كَم مِنْ الغزاة مروا على أرض فلسطين وذابوا وبقيت الأرض وصمد هذا الشعب على المِحن وثار وانتفض وقَدم التضحيات وما زال صامدا على أرض الآباء والاجداد. إنها الأرض مصدر الحياة ومعناها وقيمتها هي التاريخ والجغرافيا، هي الماضي والحاضر والمستقبل والأمل، فالأرض كانت وستبقى عنوان الهوية التي لن يفرط بها الشعب الفلسطيني مهما اشتدت عليه الظروف سيبقى صادما معطاءً، وصولا إلى تحريرها وبناء دولته بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها.
وبحكم أن الأرض هي جوهر الصراع وأساسه فإن الواجب يفرض علينا مواصلة الحفاظ عليها والدفاع عنها أمام سياسات الاحتلال المتمثلة أساسا بالمصادرة والضم سعيا منها إلى سرقة أكبر مساحة ممكنة وتهجير السكان، وكمساهمة من مؤسسة منيب وانجلا المصري للتنمية في الحفاظ على الأرض فقد عملت وبالتعاون مع هيئة تسوية الأراضي والمياه على المساهمة في تطوير الواجهة الإعلامية والتوعية للمجتمع الفلسطيني لإيصال رسالة وهدف الهيئة للمجتمع الفلسطيني لإنجاز مشروع تسوية الاراضي (الطابو) بشكل سريع عن طريق حملة اعلامية تشمل كافة محافظات الوطن وأيضا تستهدف فلسطينيي الشتات، حيث أن مؤسسة منيب وانجلا المصري للتنمية وضمن رؤيتها تسعى إلى النهوض بمستوى الرفاه لكل الفلسطينيين على المستويات التعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية، وترى بأن تثبيت الملكية يسهم بشكل كبير في حماية الأراضي من أطماع دولة الاحتلال.
إن العمل على تثبيت الحقوق في الأراضي هو عمل وطني بامتياز، وله منافع كبيره ليس فقط في حماية الأرض وما عليها بل ايضا في تعزيز السلم الأهلي وتساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والبشرية وتساهم في التمكين الاقتصادي وبخاصة في القرى والمناطق المهمشة.
إن حماية المشروع الوطني يتطلب جهود الجميع وبخاصة في هذا الظرف بالذات حيث تتكالب على قضيتنا العديد من الأنظمة التي تدعم دولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الامريكية التي تريد تمرير صفقة القرن لتصفية مشروعنا الوطني، ولكن بصمودنا ووحدتنا وتنحية خلافاتنا سنقف في وجه هذه المؤامرة وسنسقطها كما اسقطنا كل ما سبقها من مؤامرات، ونعتبر أن تثبيت الملكية هو جزء مهم في مواجهة المشروع الصهيوني الذي بدأ منذ العام 1800 ضمن خطة واضحة تهدف إلى السيطرة على الأرض وتهجير السكان وتحويل الشعوب العربية إلى مجرد عبيد لخدمة هذا المشروع الاحتلالي الاحلالي.
سنبقى على هذه الأرض وسندافع عنها جيلا بعد جيل فصراعنا مع الحركة الصهيونية مرير وطويل ويتطلب طول نفس وبرنامج مقاوم واضح المعالم في سياقه تعزيز قوتنا الداخلية وتعزيز شراكاتنا الخارجية على أساس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فكما قال الشهيد الراحل القائد ياسر عرفات "يا جبل ما يهزك ريح"… نعم شعب الجبارين قادر على النهوض من جديد مثل طائر العنقاء، ويدرك هذا الشعب بأن الأرض هي أساس الصراع ويدرك أن ثمن تحريرها صمود وعطاء واخلاص، ستبقى الأرض وسيرحل المحتل وسيأخذ معه أذنابه وعملائه.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق