أجرى موقع " بُـكرا " مقابلة مطولة ومسهبة مع المرشح في قائمة " المعسكر الديمقراطي- ميرتس"، الكولونيل ( متقاعد) في سلاح الجوّ الإسرائيلي، الدكتور يعقوب ( كوبي) رختر، وهو مبادر وصناعي في مجال التكنولوجيا المحوسبة والتكنولوجيا الطبية، وهو واحد من أبرز مؤسسي " المعسكر " المذكور.

فيما يلي أبرز إجابات وتصريحات وتحليلات الدكتور رختر:

• " هدفنا من تشكيل المعسكر الديمقراطي تكوين حزب جديد يجمع بين شخصيات ذات تجارب أمنية واقتصادية، بحيث يكون حزبًا يساريًا يفخر بهذه الصفة، ويشكل جسرًا يوصل في المستقبل إلى حزب يهودي عربي راسخٍ ومتين. وكان هدفنا أيضًا توسيع التحالف اليساري بانضمام حزب العمل لكن عمير بيرتس اختار طريقًا آخر مما ضيّق تحالفنا الذي أصبح الآن مكونًا من ثلاثة أحزاب هي: " إسرائيل ديمقراطية"، برئاسة ايهود باراك، وميرتس، وحزب الخضر برئاسة ستاف شفير ومعها شخصيات انسحبت من حزب العمل. نأمل أن نتمكن من توسيع كتلة يسار الوسط عن طريق تمكين الناخبين العرب الذين لم يصوتوا في الانتخابات السابقة، ليصوتوا في الانتخابات الوشيكة، وأقصد بشكل خاص أولئك الناخبين العرب الذين يعتقدون أنه لا بد من المشاركة في ائتلاف حكومي، وكذلك الأمر بالنسبة للمصوتين اليهود الكثر الذين قاطعوا الانتخابات السابقة، وبذلك نتيح الفرصة لتوسيع كتلة يسار الوسط لتشكيل حكومة برئاسة " بيني غانتس" ( كاحول لافان).

• لستُ متأكدًا حاليًا من أننا سنحقق هدفنا في الانتخابات الوشيكة، لكننا نسعى إلى تكوين كتلة كبيرة كفيلة بمنع تشكيل حكومة يمينية، وكفيلة أيضًا بمنع الانهيارات والهرولة نحو المزيد من التشريعات المعادية للديمقراطية ( من شاكلة قانون القومية)، والمعادية لمنظومة القضاء، والمؤيدة لضم الأراضي الفلسطينية، كما نسعى إلى تكون كتلة تكوين قادرة على تحقيق الفوز لاحقًا.

• حول الموقف من ايهود باراك: " أتفهم الأمرين الأساسيين اللذين يجعلان المواطنين العرب ينفرون ويتحفظون من وجود باراك في القائمة: الأمر الأول هو دوره في أحداث أكتوبر عام 2000، والأمر الثاني كونه صاحب مقولة " لا يوجد شريك فلسطيني للسلام"- وهي المقولة التي يستغلها نتنياهو للامتناع عن مواصلة العملية السلمية.

• " بالنسبة لأحداث أكتوبر- باراك قال بصدق أن هذه الأحداث كانت بمثابة مأساة رهيبة وخطأ فادحًا، وسببها أننا لم نحسن إشراك العرب في صنع القرار، ولو عدت- كما يقول باراك- إلى ذلك الزمن لتصرفت بشكل مغاير، وفي قادم الأيام يجب علينا أن نسعى إلى إشراك العرب الذين يشكلون 20% من السكان في الحكم، كيلا تتكرر مثل هذه المآسي. وآمل أن يصغي العرب إلى اعتذار باراك عن أحداث أكتوبر، وأنا أصدقه".

• " بالنسبة لمقولة " لا يوجد شريك فلسطيني للسلام"- كان باراك يقصد ياسر عرفات في تلك المرحلة العينية، وربما كان عرفات شريكًا مناسبًا في مرحلة أخرى، لكن الرجل رحل، وقد يكون قائد فلسطيني آخر شريكًا مناسبًا. باراك يقول الآن أنه يجب علينا نحن أن نسعى للبحث عن الشريك الفلسطيني، لتحقيق التسوية".

• " بالنسبة لبرنامجنا الخاص بإيجاد حل للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني: إذا أصبحنا شركاء في الحكومة القادمة، فإننا مصرون على أن تقوم الحكومة، خلال عام واحد، برسم الحدود بحيث نضمن، قدر الإمكان، أكثرية يهودية واضحة على مدى أجيال، واعتقد أن الحدود المناسبة هو الجدار الفاصل. وفي هذه الأثناء يكون الانسحاب إلى خط الجدار منوطًا بالمفاوضات والترتيبات الأمنية بحيث لا تتصرف إسرائيل بشكل يحول دون تحقيق هذا التصور، فيكون هذا السبيل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عبر الجدار، وإذا رفضت القيادة الفلسطينية هذا الحل بسبب ضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل، فإن الأمر قابل للتفاوض على أساس تبادل الأراضي مقابل الكتل الاستيطانية. وبهذه المناسبة تجري اتصالات للقاء مع أبو مازن، قبل الانتخابات أو بعدها، أكون شريكًا فيه، وأنا اعتبر الرئيس الفلسطيني زعيمًا مهتمًا بالتنسيق الأمني مع إسرائيل ويكافح الإرهاب عملاً لا قولاً، وهو شريك جدير للسلام، وربما يكون وريثه ايضًا شريكًا مناسبًا.

