ترى الأوساط الطبية أن الأدوية المضادة للحيويات ("الأنت بيوتكا") تعتبر واحد من الابتكارات (أو الاكتشافات) الأكثر إسهاماً في انقاذ حياة الانسان في القرن العشرين.


لكن بحثاً إسرائيلياً جديداً، أجري بالشراكة بين جامعة حيفا وخدمات الصحة العامة ("كلاليت")-أظهر أن هذه المضادات تنطوي كذلك على المخاطر، حيث استنتج الباحثون أن الكنى في بيئة يجرى فيها استهلاك متزايد للمضادات الحيوية تزيد من مخاطر الاصابة بأمراض ناجمة عن جراثيم منيعة مقاومة للمضادات.

وفحص الباحثون احتمال وجود علاقة بين الاستهلاك الزائد للمضادات في أي حي سكني، وبين انتشار الجراثيم المنيعة المقاومة للمضادات الحيوية في الحي نفسه. وشمل البحث الشامل جمع معطيات عن (2.4) مليون شخص من المؤمنين في "كلاليت"، ممن هم فوق سن (21) عاماً، يقيمون في ألف و (733) منطقة جغرافية مختلفة. وقام الباحثون بتحليل المعطيات المتعلقة باستهلاك المضادات لدى المؤمنين، ونتائج حوالي خمسة ملايين فحص للبول أجريت خلال الفترة الواقعة ما بين 2010-2014.

ضعف ونصف الضعف...
وأظهر البحث نتائج قاطعة، حيث تبين أن السكنى في بيئة تتميز بالاستهلاك الكبير للمضادات الواسعة المدى، من فئة "تسيبرو فلوكستسين"، تؤدي إلى زيادة بنسبة 25% في خطر الاصابة بمرض تلوث المسالك البولية بجرثومة من فئة "ايكولي" المقاومة للمضادات. كما تبين أن الاستهلاك الفردي لتلك الفئة من المضادات تزيد من مخاطر العدوى بالجرثومة المقاومة للمضادات من الفئة المذكورة-بضعف ونصف الضعف.

وعقب أحد كبار الباحثين على نتائج البحث بالقول أنه أصبح من شبه المؤكد أن القرب الجسماني ما بين الأفراد يؤثر على انتقال الجراثيم المنيعة المقاومة للمضادات. ورغم ذلك-تتوفر امكانية أخرى، مفادها أن الادوية المضادة للحيويات، التي تحتوي على مركبات غير قابلة للتلاشي والذوبان، يتم افرازها من أجسام البشر، وتنتقل إلى البيئة بعدة طرق، مثل التسرب إلى مياه الجاري أو مياه الري، فتعود هذه المركبات(المواد) إلى الأجسام البشرية عن طريق المواد الغذائية أو المياه، فتفاقم مشكلة المناعة ضد المضادات.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com