائيل. نعم النضال البرلماني وحده لا يكفي لكن لا توجد هناك اقلية قومية في العالم تتنازل عن حقها في التأثير في احدى حلبات العمل السياسي وخاصة في الانتخابات. الامكانية وارده للتغير للأفضل هذه المرة لذلك مهم جدا ان نكون جزءا من عملية التغيير

الأهم هو خلق ثقافة التعددية والتوقف عن سياسة الانسياق خلف القائد الملهم

محمد السيد رئيس قائمة "كرامة ومساواة" عقب بدوره قائلا: نحن العرب لدينا اكثر من منبر لإيصال صوتنا ورفع قضايانا الى الرأي العام ، منها الحراك والنضال الميداني ، الحضور الإعلامي العربي والعبري والأجنبي ، التوعية من خلال التعبئة ، وضع البرامج المهنية لقضايانا وطرحها لتلاقي المعالجة ، والموضوع الهام أيضاً يكمن في أهمية المشاركة في اللعبة السياسية التي تتمثل بالانتخابات للكنيست لأن هذا المنبر له أهميته اذا عرفنا كيف نتقن فن اللعبة فالكنيست يجب ان لا يكون منصة لتسليط الأضواء على الأشخاص بل لإبراز قضايا وهموم جماهيرنا وكيفية متابعتها ومعالجتها واقناع اكبر عدد من الأعضاء للتصويت الى جانب اقتراحاتنا، هذا بالإضافة الى عدم إغفال الجانب القضائي. أهمية التصويت تكمن في تمثيل أوسع لنا في الكنيست، لكن الأهم وقف سياسة الاتجاه الواحد وتقديس الأشخاص وتناسي القضية. الأهم هو خلق ثقافة التعددية والتوقف عن سياسة الانسياق خلف القائد الملهم.

وأضاف قائلا: يجب ان تخرج جماهيرنا وتدلي بأصواتها بشكل غير تقليدي، تنتفض على الواقع المرير ومعاقبة الذين يستغلون وجودهم في الكنيست للصراع فيما بينهم على المحاصصة المالية وتوزيع المقاعد. نحن نشعر أن هناك إرهاصات لتحرك ايجابي سينهي تدريجياً على المستفيدين بشكل شخصي من وجودهم في الكنيست، وسيبني لثقافة سياسية جديدة لنعيش في بلادنا بكرامة ومساواة.

كفانا بكاء على الاطلال، ولنترفع عن اسقاطات الماضي

وقال غسان عبد الله قيادي في الحركة العربية للتغيير: بلا شك ان تصويتنا ودعمنا للقائمة المشتركة هو في غاية الاهمية وخاصة بالنسبة لنا الجماهير العربية في هذه البلاد امام واقع سياسي جديد وامام خارطة حزبية جديدة وامام تحد كبير، الواجب الوطني والمسؤولية الجمعية تحتم علينا ان نتعامل مع هذا الواقع بكل مسؤوليه وانتماء، وكفانا بكاء على الاطلال، ولنترفع عن اسقاطات الماضي، وامامنا اليوم خيارا واحدا ووحيدا ولا بديل له، وهو الالتفاف الى الامام فقط ووضع كل ترسبات الماضي جانبا.

وأضاف: نحن الاقلية الفلسطيني في هذه البلاد نمر في مرحله مفصليه وقد تكون تاريخيه، فلنكف عن جلد الذات وعن هذا التراشق والاتهامات. لقد ثبت قطعا عبر التاريخ ان كل حكومات اسرائيل " مستكلبة" بعنصريتها وعنجهيتها وفكرها الكولونيالي والصهيوني على هويتنا ووجودنا. وعليه فان واجب الساعة تتطلب منا ان نتصرف بحكمة ودراية ومسؤولية وطنيه وبقوة أعظم وان نستجمع كل قوانا وكل الطاقات وان نشحذ الهمم ونرص الصفوف وننطلق في السابع عشر من ايلول الى صناديق الاقتراع ولنملئها بحرف المشتركة.