• " الصراع السياسي في إسرائيل يدور بين مبدأين: مبدأ الديمقراطية الذي يضمن المساواة في الحقوق القومية للأقلية القومية ( العرب)، ومبدأ الدكتاتورية القومية. في إطار النظام الديمقراطي توجد مصلحة مشتركة للأقلية العربية (20% من السكان) ولأربعين بالمئة من اليهود الديمقراطيين: فمثلما أن الأقلية العربية ترفض العيش كفئة محرومة من المساواة التامة، فأنا لست مستعدًا ولا أقبل أن أكون جزءًا من أكثرية غير معنية بالمساواة التامة للمواطنين العرب. إذا أخذتُ بعين الاعتبار المصوتين اليهود وحدهم لأن العرب مقاطعون أو خارج المنظومة السياسية فعندها تكون النتيجة 40%-60% في غير صالحي ( ضدي)، أما إذا أسست حلفًا بين العرب واليهود المناصرين للديمقراطية والمساواة عندها تكون النتيجة 60%-40% لصالحي. هكذا فقط نرسخ النظام الديمقراطي ونحقق المساواة التامة المكفولة بالحقوق القومية الكاملة للأقلية العربية".

• " بالنسبة لقانون القومية يدور بيننا داخل المعسكر الديمقراطي جدل وحوار: ميرتس ترى أنه يجب إلغاء وشطب هذا القانون، وأنا اعتقد أنه يجب استبداله أو تعديله، وهذا لا يعني أنني قابل للقانون ومتسامح تجاهه. كلا، هذا القانون عبارة عن مأساة رهيبة وما كان يجب أن يسنّ، لكنه أصبح أمرًا واقعًا، وأنا أسعى إلى إلغاء أثاره وتداعياته كليًا، مع إضافة واضحة للمساواة المدنية والحقوق القومية للأقلية. أنا أعارض شطب القانون حتى لا أخلق سابقة تفتح الباب مستقبلاً لشطب قوانين أساسية هامة مثل " قانون كرامة الفرد وحرية".

• " بالنسبة لمخطط بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية علمانية، بدون الحريديم- اعتقد أن حكومة كهذه ممكنة كواقع، واعتقد وآمل ان يتم استدعاء معسكرنا للانضمام إليها إذا تشكلت، لكنني لا اعتقد أن أحزاب الحريديم يجب أن يعلموا مسبقًا أنهم خارج الحكومة. حسب برنامجنا- من الممكن أن يتشارك العلمانيون والمتدينون ( الحريديم) في حكومة واحدة، بشروط محدودة مثل إلغاء قانون التجنيد، وحجب المليارات التي يحصلون عليها كترضية، وبدلاً من ذلك يجب توجيه هذه المليارات لتحسين أوضاع الحريديم أنفسهم في ميادين الحياة ولتحقيق المساواة والرفاهية للعرب بالتشغيل والتعليم لأننا بحاجة إلى القدرات العلمية والإنتاجية لهاتين الفئتين، اللتين اعتبرهما فئتين شرعيتين وجديرتين بالشراكة في حكومة لبرالية.

• " اعتقد أنه توجد في المجتمع الإسرائيلي فئتان صغيرتان متطرفتان: الأولى تلك الفئة العربية التي ترفض حق اليهود في دولة لهم، والثانية مجموعة اليهود الفاشيين المتطرفين قوميًا ودينيًا، من أمثال أنصار كهانا وسموتريتش، وبالنسبة لشعار " دولة جميع مواطنيها" يمكن الحوار والجدل.

• " بعد الانتخابات المقبلة أتوقع حدوث واحد من أمرين، وهذا منوط بليبرمان الذي لا يهتم سوى بمصلحته وشخصه: الاحتمال الأول: إذا واصل ليبرمان النهج الذي اتبعه طوال الحملة الانتخابية فستتشكل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها " كاحول لافان" والليكود، مع ليبرمان أو بدونه، أو مع المعسكر الديمقراطي أو بدونه- وبالتأكيد بدون نتنياهو. والاحتمال الثاني تشكيل حكومة يمينية برئاسة نتنياهو يشارك فيها ليبرمان. وإذا تحقق هذا الاحتمال فهذا يعني هدم وتحطم النظام الديمقراطي، ولذا من المهم توسيع معسكرنا الديمقراطي وكاحول لافان فهذا ضمان مؤكد للتغيير المنشود.

• " لا أستطيع الإدلاء بتفاصيل حول الاتصالات والحوارات بيننا وبين المشتركة، واستطيع القول أنني على علاقة وثيقة وطيبة مع شخصيات قيادية هامة في تلك القائمة ( المشتركة) ونتحاور حول أهداف ومصالح مشتركة مثل رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي لحسم وجهة الانتخابات واسقاط اليمين. رد الناخبين العرب على مقولة نتنياهو الشهيرة عن أن العرب " يتهافتون على صناديق الاقتراع"- يجب أن يكون تهافتًا فعليًا بنسب عالية لإسقاط اليمين. ليصوتوا لنا أو للمشتركة أو لكاحول لافان لنحقق معادلة 60%- 40%.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com