بدأت مسيرتها في عالم الكتابة والإبداع عندما كانت في المرحلة الإعدادية، تمكنت من لفت الأنظار لموهبتها في الكتابة والإلقاء، زاد شغفها للكتابة والتأليف في الصف السابع ومنذ ذلك الحين وهي تحاول أن تطور من قدراتها في الكتابة بمساعدة أُسرتها ومدرستها، لديها العديد من الكتابات وأصدرت نتاجها الأول بعنوان "البرعم الذي كبر"، الآن طالبة في الصف الحادي عشر وتتمنى أن تصبح يومًا من الأيام إحدى الكاتبات التي يفخر بها المجتمع، إنها الكاتبة الواعدة الصغيرة الكبيرة رؤيا عمر سليمان من يافة الناصرة، يعجز اللسان والقلم التحدث عنها.
في السطور المقبلة نتعرف عليها بشكل أكثر.
عرفينا عن نفسك؟
"أنا من يهتزُ القلم لأكتبَ بِه، أنا من يَحمِلُ النّسيمُ أوراقهُ لأكتُبَ لَه، أنا من يَطرَبُ الإصبعُ لأكتُبَ معه، أنا مجرّد شاعرةٍ مبتدئة، أكتب ما بذهني، على قلمي متّكئة، أنا مجرّد شاعرةٍ تحلم أن ينبَثِقَ من الأعالي نورُ السلام، أن تُشِعَ الشمسُ نورًا يراهُ كلُّ الأنام، ولن أيأَس ما زلت أُمسِكُ بقلمي، سأتمسّكُ بحلمي، سأتمسّك".
كيف كانت بداياتك مع الكتابة وكيف عززتِ وقمتِ بتنميتها؟
"كانت البداية أشبه بالبرعم الذي ينمو رويدًا رويدًا، كان ذلك عندما كنت أخط بعض الكلمات وأنسجها من عالم الخيال وأُرتب الكلمة تلو الأُخرى حتى أُبلور فكرتي التي أصبو للوصول إليها، بفضل معلمتي سنحت لي الفرصة لأُلقي على مسامع طلاب صفي بعض القصائد المتواضعة التي نسجتها مما زودني ذلك الثقة الكبيرة بنفسي وإيماني بقدراتي حتى عرضت نفسي للمشاركة في مشروع أُقيم في مدرستنا وهو إحياء ذكرى الشاعر الراحل سميح القاسم، لقد قمت بدور المذيعة التي تحاور شخصية "سميح القاسم" وقمت أيضًا بإلقاء بعض القصائد الخاصة به أمام جميع طلاب المدرسة وأمام ضيوفنا المقربين للشاعر، لاقيت الكثير من المديح والثناء من قبل الجميع وبالخصوص مدير المدرسة ومعلمي اللغة العربية الذين بدورهم حثوني على الكتابة تحت إشرافهم، فإستجمعت كل ذره من شجاعتي وقدراتي حتى أُثبت لنفسي أولًا وللجميع أنني فعلًا أستحق لقب "الشاعرة" الذي نُسب لي، وهنا كانت ذروة سعادتي التي لا توصف بالكلمات، وها أنا اليوم وصلت إلى أعلى الدرجات وقد إدخرت العديد من القصائد التي تشهد على نمو هذا البرعم الصغير الذي ارتُوِي بعناية شديدة، الشكر لمدير المدرسة أُ. مشهور عباس وللطاقم الذي أبدع في العطاء".
أصبحتِ مُبدعة لمن يعود السبب في ذلك؟
"كان لمدرستي وعائلتي دور كبير وعظيم بتشجيعي ودعمي حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم وما سأصل إليه لاحقًا، فكيفيني فخر عائلتي بي لأكتب وأُبدع أكثر فأكثر، أما مدرستي فلا يمكن للسان أن ينطق بما قدمته ولا لقلم أن يخط ما أعطته لي من تشجيع ودعم وتقدير، وأكبر مثال على ذلك هو الكتاب الذي أصدرته لي المدرسة بكل فخر وإعتزاز بي، وإني أشكر مدرستي وعائلتي على ما قدماه من أجلي لأتقدم وأرتقي لأعلى مراتب الشعر".
كيف كان شعوركِ بعد صدور كتابك الأول "البرعم الذي كبر"؟
"عندما أصدرت لي المدرسة كتابي الأول "البرعم الذي كبر" شعرت بفرحة غامرة وكأن الدنيا بوسعها لم تعد تتسع لفرحتي، حينها ولأول مرة شعرت أنني حقًا أستحق لقب "الشاعرة" الذي نسب لي، كان ذلك اليوم من أسعد أيام حياتي والفضل طبعًا يعود لمدرستي وخاصة للأستاذ مشهور والمعلمة أشواق فقد عملا بجد ونشاط من أجل إصدار هذا الكتاب في أجمل صورة، لذا فأنا أشكر جهودهم هذه وأُقدرها".
ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
"أنا لم أُواجه صعوبات تذكر، ربما أكون قد واجهت البعض منها ولكنني بفضل إيماني وتشجيع من حولي لي فقد إستطعت أن أعتبر هذه الصعوبات غير موجودة، فأنا أذكر تمامًا أن كل شيء كان قد سار كما تسري المياه في مجاريها بسلاسة، ولكن ذلك لا يعني أنه لا وجود لصعوبات قد تعترضني مستقبلًا أو تعترض غيري، وجدير أن أخص بالذكر بإعداد المواهب التي وئدت ودفنت حية بسبب عدم إطلاع الأجيال الشابة اليوم على الكتب والأعمال الأدبية، فتلك آفة لو نظرنا لها بعين الثقافة لرأيناها سيفًا حادًا يقطع ويرتكب الذابح بحق المواهب الصاعدة والأفكار النيرة".
كيف ساعدتك المطالعة أن تبرزي في عالم الكتابة؟
"كانت مطالعة الكتب من أجمل الهوايات التي أحببتها، فقد كنت خلال أيام قليلة أُنهي رواية أو كتاب غني بالصفحات، كانت القراءة هي أجمل جزء من يومي فكنت إذا ما انكببت على كتاب أعجبني لا أرفع رأسي عنه حتى أُنهيه، ولذلك طبعًا لمسة بارزة لصعودي لمنصة الشعر والقصائد، فكثيرًا ما أراني أتأثر بمرادفاتي وكلماتي التي أستعملها في قصيدتي بأحد الأُدباء الذين أقرأ لهم شيء جميل يضفي على القصيدة روحًا منتعشة وعلى معجم القوافي خاصتي أيضًا رونقًا وجمالًا، وجدير بالذكر أيضًا بأن نعطي مثالًا بسيطًا، فلو قرأت لأحد الكتاب عدة أعمال ورأيتها كلها متشابهة من ناحية الروح والمرادفات التي يستعملها الكاتب لمللت طبعًا، ولكنك لم قرأت لكاتب آخر يبدع في إنتقاء كلماته كل مره ويتغير روح قلمه في كل عمل، أنا متأكدة أنك ستقوم بقراءة كل أعماله لجمالها وإمتلائها بالحيوية والإنتعاش كل مرة".
ما هو النوع الأدبي المفضل لديكِ؟
"أنا شخصيًا أعشق كثيرًا أن أقرأ السير الذاتية أو الغيرية وأيضًا أن أقرأ المذكرات للكتاب والأُدباء، كما أُفضل أن أقرأ مذكرات شخصيات تاريخية عظيمة أو حتى مذكرات شخص من عامة الشعب، لا أعلم ما السبب الذي يجعلني أُحب هذا اللون من الأدب ولكنه دائمًا ما يشدني إليه، وطالما أبدأ بقراءة كتابة منه لا أكتفي من قراءته حتى يصيب عيني إرهاقٌ شديد أو أشعر بالتعب".
كيف تنتقين موضوعات كتاباتك وما أهم الموضوعات الأدبية لديكِ؟
"إن ما يتناوله شعري هو ميال أكثر لأن يكون قضايا يومية أو إجتماعية كإحترام المعلم أو قيمة الشعر والأبيات، مقارنة بين الماضي والحاضر والكثير الكثير من المواضيع المتنوعة التي تناولت بدورها بعض القضايا التي تحتاج لتسليط الضوء عليها اليوم، من أهم الموضوعات الأدبية لدي هي الموضوعات الهادفة التي تُكتب بدقة وعناية لتضمد جرحًا عميقًا في المجتمع أو لتزرع وردة حمراء في بساتيننا، أُفضل الإبتعاد عن مواضيع الحب والعاطفة فيكفينا ما أتانا من ضلال في هذه الطرقات وأُشجع كثيرًا على يد من حاول إصلاح ما يراه فاسدًا حتى ولو بكلمة صغيرة إستعان بقلمه لينشرها".
ما نصيحتك للكتاب الجدد؟
"نصيحتي المتواضعة لمن يسعى الآن خلف حلمه ويكتب أقول له: عزيزي الكاتب الصاعد، أُكتب، مهما إستنفذت من حبر وورق ومهما إستعملت من أساليب وطرق أُكتب أُكتب من أجل النجاح وصعود القمم من أجل مجتمعنا والأُمم أُكتب، أقول أيضًا للصاعدين: مهما كان محطمو الأحلام حولكم كثر إياكم ثم إياكم أن تفقدوا الأمل أو أن تسمحوا للهيب حماسكم أن ينطفئ فأنتم أبطال الغد والمستقبل وأنتم كتاب وشعراء لن يقدروا بثمن فاكتبوا وأنيروا سطور الظلام في الكتب".
ما هي أُمنيتك؟
"أُمنيتي أن أُصبحُ شاعرةً تحكي عنها القصائد يمتدحها الشعراء من بعدها ويهجوها آخرون أيضًا، أُمنيتي أن تلامس إحدى قصائدي قلب شخصٍ فيتغير إلى أفضل بسببي، أتمنى لو تعيد قصائدي أُمتي وحضارتي إلى ما كانت عليه من إزدهار وعلو، فإني والله لا أكتب إلا من أجل مجتمعِ عربي حضاري يكاد يفقد جماله بسبب أخلاقه السيئة فتعيده بعض قصائدي إلى سباق الحضارات".
كلمة أخيرة؟
"أُحب أن أتقدم بشكري الجزيل لكل من كان له بصمة في وصولي إلى هنا وأخص بالذكر مدير المدرسة أُ. مشهور عباس والمعلمة أشواق تلحمي نصير وباقي طاقم اللغة العربية في المدرسة الإعدادية، أُحب أن أُلفت النظر على أني قد تخرجت من هذه المدرسة أو بكلمات أُخرى من هذه الجنة قبل سنتين وها هي مدرستي العزيزة لا تزال تذكر طالبتها المخلصة لها وما زالت طالبتها تعيش لحظاتها بها وحبها لها، فعلًا كانت المرحلة الإعدادية في حياتي من أجمل المراحل التي مررت فيها وتمنيت حقًا لو أنها لا تنتهي وتبقى معي حتى آخر لحظاتي، أُحب أن أُهدي نجاحي لهذه المدرسة العظيمة ولعائلتي طبعًا والحمد لله على كل حال".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق