يشهد الوسط الدرزي في اسرائيل حالة من الانقسام ما بين مؤيد ومعارض لقانون القوميّة.

المؤيدون لهذا القانون يدّعون انّ لا جديد فيه وهذا من حقّ الدولة، امّا المعارضون يؤكدون على انّ هذا القانون مجحف ويميّز اليهود عن الأخرين. تجدر الاشارة الى ان هناك مجموعة واتس ابّ تم تأسيسها لأناس من الوسط الدرزيّ واسمها " دروز مع قانون القوميّة".

مراسل "بكرا" حاور عضو مجلس دالية الكرملّ المحليّ (ممثّل قائمة الشباب) ورئيس لجنة العلاقات الخارجيّة - سامر بيراني الذي قال:" الدروز شعب كبقيّة الشعوب، وفي كل شعب اراء مختلفة ومتناقضة، ولكن ما يخصنا كدروز، اننا لا نختلف مع بعضنا البعض الّا بالأراء، بهدف كيفية تطوير المجتمع الدرزي، فنحن مطالبون بالحفاظ على بعضنا البعض في كل حال وفي كل انحاء العالم.

موقفنا الداعم لحكومات دولة اسرائيل

لذلك هنالك بيننا من يعترض على نص القانون بحجة ان القانون غير عادل مع المجتمع الدرزي خاصة، والاقليات عامة وهنالك من يؤيد القانون بحجة ان القانون لا يخص المجتمع الدرزي، انا شخصيا مع مؤيدي القانون ولكن اعتقد يجب ان يكون به تعديلا على بعض البنود ،ولذلك ادعم اعضاء الكنسيت الدروز الذين قدموا اعتراض للمحكمة، ولكني اعتقد ان اعضاء الكنيست الدروز سيصلون الى حل مع رئيس الوزراء، فهم في نهاية الأمر اعضاء الائتلاف الحكومي ويمثلون موقفنا الداعم لحكومات دولة اسرائيل. باختصار الدروز معروفون انهم شعب قوي جدا وحكيم وذكي بل عنوان مذهبه الشريف الحكمة وعلى هذا الأثر فان تصويت الوزير ايوب قرا مع قانون القومية كان صائبا والتوجه للمحكمة من قبل الاعضاء اكرم حسون حمد عمار وصالح سعد كان صائبا كذلك فان ما يعنينا هو كيفية تطوير مجتمعنا الدرزي والحفاظ عليه والحفاظ على دولة اسرائيل كذلك".

نص القانون لا يصنف احد بالدرجة الاولى ولا الثانية ولا الثالثة

وحول سؤال مراسلنا " لماذا تدعمونه رغم انه يمسّ بالعرب والدروز ويصنّفهم على انّهم من درجة ثانية؟"، يقول:" نص القانون لا يصنف احد بالدرجة الاولى ولا الثانية ولا الثالثة، واذا تمعنا بنص القانون سنرى انه تفسير متواصل لما اقرت به الحركة الصهيونية قبل اكثر من قرن من الزمن، وهو كذلك نص متجدد لأهم بنود وثيقة الاستقلال لدولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. اعتقد ان هنالك تقسير خاطئ لمعظم بنود القانون من قبل السياسة والاعلام المحلي. مع ذلك أعود وأقول انا أدعم القانون واؤيد رأي الاعضاء اكرم حسون وحمد عمار وصالح سعد ان يكون هنالك بعض التعديلات البسيطة خصوصا في ما يتعلق بمكانة الدروز في الدولة، بما ان الدروز هم جزء اساسي في دولة اسرائيل بنائها واعمارها منذ بدايتها ولكن اذا اقتضى الامر واتفق الاعضاء الدروز مع رئيس الحكومة ان لا يتغير نص القانون وان ينجحوا في إبرام برنامج لتطوير المجتمع الدرزي من دون علاقة لقانون القومية فكذلك سنكون اول المؤيدين".

 لا نعترض على حق الشعب اليهودي في اقامة دولة يهودية في هذه الارض

أوضح بيراني، انّ نحن لا نعترض على حق الشعب اليهودي في اقامة دولة يهودية في هذه الارض ولا نعترض على كل قرارات حكومات اسرائيل الاساسية في ما يخص شكل ورموز الدولة ان كان شكل العلم واللغة العبرية كلغة رسمية واللغة العربية كلغة الاقليات الرسمية وحق تقرير المصير للشعب اليهودي ونظام الدولة القانوني كيهودي وديمقراطي بل نحن نؤيد هذا على الملأ ونشاطر الشعب اليهودي في مصالحه واهدافه. وبالاضافة لذلك، نحن من واجبنا كدروز نحب السلام والأمان لجميع البشر ان نحافظ كذلك على امكانية التعايش بسلام ومودة بين جميع الطوائف والاديان ونعمل على الحفاظ يهودية الدولة وديمقراطيتها من جهة ومن جهة اخرى بناء جسور السلام بينها وبين جميع الشعوب والدول العربية في المنطقة".

نريد الحفاظ على هوية الدولة

ردّ عضو مجلس دالية الكرمل على سؤال " لماذا لا ترى ايّ خطورة من وراء سنّ هذا القانون؟"، قائلا:" تقريبا، لا يوجد اي شيء جديد في قانون القومية، فاسرائيل دولة ولدت كدولة ديمقراطية ويهودية واسمها اسرائيل ،وهو اسم مأخوذ من صلب التوراة المقدسة، وكذلك ذكر في كتاب الحياة الانجيل، وقد ذكر هذا الاسم ايضا في القرأن الكريم على اليهود كبني اسرائيل، اي ان اسم الدولة بذاته اسم ديني له صلة مباشرة مع الشعب اليهودي. لكن كدولة ديمقراطية فان دولة اسرائيل منذ نشأتها منحت حق المساواة قانونيا لجميع الطوائف والاديان ،ولكن اجتماعيا قد تكون هنالك امور مختلفة على ارض الواقع، ونحن من واجبنا كمواطنين نريد الحفاظ على هوية الدولة ان ندفع بها لتنفذ قوانينها حرفيا على ارض الواقع. اسرائيل قانونيا دولة ديمقراطية غربية متقدمة جدا قانونيا علميا وثقافيا ونحن نبحث عن جسور السلام بينها وبين جميع شعوب المنطقة فذلك سيعود بالفائدة على الجميع بما في ذلك على الامة العربية.

بالنسبة لنا كدروز سنبقى ندعمها ونطورها وسنقف بجانب الشعب اليهودي، الذي نحتلف معه ببناء دولة اسرائيل اليهودية والديمقراطية لتكن افضل دولة بالعالم، ومن هنا وعبر موقعكم، فاني ادعوا جميع شعوب المنطقة اسلاما ومسيحيون بدعم اسرائيل، ونبذ التطرف في الشرق الاوسط واتمنى بهذا الصدد ان نسمع استنكار القيادة العربية داخل اسرائيل لهجمات المنظمات الارهابية على الدروز في سوريا خصوصا وان الدروز كانوا دائما اخلص الشعوب حينما ناداهم الواجب في لبنان وسوريا".

تصريحات تطالب بتعديل القانون

أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية الى انّ:" الشيخ موفق طريف هو الرئيس الروحي للطائفة الدرزية وهو رئيسها بأمر سيدنا الشيخ امين طريف رحمه الله عليه وهو ابن عائلة ضحت من اجل الحفاظ على الدروز قرون من الزمن وكما كان في الماضي فكذلك هو الحاضر اي اننا حظينا بقيادة حكيمة وقوية تتمثل بشيخنا الكريم وانا متأكد ان الشيخ موفق طريف بالاشتراك مع الوزير ايوب قرا والاعضاء الدروز اكرم حسون حمد عمار وصالح سعد سيقودنا بحكمته وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة للحفاظ على مصالح اسرائيل والدروز معا".

وأختتم كلامه قائلا:" ان من قد عرض ووضع القانون وقاده هو عضو الكنسيت السيد افي ديختر. السيد ديختر كان رئيس جهاز المخابرات الداخلية وضابط سابق في جيش الدفاع وعمل مع الضباط الدروز عشرات الاعوام في سلك الامن اما بالجيش واما بالمخابرات وهو بالنسبة لنا ابن الطائفة الدرزية وانا على ثقة ان العلاقات الطيبة بيننا ستقودنا الى حل يرضي الجميع.لا يوجد ضابط درزي لا يريد دولة اسرائيل دولة ذات اغلبية يهودية وكدولة يهودية وديمقراطية وان كان هنالك رأي مختلف فيصلون الى حل فنحن كلّنا اسرائليون".

وفي تعقيب له، قال النائب اكرم حسّون لـبكرا:" اليمين الاسرائيلي لم ولن يقرّر عنّي ولي وبالنسبة للخدمة العسكريّة فهي مبدأ اساس بولاء الدروز للدولة التي يعيشون فيها وسنفعل كلّ ما بوسعنا من أجل إبطال هذا القانون".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com