ونوه: العمل البرلماني هو اداة قوية لكبح جماح المؤسسة الحاكمة واليمين المتغطرس والتصدي لمحاولاته بسن مزيدا من القوانين العنصرية ضد شعبنا ولفضحها امام الرأي العام المحلي والعالمي. والى المنادين بالمقاطعة بحجة ان البديل هو النضال الشعبي! اقول لهم ومن هو اصلا الذي يقود ويقف بمقدمة النضال الشعبي؟؟!! ومن هي الجهة التي تقوم بتعبئة الجماهير العربية وبكل المناسبات الوطنية؟ ومن الذي يقف متصديا امام جرافات الهدم في النقب وفي كل القرى العربية، ومن الذي يقف امام بوجه الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية؟ اليست هي الاحزاب والحركات السياسية والنواب العرب؟؟

وتابع: فلا داعي للمزايدات فنحن وأنتم جميعا نقف سدا منيعا بوجه الفاشية، ان طرح المقاطعة وعدم المشاركة بالانتخابات يلبي رغبة ايتام كهانا واليمين المتطرف، نحن بتصويتنا ودعمنا للقائمة المشتركة نملك ان نغير الموازين ونسقط نتنياهو وان نكون جسما مانعا ومؤثرا، ان وجود اكبر عدد من النواب العرب نعطيهم الفرصة ليأثروا في صنع القرار وان كان تأثيرهم جزئي في بعض المفترقات فيبقى لهم تأثير وموقف واداء. مرة اخرى اناشد جماهيرنا العربية للانطلاق يوم الانتخابات بخطى واثقه نحو ما يمليه علينا الواجب الاخلاقي والوطني. نحن اصحاب مشروع وطني سياسي كبير ونتعامل مع قضايا كبيره ومصيريه فلنكف عن بث روح الاحباط والاستياء، ولا تزر وازرة وزر اخرى.

اخراجنا من الكنيست اخراجنا من المواطنة واخراجنا من الوطن

القيادي ومدير مركز امان لمكافحة العنف رضا جابر قال بدوره: ظروفنا السياسية والحياتية المركبة تحتاج الى استعمال كل الادوات المتاحة لدينا للتقدم. والكنيست هي مساحة، وان كان هامشها ضيق، ولكنها ساحة مهمة لتحصيل بعض الحقوق ولكن أهمها حق الاعتراف. وأقصد بأن تمثيلنا هناك كمجموعة قومية ذات خصوصية يبقينا داخل المواطنة مع كل موجات محاولات تقزيمها وترويضها، ولكن التواجد هناك هو اعتراف ذو أهمية ودلالات بأننا مجموعة قومية. من يخرج نفسه بصوته خارج إطار المواطنة وان كان فيه من الهشاشة المقلقة، يُخرج نفسه من وعي الاغلبية بأنه مجموعة ذات اصاله هنا وهذا بالضبط مطلب اليمين. اخراجنا من الكنيست اخراجنا من المواطنة واخراجنا من الوطن، فكرة وعملا. الامور بخطورة لا اقترح لاحد ان يقلل من حدتها وامكانياتها في ظل التطورات الخطيرة لدى الاغلبية اليهودية التي تشعر بنشوة فاشية بأن لا أحد يقدر عليهم عربيا وفلسطينيا.

وتابع: ولكن يجب ان يتزامن مع وجودنا في الكنيست بناء المؤسسات الوطنية الجامعة والتي هي التي تمثلنا كمجموعة قومية في البلاد. هذه المؤسسات هي الضمان الوحيد الذي يمتص كل سلبيات تواجدنا في الكنيست ولا يبقينا على هامش السياسة وبالأساس على هامش المواطنة. الكنيست مهمة ولكنها تبقينا بهامش معين من المواطنة، هو مهم، ولكن المؤسسات الوطنية هي الوسيلة لتوسيع الهوامش وكسر حواجزها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com