خمّنت لجنة الانتخابات المركزيّة للكنيست الـ22، ان نسبة التصويت في الانتخابات المقبلة ستنخفض عن النسبة التي كانت في انتخابات الكنيست الـ21 بنسبة 2%، ما يعني ضمان المقعد الثامن لكلّ من حزبيّ: شاس ويهدوت هتوراة.

وتساءل الناخب العربي حول تداعيات هذه التخمينات على النوّاب العرب وعلى المشتركة.

للإجابة على هذه التساؤلات، كان لنا هذا الحديث مع المحاضر في كليّة اورانيم وطالب الدكتوراة في العلوم السياسية في جامعة حيفا - محمد خلايلة الذي أكدّ ان ارتفاع نسبة التصويت العامة وايضا في المجتمع العربي من شأنه ادخال اكبر عدد ممكن من النوّاب العرب.

جميع المؤشرات تدلّ على ان نسبة التصويت العامة في انتخابات القريبة ستهبط

وقال خلايلة في حديثه مع بكرا: جميع المؤشرات تدلّ على ان نسبة التصويت العامة في انتخابات القريبة ستهبط وذلك بسبب اوّلا التراجع المستمر في منسوب الثقة لدى المواطنين في اسرائيل عامّة اتجاه القيادة السياسية واتجاه المؤسسات الحزبية ودوائر اتخاذ القرار مثل : الكنيست والحكومة. هذا يظهر في جميع استطلاعات الرأي وجميع المؤشرات العلمية والمهنية التي تقوم بها المؤسسات المختلفة.

وفي ردّه على السؤال بخصوص هبوط النسبة، أجاب: لهذا الهبوط، تفسيرات عديدة ومختلفة واهمها: الفضائح المتكررة التي نسمع عنها يوميا في وسائل الاعلام وضلوع وزراء في الحكومة في هذه القضايا وضلوع أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي في ملفات الفساد مثل داڤيد بيتان والوزير حاييم كاتس مؤخرا والنوايا ان تتقدم النيابة العامة بلوائح اتهام ضد هؤلاء الأشخاص.

ملفّات فساد

وتابع: وفي طبيعة الحال، ملفّات الفساد العديدة الضالع فيها رئيس الحكومة والتي نسمع عنها طيلة الوقت:1000،2000،3000و4000 بقضايا تتعلق بمحاولة اعطاء رشاوى لوسائل اعلام من جهة ونسمع يوميا عن تسجيلات صوتية عن بروتوكولات وشهود عيان يدلون بشهاداتهم بشأن اداء رئيس الحكومة في هذا المجال.كل هذه العوامل طبعا تؤدي اوّلا الى نزع الثقة هم القيادة السياسية وعن المؤسسات التي من شأنها ان تخدم الجمهور العام.

وأوضح خلايلة انّ: لا يخفى على أحد أنّ للإنتخابات الأخيرة كان لها خصوصية مقارنة مع انتخابات 2015 خصوصا فيما يتعلّق بانتهاء الانتخابات وتعثر عملية تشكيل حكومة خصوصا بعد فشل رئيس الحكومة بتشكيل الحكومة وبدلاً من ان يعطي الفرصة للمنافس او الطرف الأخر، أعلن عن حل الكنيست وقاد البلاد الى حملة انتخابية اخرى تكلفتها مئات الملايين من الشواقل وبدلا من ان تكون هذه الملايين موجهة للمشاكل التي تتصدر سلم أولويات الحكومة، فضّل نتنياهو الحفاظ على مقعده وأن يفعل كل ما بالامكان من أجل تمرير قانون الحصانة ومحاولة التهرّب من المثول أمام المحاكمة والعدالة والإلقاء به في السجن.

وعن تصرّف نتنياهو، قال: تصرّف نتنياهو يعبرّ عن مدى تغليب المصلحة الشخصية والفئيّة على المصلحة العامة وبذلك مسّ كبير بمنسوب الثقة بهذه المؤسسات والشخصيات وهذا يؤدي الى عزوف الناس عن المشاركة بالتصويت.

وبخصوص عدم تغيير مقاعد الحريديم، قال: بالنسبة لعدم تغيّر المقاعد لدى الحريديم، في طبيعة الحال نحن نتحدث عن المجتمع الاسرائيلي وهو مجتمع متعدد التصدّعات والشروخ وبه مجموعات عديدة من متديّنين وعلمانيين والشرقيين والعرب واليهود والأغنياء والفقراء والمركز والأطراف، كلّ هذه المجموعات لديها خصوصيّة معيّنة وذلك ينعكس بأنماط التصويت.امّا الحريديم، فنحن نتحدّث عن مجتمعات ما زالت مجتمعات تقليدية ولم تمرّ بالحداثة وما زال للقيادة الدينية والروحية التي هي القيادة السياسية لدى هذه المجموعات، سيطرة وتأثير كبير على أفراد المجموعة.

