"معهد ستاتنت لاستطلاعات الرأي العام، أجرى مؤخراً استطلاعاً حول آفاق واحتمالات حجم مشاركة الناخبين العرب بالتصويت لانتخابات الكنيست المقبلة – يختلف عن سائر الاستطلاعات من ناحية العيّنة المشاركة فيه، حيث بلغ تعدادها (1200) شخص، وهو رقم كبير يعزز مصداقية نتائجه".

هذا ما قاله في مقابلة مع "بكرا"، محمد خلايلة، طالب الدكتوراه في قسم العلوم السياسية بجامعة حيفا، وباحث في معهد "ستاتنت" للاستطلاعات، أثناء مشاركته في اليوم الدراسي الذي نظمه في الناصرة موقع بكرا والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، حول أنماط التصويت في أوساط المواطنين العرب في إسرائيل.

وتناول خلايلة بالتحليل أبرز نتائج واستخلاصات الاستطلاع، فقال ان 53% من المستطلعة آراؤهم أفادوا بأنهم ينوون المشاركة في التصويت، وهي نسبة تزيد عن نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة (49%)، مشيراً الى انها قابلة للارتفاع "وقد لمسنا هذا الأمر من خلال الأسئلة الأخرى المطروحة حول دوافع ومحفزات الخروج الى صناديق الاقتراع لاعتبارات يجدر التنبّه إليها، وخاصة من ناحية شريحة الشباب"- حسبما قال. 

عوامل ودوافع المشاركة في الانتخابات

وفيما يخص فئة الشباب، وهي الشريحة الأكبر في المجتمع العربي الفتي، ذكر خلايلة ان 60% من الشريحة الشابة المشاركة في الاستطلاع، وتتراوح أعمارهم ما بين 18-24 عاماً – صرحوا بأنهم لم يصوتوا في الانتخابات السابقة، يضاف اليهم 55% من الشريحة المقاطعة التي تتراوح أعمارها ما بين 25-34 عاماً "وقد تحدث جميعهم عن جملة عوامل تدفعهم للتصويت، أهمها وجود حزب يطرح أهم القضايا والهموم التي يعاني منها المجتمع العربي، أبرزها مظاهر وظواهر العنف والجريمة والخاوة وفوضى السلاح، ثم قضايا التخطيط والبناء والمساكن للأزواج الشابة وتوسيع مسطحات البلدات العربية، بالإضافة الى إيجاد الحلول لأزمة البطالة وتوفير فرص العمل" – حسبما تبيين من الاستطلاع، وهنا أشار محمد خلايلة الى انه اذا أحسن الحزب المنشود البرامج والحلول لهذه القضايا والهموم اليومية الملحة – فسيحظى بالأصوات، "وليس من المحتم ان يكون هذا الحزب عربياً ، بدليل ان الناخبين العرب منحوا في الانتخابات السابقة أربعة مقاعد لأحزاب صهيونية (يسار الوسط بالأساس).والخلاصة هي ان المشاركة بالتصويت مرهونة بنجاعة العمل البرلماني ومستويات تأثيره من وجهة نظر الناخب العربي" – حسبما ورد.

المقاطعون ينقسمون الى ثلاث فئات 

وفي معرض تحليل أسباب ودوافع مقاطعة الانتخابات في المجتمع العربي، قال خلايلة انه لا يعتقد ان الدافع الأهم يكتسب صفة أيديولوجية عقائدية، حيث يَنحصر هذا الدافع في 7% - 10% من أصحاب حق الاقتراع من أصل 50% من الممتنعين في الانتخابات الأخيرة. 

وصنّف الباحث خلايلة المقاطعين الى ثلاث فئات: (1) المقاطعون الايديولوجيون (2) المقاطعون الممتنعون – وهي الشريحة التي أحبطت وخذلت من جدوى العمل البرلماني بشكل عام، وقد شاركت في انتخابات سابقة، ولو توفرت مقومات ومحفزات المشاركة – لشاركت لاحقاً (3) الفئة الأكبر من المقاطعين وهي فئة الشباب الذين وصفهم الباحث على أنهم "عدم المشاركين" بمعنى ان السياسة وقضاياها لا تهمهم، وهم غير مكترثين بما يدور من حولهم، ومنكفئون على أنفسهم بنزعة فردية، وهذه ظاهرة كونية – حسب توصيف الباحث، وهي بحاجة عندنا الى دراسة عميقة ليس فقط لتحفيز افرادها على المشاركة بالانتخابات، بل لتصبح جزءاً فاعلاً وفعالاً في المجتمع، يتحمل مسؤولياته ويتفاعل مع محيطه ومع الحيز العام – وفقاً للتحليلات .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com