نشأت فكرة اقامة "اللوبي النسائي" في اسرائيل ، في أواسط الثمانينات ، قبيل تشكيل احدى الحكومات ، حين لاحظت مجموعة من الناشطات والناشطين من أجل حقوق المرأة ، ان مركبات الائتلاف الحكومي لم تول اهتماماً لقضايا النساء وحقوقهن ، فنظمت مظاهرة أمام الفندق الذي كانت تجري فيه المفاوضات الائتلافية في القدس وانبثقت عنها هيئة سُميت " اللوبي النسائي".
وتشغل منصب المديرة العامة لهذا اللوبي حالياً ، ميخال جيرا مرغليوت ، التي قالت في مقابلة خاصة مع "بكرا" ان قيادة اللوبي تحذو حذو ومختلف المؤسسين ، من أجل تحصيل أقصى قدر من المساواة في الحقوق ، عن طريق ممارسة الضغوط والتأثير على الحكومة ومختلف المؤسسات وصنّاع القرار في هذه الاتجاه ، بالاستفادة من الحراك الشعبي والاعلامي ورفع منسوب الوعي تجاه المفاهيم والقيم الجندرية والسياسات الصائبة في هذا المجال .
تشريعات واستشارات قانونية
وأوردت "مرغليوت" أمثلة عينية على الجهود التي يبذلها اللوبي النسائي ، وكان آخرها المظاهرات النسائية الضخمة التي نظمتها قبل شهرين جمعيات وناشطات عربيات ويهوديات احتجاجاً على العنف الممارس ضد النساء ، وأسفرت عن تفعيل الميزانيات الحكومة المخصصة لمكافحة هذه الظاهرة ، والتي كانت مقررة (ومجمدة) منذ عامين . واستذكرت في هذا السياق التعاون الوثيق ، الآخذ بالاتساع في السنوات الاخيرة ، مع الجمعيات النسائية العربية ، مثلما حصل في تنظيم المظاهرات الاخيرة ، ومن ناحية الحصول على الميزانيات (من الاتحاد الاوروبي مثلاً) ، هذا بالإضافة الى التعاون والتنسيق مع كافة الجمعيات النسائية في اسرائيل بشأن معالجة مختلف القضايا ، مثل حقوق النساء في العمل والتحرشات في اماكن العمل وتقديم الاستشارة القانونية بخصوص الحمل والتمييز الجندري وعلاجات الاخصاب واجازات الولادة – وصولاً الى محاكم العمل ، وما الى ذلك.
وشدّدت مرغليوت على ان ذروة جهود اللوبي النسائي تتمثل في سن قوانين لصالح المرأة وتعديل الأنظمة المتبعة لإنصافها ، وغرس وترسيخ المفاهيم والقيم الجندرية ، وأنماط التفكير والسياسات التي تؤثر ايجاباً على مكانة المرأة ومساواتها بالرجل
التمثيل العربي في "اللوبي"
ورداً على سؤال حول شكل وحجم التمثيل العربي في اللوبي النسائي – قالت المديرة العامة ان هذا التمثيل جاء متأخراً وضعيفاً نسبياً ، وقد اضطلعت المحامية بشائر فاهوم جيوسي بدور نشط وفاعل فيه ، وتلتها الناشطة نسرين حداد الحاج يحيى ، الخبيرة في قضايا تشغيل النساء العربيات وفي المؤسسة (المعهد) الاسرائيلية للديمقراطية . ومن بين (14) موظفة في اللوبي- موظفتان عربيتان " وبرأيي ان هذا العدد ليس كافيا ، ونسعى للمزيد "- كما قالت
وأشارت في هذا السياق الى افتتاح مركز (خط) للاتصالات الهاتفية باللغة العربية ، بخصوص الشكاوى والاستشارات المتعلقة بخرق حقوق المرأة في العمل.
وفي ختام المقابلة توجهت ميخال جيرا مرغليوت الى النساء العربيات مؤكدة على ان اللوبي النسائي "عنوان لقضاياكن ومطالبكن وحقوقكن".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق