تتظاهر الجماهير العربيّة في اسرائيل، غداً الاثنين قبالة مقرّ الشرطة العامة في تلّ أبيب.

تنطلق المظاهرة في تمام الساعة الخامسة ما بعد العصر بدعوة من لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربيّة في البلاد.

تأتي المظاهرة احتجاجاً على جرائم القتل وأفة العنف عامّة وجرائم القتل الأخيرة التي وقعت هذا الاسبوع خاصة ويصل عددها الى 4.

ضحايا هذا الاسبوع:

محمود حجّاج وعروسه ريما أبو خيط من الطيرة.. قتلا رمياً بالرصاص.

فيصل ردّاد لقي حتفه اثر تعرضه لإطلاق نار في جسر الزرقاء.

يوناتان نويصري قتل طعناً حتّى الموت خلال ضلوعه بشجار في الرينة.

 إقامة طاقم تخطيط يعمل على ضبط العنف في المجتمع العربي
وفي حديث له، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا:" المطلوب هو ليس تظاهرات استعراضية، بل إقامة طاقم تخطيط يعمل على ضبط العنف في المجتمع العربي. يجب ان نخرج من مسرحيات التنديد والعمل الفعلي على وقف النزيف.لا يمكن ضبط العنف بدون تواجد مكثف للشرطة المدنية في شوارعنا لتقدم خدمات الأمان الشخصي والمجتمعي، وليس الشرطة السياسية التي تحضر لتخدم أمن الدولة وأجهزة مخابراتها".

وزاد:" عدم الثقة المتبادل بيننا وبين الشرطة يجب علاجه من خلال إقامة إطار شرطة بلدية ناجع، يتم توجيهه حسب الاحتياجات المحلية، وليس الاملاءات الحكومية الفاشلة".


أوضح دراوشة، انّ، بلداتنا تكبر، وذلك يجلب معه تفتت مجتمعي خطير، وانفلات أفراد وعصابات اجرام تتغطى احيانا بالقَبَليَّة والعائلية، والحمائلية، وأحيانا اخرى تنفع اصحاب مصالح اقتصادية، وسياسية وشُرطية وحكومية. هذا الانفلات يجب وقفه بواسطة إعادة صلاحيات للشخصيات الاجتماعية الصالحة والمُصلحة، وعدم الاعتماد على الجهاز القضائي الذي لا يقدر على إعطاء الاجابات في الوقت المناسبK  وأهم ما في الأمر، إعطاء صلاحيات لمدراء المدارس والمعلمين، ليكون لديهم القدرة على فرض هيبتهم وسيطرتهم على الطلاب، وعدم التخوف من المساءلات القانونية في حالة معاقبة الطلاب العنيفين".

وأنهى كلامه قائلا:" بدون برامج فعلية مثل المذكورة أعلاه ستستمر مشكلة العنف في التفاقم، خاصة وان السلاح ينتشر بين الناس والحصول عليه اسهل من الحصول على دراجة هوائية، او لعبة اطفال. معاقبة المجرمين أشد العقاب وبشكل سريع هي الرادع الأفضل، وجمع السلاح، وتفكيك العصابات واجب الساعة".

اشعال شمعة صغيرة 

بدوره، قال رئيس لجنة مكافحة العنف بالمجتمع العربي المنبثقة عن لجنة المتابعة - المحامي طلب الصانع لـبكرا:"الحل هو ان لا نجلس نشكي ونبكي ونسب الظلام وانما ان نبادر لانارة شمعة تضيء الظلام ! هذة الظاهرة المجتمعية المتمثّلة بحالة العجز والاكتفاء بالانتقاد والشكاء والبكاء هي لغة العاجز ! نحن اقوياء ، نحن مليون ونصف مواطن نستطيع ان نهز العالم ، ولكن علينا ان تكون ثقتنا بانفسنا اكبر وبقدرتنا على التغيير. الشعوب تعبر عن ارادتها ، رفضها ومواقفها من خلال التظاهر والخروج الشوارع . مظاهرات ومسيرات ساهمت في إسقاط النظام العنصري في امريكا ضد السود وإسقاط الاستعمار البريطاني للهند!":

لفت الصانع الى انّ:" نحن مليون ونصف وحتى الان لم نر مظاهرة يشارك فيها 10% من المواطنين العرب اي 150 الف ! نشكي ونتألم ولكن لا نبادر ، التقاعس والكسل هو البوابة الرئيسيّة لحياة المذلة والمهانة وعلى مدار التاريخ لم تنتصر شعوب متخاذلة او تختزل نضالها في الفيس بوك ، تغيير الواقع يتطلب تضحية ، جهد ، تعب ، استمرارية ، منهجية بدون كلل او ملل".

تابع المحامي:" وكما قال الشاعر :
وما نيل المطالَب بالتمني لكن تؤخذ الدنيا غلابا،  وما استعصى على قوم منال اذا الأقدام كان لهم ركابا
وعلى هذا الأساس مطلوب من كل واحد ان يخصص من وقته ومن جهدة للمصلحة العامة ، وان يساهم بقدر استطاعته ليس اكثر ، لان اشعال شمعة صغيرة خير من ان نشتم الظلام مليون مرة".

خلُص حديثه بالقول الى انّ:" كلي أمل ان نرى مشاركة واسعة في المظاهرة يوم الاثنين الساعة 17:00 امام مركز قيادة الشرطة في تل ابيب .
علينا ان ندرك ان مجتمعنا في خطر لذا علينا ان نبادر وان لا ننتظر !!".

الاسراع بجمع السلاح ومحاسبة المجرمين

من ناحيته، قال القيادي في الحركة الاسلامية ومن مؤسسي مركز "أمان" لمجتمع أمن - الشيخ كامل ريّان لـبكرا:" "مجتمعنا مخطوف ينتظر من يحرره من أيدي الخاطفين"، المشاركة في مظاهرة يوم الاثنين هي واجبة وضرورية جدا نستطيع من خلالها توجيه رسالة واضحة وصريحة لشرطة اسرائيل ومن خلفها حكومة اسرائيل ان المسؤولية الأولى والاخيرة لِلَجْم غول العنف في مجتمعنا العربي تقع على عاتق الشرطة لانها هي الوحيدة المخوّلة بذلك وهي الوحيدة التي تملك الصلاحيات والأدوات والامكانيات لذلك من خلال الإسراع بجمع السلاح القاتل الذي يقتل ابناءنا ومن خلال فك رموز مئات الجرائم التي ارتكبت حيث نعرف الضحية ولا نعرف من هو المجرم الذي يقف من وراء هذه الضحايا البريئه ولا نعرف الأسباب والدوافع من وراء هذا القتل الاجرامي المتعمد".

وأردف:" من خلال هذه المظاهرة نستطيع ان نفرق ونحدد ونضع الفصل الواضح ما بين مسؤولية المجتمع بضرورة تكثيف قواه وإمكانياته لوقف ظاهرة العنف المجتمعي وبين مسؤولية الشرطة وإلزامها ودفعها الى وقف ثقافة القتل والجريمة في مجتمعنا العربي. من ناحية اخرى اقولها وبكل أسف ومرارة وحسرة ان مجتمعنا بالرغم من الخيريّة التي يتصف بها فانه الان في عداد "المخطوف" نعم اقولها بكل وضوح بأن مجتمعنا الطيب الكريم المعطاء الوطني الانساني الخيري هو مخطوف بيد زمرة فاسدة مفسدة نجحت ان تزرع بين بعض المجموعات ثقافات غريبة عجيبة دخيلة على مجتمعنا أخذت به الى طريق المجهول
وهذه الفرصة لان اتوجه الى ابطال وثوار واحرار الفيسبوك كفوا وتوقفوا عن التأوهات والأهات والزفرات والتنهدات ووصف الحال وانتقلوا بهذا الجهد الذي تحملونه وحولوه الى برامج عمل من خلال اعادة تنظيم الأحياء والحارات من جديد وزرع أفكار جديدة لعلها تثمر وتجمع شمل شبابنا ليكونوا هم بانفسهم الحل المأمول قبل ان يساقوا الى مقاصل الذبح والقتل والتي لن تتجاوز ايّاً منا لأننا كلنا غير محصنين من هذا الوبأ القاتل والمعدي".

اوضح الشيخ ريّان، انّ، اما من يسأل ويستفسر عن وجود خطط اشفاء او برامج وخطط مودعة في الجارور للأسف لا يوجد لانشغال البعض بأمور لربما هي مهمة ولكنها اصغر من الصغائر امام عملية الخطف التي نواكبها لمجتمعنا".

خلُص تعقيبه بالقول الى انّ:" وحقيقة لم استطع لغاية الان تفسير تماهي مجتمعنا وبحق مع خطف الطفل من قلنسوة مقابل اللامسؤوليه والتراخي الى درجة البلاده بما بتعلق بخطف مجتمع بأسره بأيدي خاطفين معروفين للقاصي والداني ولَم ننجح بعد بتحريره منهم كما فرحنا وسعدنا بتحرير الطفل المخطوف في قلنسوة. اللهم احقن دماء الناس يا رب".

السلاح المنتشر في قرانا وبلداتنا اكثر من 90% مصدره من الجيش الاحتلالي واجهزة الأمن 

وعقبّت مديرة جمعيّة نساء ضدّ العنف - نائلة عوّاد على جريمة القتل قائلة لـبكرا:"غضب واستنكار تنديد وشجب وخوف من عدم الأمن والامان في بلداتنا وعزائي لأهل الطيرة وأهل جسر الزرقاء والرينة بلدي خوفنا على حياتنا وحياة اطفالنا أولادنا وبناتنا كلنا مهددين ومهددات من إرهاب السلاح وارهاب الجريمة والمجرمين. علينا الخروج كمجتمع كل شخص يتحمل مسؤولية لمنع الجريمة القادمة وهذا من خلال زرع مفاهيم التفاهم الاحترام الحوار، ولكن علينا ان لا ننسى ان هذه الاوضاع سببها وأصبع الاتهام الاول موجّه للشرطة العنصرية التي تتعامل معنا بتمييز وتتعامل بسياسة فخار يكسر بعضه".


أكملت عوّاد كلامها قائلة:" السلاح المنتشر في قرانا وبلداتنا اكثر من 90% مصدره من الجيش الاحتلالي واجهزة الأمن الاسرائيلي بما معناه هم باعوه بهدف تصفيتنا كمجتمع وعلينا ان نطالبهم بأخذ المسؤولة وجمع الأسلحة وكذلك تقديم المجرمين للقضاء وتقديم لوائح اتهام
يجب ان نكشف ونفضح هذا التقاعس من قبل الشرطة لذلك مهم مشاركتنا في الوقفة يوم الاثنين ومن الممكن أن يصل صوتنا".

وأنهت كلامها قائلة:" طبعا بإسم نساء ضد العنف طالبنا ونطالب القيادات ولجنة المتابعة بأن تكون خطة شاملة علاجية يكون اساسها حقوقي تربوي اجتماعي سياسي وبالتعاون مع كافة اطر المجتمع المدني والمختصات والمختصين بمجال علم الاجرام والاجتماع والقانون".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com