قال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه لو فهم الإنسان معنى مقولة "لا حول ولا قوة إلا بالله"، لخشع لله ولتوقف عن المعصية فورًا.

وأوضح «جمعة»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه جاء رجل لذي النون المصري فقال: «ادع الله لي، فقال: إن كنت قد أُيدت في علم الغيب بصدق التوحيد، فكم من دعوةٍ مجابة قد سبقت لك، وإلا فإن النداء لا يُنقذ الغرقى»، منوهًا بأن معنى هذا النص هو تفسير «لا حول ولا قوة إلا بالله».

وأضاف أن الأمر كله لله خلقًا ولله بقاءً؛ فالله سبحانه وتعالى قد أنشأنا من العدم وبقاؤنا أيضًا قائمٌ به، وهذه من أهم النقاط التي لا يفهمها كثيرٌ من الناس فتختلط عليهم عبارات أهل الله، نحن الآن لسنا قائمين بذاتنا بل إننا نقوم به سبحانه وتعالى يعني هناك مدد من الله مستمر فلو أوكلنا لأنفسنا طرفة عين لفنينا وليس نموت، نموت فالجسد يخرج منه الروح، والجسد باقي نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه، فأنت هكذا لم تفنى أنت لا تزال مستمرا ولكن انتقلت من حالٍ إلى حال أو من حياةٍ إلى موت.

وتابع: "لكن الله تعالى لو قطع عنك إمداد الاستمرار تفنى مثل التليفزيون عندما تغلقه تختفي الصورة، الأكوان كلها لو سحب الله منها مدد الاستمرار لفنيت، إذن فهي تحتاج إليه سبحانه كل لحظة فنحن لسنا قائمين بذاتنا هذه عقيدة الإسلام، ونخالف بذلك عقائد أخرى تقول: أنه إذا كان هناك إله فقد خلقنا فقط وانتهى ونحن مستمرين بأنفسنا ، ولكننا لسنا مستمرين بأنفسنا ولا يمكن أن نقوم بذاتنا".

ونبه إلى أنه إذا فهم الإنسان هذا غالبًا يخشع لله، غالبًا لا تصدر منه معصية، غالبًا لو فهم هذه النقطة أنه سوف يفنى إذا قطع الله منه استمرار البقاء وأنه سيختفي سيفنى؛ فإنه يكون على ذكرٍ دائمٍ لله، فهذا التصور وهذه العقيدة وهذا الإدراك يساعد على أن تعيش في ذكر الله، فقال تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ»، وقال عز وجل: «وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ»، وقوله تعالى: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله»، وقوله جل وعلا: «وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وقوله: «أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ».

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com