توالت ردود الأفعال الدولية، يوم الأحد، إثر إعلان طهران تجاوز الحد المسموح به من تخصيب اليورانيوم، في رد على انسحاب واشنطن من الاتفاق وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران.

ماكرون يدين انتهاك طهران الاتفاق النووي

دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما اعتبره "انتهاك طهران للاتفاق النووي" الموقع بين إيران والقوى الدولية في فيينا سنة 2015.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في الرئاسة الفرنسية قوله إن ماكرون جدد تأكيده على ضرورة استئناف الحوار في الـ15 من يوليو الجاري بين الأطراف الموقعة على الاتفاق.

وكان الرئيس الفرنسي أكد أمس أنه اتفق مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي بينهما على بحث الشروط اللازمة للخروج من أزمة الاتفاق النووي بحلول 15 يوليو الجاري.

وأعرب ماكرون في المكالمة التي استغرقت أكثر من ساعة، عن "قلقه البالغ" بشأن المخاطر المترتبة على إضعاف الاتفاق النووي وتبعاته المحتملة، مشيرا إلى أنه سيواصل المحادثات مع السلطات الإيرانية والشركاء المعنيين "للمشاركة في وقف تصعيد التوتر المرتبط بالقضية النووية الإيرانية".

من جهته، ووصف روحاني، الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة منذ انسحابها من الاتفاق النووي بـ"الإرهاب والحرب الاقتصادية".

و ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالخطوة الإيرانية. وجاء موقفا باريس وتل أبيب، بعدما أعلنت إيران،الأحد، أن مخزونها من اليورانيوم المخصب سيتجاوز، خلال ساعات، نسبة 3.6 في المئة التي يسمح بها الاتفاق النووي.

وقال نتنياهو إن تخصيب اليورانيوم إلى هذه المستويات له هدف واحد فقط؛ وهو إنتاج قنابل ذرية.
وأورد أن الزعماء الغربيين تعهدوا بفرض عقوبات في اللحظة التي تتجاوز فيها طهران الحد المفروض عليها.

واتخذت إيران هذه الخطوة وسط توترات متصاعدة، وجاء ذلك بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق، بسبب تمادي إيران في سلوكها العدائي بمنطقة الشرق الأوسط.
وكانت عواصم دولية، قد حثت إيران على عدم التمادي في الخرق، لأن ذلك، سيحرمها من "الدعم المحدود" الذي تقدمه بعض دول الاتحاد الأوروبي المتشبثة بالاتفاق المبرم في 2015.

موسكو تهيب بإيران الامتناع عن التصعيد


دعا مندوب روسيا الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية في فيينا إيران إلى الامتناع عن اتخاذ المزيد من التدابير، التي قد تفاقم الوضع المحيط بالاتفاق النووي.

وقال مندوب روسيا ميخائيل أوليانوف إن "روسيا تتفهم الخطوات التي اتخذتها إيران، والأسباب التي دفعتها إلى تنفيذها، لكننا ندعوها إلى الامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات التي يمكن أن تزيد من تعقيد الوضع المحيط بالاتفاق النووي معها".

وأعلنت طهران صباح اليوم الأحد عن تبنيها الخطوة الثانية من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وشروعها في زيادة تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.67%، وصولا إلى 5%.

وأوضحت إيران أن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لم تتخذ إجراءات الحفاظ على المصالح الإيرانية، في ظل العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على طهران.

ويعد اليورانيوم المخصب مادة مهمة، تنتجها مولدات الطاقة النووية المدنية في إيران التي أسست منشأتين لتخصيب اليورانيوم، وهما "نطنز" و"فوردو".

ويمكن استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يحتوي على نسبة من U235 تتراوح بين 3 و4 بالمئة، لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية، لكن يمكن تخصيبه أيضا لنسبة 90 بالمئة المطلوبة لإنتاج قنابل نووية.
وقبل توقيع الاتفاق النووي، كانت إيران تمتلك مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب، ونحو 20 ألفا من أجهزة الطرد المركزي، الأمر الذي كان كافيا لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل نووية، بحسب تقديرات البيت الأبيض.

ووقتها، قدر خبراء أميركيون أن إيران لو قررت إنتاج سلاح نووي سيكون أمامها شهران أو 3 أشهر فقط للحصول على كمية كافية من اليورانيوم المخصب بحدود 90 في المئة، وهي الكمية اللازمة لإنتاج القنبلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com