واستطرد كلامه: التجربة التاريخية تشير الى ان نسب التصويت لدى هذه المجموعات هي الأعلى فقدرة التجنيد لدى هذه المجموعات وهذه المراكز الروحية ولدى القيادات فيها كبيرة جدّاً ولذلك هي تصوّت بأعلى نسب ممكنة. هذا بالإضافة الى انه لا تتم عملية رقابة نزيهة لعملية التصويت داخل التجمعات السكنية وهذا الهبوط في معدلات التصويت العامة والحفاظ على معدل تصويت عالي لدى هذه المجموعات على وجه الخصوص يعني انها ستحصل على تمثيل كبير نسبيا الذي يتمثّل بـ8 مقاعد لكل حزب من بين هذه الأحزاب وستظلّ هذه الأحزاب كالقبطان في العديد من القضايا السياسية، الا انه لم تصل اي حكومة ان تتشكل بدون هذه المجموعات في الأعوام الأخيرة.

التصويت

وحول تداعيات هبوط نسبة التصويت القطريّة، قال: الهبوط في نسبة التصويت العامة هو الفرصة التاريخية لدى الجماهير العربيّة في اسرائيل بأن تخرج عن بكرة أبيها من أجل التصويت والتعبير عن مواقفها وطرح احتياجاتها وسلّم أولوياتها من خلال العملية الانتخابية.

وتحدّث الباحث عن العملية الانتخابية قائلا: العملية الانتخابية ليست مجرّد الإدلاء بصوت وإنما تعبير عن موقف وعن قضيّة وعن غبن تاريخي لحق بهذه الفئة وهذه المجموعة القوميّة على مدار سنوات. ومن يريد أن يغير حالته ويحلّ مشاكله ويدفع بمكانته الى الامام، عليه اوّلا ان يستغل العملية الانتخابية لإرسال أكبر عدد ممكن من المندوبين للكنيست. أقول ذلك بعد فحص معمق بان نسبة تصويت مرتفعة لدى المجتمع العربي في ظل هبوط نسب التصويت القطريّة، هذا يعني انه بإمكان المجتمع العربي إرسال اكبر عدد من النوّاب الذين يمثلون قضاياه الى مواقع اتخاذ القرار والكنيست.

وعن ارتفاع نسبة التصويت وتداعياتها على المجتمع العربي، قال: كلما زادت نسبة التصويت وبلغت أكثر من 70% هذا يعني ان بإمكان العرب إرسال اكثر من 18 عضو كنيست واكثر من 20 عضو حتى وهذا يعني ان تتحول هذه المجموعة الى قوة برلمانية مؤثرة وان يكون باستطاعتها تحديد هويّة رئيس الحكومة القادم.

شبكة أمان

وأردف: وبالإمكان في سيناريوهات معينة ان نعود على الحالة السياسية التي نشأت في أعقاب عام 1992 بسبب التعادل بين المعسكرات وتحوّل ذلك العرب ومندوبوهم عن الجبهة والحزب الديمقراطي العربي الى القبطان اذ قاموا بإعطاء حكومة رابين الثانية شبكة امكان ما يسمى بالـ"جسم المانع" الذي منع صعود اليمين للحكم وحافظ على حكومة اليسار مقابل الذهاب بمسار تفاوضي مع الفلسطينيين الذي سمي باتفاق أوسلو وبتحصيل ميزانيات كبيرة ودفع عملية المساواة الى الامام.

وشدّد خلايلة على انّ: يشهد رؤساء السلطات المحليّة والباحثون بان العصر الذهبي للمواطنين العرب كان في فترة حكومة رابين الثانية بمعنى للتلخيص ان الهبوط في نسبة التصويت العامة سيحدث في الانتخابات القريبة هو الفرصة التاريخية التي ينتظرها الجمهور العربي منذ سنوات واذا خرج الجمهور العربي الى التصويت وقام بمنح فرصة اضافيّة للساحة البرلمانيّة والعمل البرلماني من خلال الآليات التي يتيحها فبالإمكان تحقيق انجاز تاريخي.

فرصة تاريخيّة

واختتم حديثه: نحن نعرف ان اضافة الى مستوى التنظيم لدى المجموعة والقوة الاقتصادية ومستوى القيادة لدى المجموعة، هنالك ايضاً في بعض الأحيان فرص تاريخية بامكانها ان تحول حالة معينة الى فرصة تاريخية لإحداث تغيير وثقوب في جدران الخزّان. باعتقادي هذا ما سيكون في الانتخابات القادمة فيما لو خرجت الجماهير العربيّة للتصويت بنسب مرتفعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com